صعدت السلطات الإيرانية هجومها على المعارضة الإصلاحية، حيث سخر الرئيس محمود أحمدي نجاد من مظاهرات أنصار المعارضة، وهاجم رئيس البرلمان المعارضة بشدة وطالب بمعاقبتها وتوعدها الحرس الثوري بـ"دفع الثمن"، في حين أكد الإصلاحيون استمرار الاعتقالات بين صفوف رموزهم.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن الرئيس أحمدي نجاد قوله إن المظاهرات الحاشدة للمعارضة مجرد "مهزلة مثيرة للاشمئزاز" وإن بلاده شهدت الكثير من مثل هذه المهازل التي جاءت "بناء على أوامر من الصهاينة والأميركيين".
وبدوره طالب رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني السلطة القضائية باعتقال مدبري الاضطرابات المناهضة للحكومة ومعاقبتهم، كما طالب قادة المعارضة بالامتناع عن الدعوة إلى أي احتجاجات جديدة ضد المؤسسة الدينية.
وفي خضم تلك الأحداث استدعت إيران السفير البريطاني في طهران سيمون غاس، وهدد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي بريطانيا "بلطمة على الفم" إذا لم تتوقف عن التدخل في شؤون إيران. لكن لندن قالت إن سفيرها سيرد "بقوة" على أي انتقاد وسيشدد على ضرورة احترام طهران لحقوق الإنسان.
وقال متكي إن المشاركين في المظاهرات التي جرت في طهران بمناسبة عاشوراء يرفضون النظام الديمقراطي ويتحركون بأجندة غربية، وحذر بريطانيا من ردود غير مرضية.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمنباراست إن من وصفها بأقلية صغيرة تقف وراء الاضطرابات الدامية التي جرت في البلاد، واتهم قوى خارجية من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا بإساءة التقدير من خلال وقوفها إلى جانب المحتجين المناهضين للحكومة، واعتبر ذلك تدخلا في شؤون بلاده.
وكانت دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد شجبت ما وصفته بقمع الاحتجاجات التي شهدتها إيران، ودعا وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنر إيران إلى الإفراج عن من تم اعتقالهم بطريقة "غير عادلة"، قائلا إن اعتقال أخت الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي "يمثل ضغطا غير مقبول على أولئك الناشطين الشجعان".
تواصل الاعتقالات
في غضون ذلك تواصلت الاعتقالات في صفوف أنصار التيار الإصلاحي ونالت عددا من رموز التيار. وقالت مواقع للإصلاحيين إن الشرطة اعتقلت 18 من قادتهم منذ أول أمس الأحد، من بينهم ثلاثة من المستشارين البارزين للزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي فضلا عن أحد أقاربه. كما شملت الصحفي الإصلاحي ما شاء الله شمس الواعظين.
وقد دعت جبهة المشاركة، أبرز حزب إصلاحي إيراني من وصفتهم بحكام البلاد المتشددين إلى احترام الدستور والاعتذار للأمة، وقالت في بيان إن ذلك هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد.
وتعليقا على هذه التطورات قال محمد حسن البحراني إن هناك اقتناعا لدى العديد من المراقبين بأن احتجاجات يوم الأحد قد أحدثت نقلة نوعية في مسار الأزمة الإيرانية الناجمة عن الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية في يونيو الماضي.
وأشار مصدر إلى أن المواجهات التي رافقت هذه الاحتجاجات خلفت عشرة قتلى والعديد من الجرحى فضلا عن مئات الاعتقالات.
وقال المصدر إن هناك من يعتقد أن الأزمة السياسية في إيران ربما تطول لسنوات عديدة مقابل أصوات أخرى تستبعد ذلك وتقول إنها لن تمتد سوى أسابيع وستنتهي بالحسم الأمني أو بالمصالحة الوطنية.
وعيد الحرس
وفي تصعيد جديد للموقف أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانا توعد فيه مدبري الاحتجاجات بدفع الثمن قريبا، واتهم وسائل الإعلام الأجنبية بشن حرب نفسية لإسقاط النظام في إيران. وقال البيان إن من وصفهم بأعداء الثورة يعملون مع الإعلام الأجنبي للإضرار بالنظام الإيراني.
وتزامن هذا التحذير مع خروج مظاهرات واسعة في مختلف المدن الإيرانية للتنديد بأعمال الشغب التي قام بها نشطاء المعارضة خلال إحياء ذكرى عاشوراء في العاصمة طهران.
وردد المتظاهرون شعارات تندد بالقائمين بتلك الأعمال ومن يقف وراءهم في الداخل والخارج، مؤكدين وقوفهم وراء القيادة، حسبما ذكرته قناة العالم الإخبارية الإيرانية.
وفي إيران: إنه من المتوقع أن تسير مظاهرات مؤيدة للنظام القائم في إيران.