أطلق جندي أفغاني النار على جنود أجانب في قاعدة بغرب البلاد مما أسفر عن مقتل جندي أميركي وجرح جنديَيْن إيطاليين، وفق مصادر عسكرية أفغانية وأجنبية. يأتي هذا الحادث في وقت اعتبر فيه متحدث باسم الرئيس حامد كرزاي أن حركة طالبان لا تشكل تهديدا للحكومة الأفغانية، وفي حين تستعد أفغانستان لإجراء الانتخابات البرلمانية.
ووقع الهجوم صباح الثلاثاء في قاعدة عسكرية أفغانية أجنبية مشتركة في ولاية بادغيس بغرب أفغانستان وفق ما نقلته وكالة رويترز عن الجنرال خير محمد خواري المسؤول العسكري الأفغاني في بادغيس، مشيرا إلى أن الجندي الأفغاني الذي أطلق النار أصيب ونقل إلى المستشفى.
في العاصمة الأفغانية: كابل عن مسؤول في الجيش الأفغاني في بادغيس أن الجندي الأفغاني أطلق النار على الجنود الأجانب عندما رفضت قوة أجنبية عند نقطة تفتيش السماح لعربة من الجيش الأفغاني بالمرور.
وقد أكد متحدث باسم قوات المساعدة الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقوع الحادث ومقتل العسكري الأميركي، وأشار بيان لقوات إيساف إلى أن تحقيقا فتح في الحادث لمعرفة ملابساته.
لكن وزارة الدفاع الإيطالية أشارت إلى أن الحادث وقع خلال عملية تنفذها قوات التحالف في أفغانستان، مشيرة إلى أن الجنديين الإيطاليين عولجا واستأنفا القيام بواجباتهما.
ونقلت وكالة آنسا الإيطالية للأنباء عن وزارة الدفاع الإيطالية قولها إن الحادث وقع في منطقة بالا مورغاب عندما كان أفراد من قوة إيساف الدولية يفرغون، بالاشتراك مع جنود من الجيش الأفغاني، حمولة طائرة مروحية من الإمدادات. وأشارت إلى أن الجندي الأفغاني أصيب عندما ردت قوات إيساف عليه وتم توقيفه.
وكان جندي أفغاني قد قتل الشهر الماضي خمسة جنود بريطانيين في مجمع عسكري بولاية هلمند بجنوب البلاد، وقد أعلنت حركة طالبان حينها أن الجندي المنفذ هو أحد مقاتليها.
قوات إضافية
ويأتي هذا الحادث في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع المقدونية عزمها إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان قوامها 80 جنديا لترفع عدد قواتها المنتشرة هناك ضمن إيساف إلى 243 جنديا.
في سياق متصل أكدت الحكومة الألمانية اليوم ضرورة ألا يقتصر مؤتمر لندن بشأن أفغانستان الذي سيعقد الشهر المقبل على مناقشة مستويات القوات.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن قال وزير الخارجية الألماني جويدو فيسترفيله لوسائل الإعلام الألمانية إنه لن يحضر مؤتمر لندن إذا اقتصر جدول أعماله على مناقشة زيادة عدد القوات.
وخلال الشهر الماضي، أبدت ألمانيا تباطؤا في الاستجابة لدعوات الرئيس الأميركي باراك أوباما للمساعدة في دفع الجهود الرامية إلى هزيمة حركة طالبان، وامتنعت عن اتخاذ أي قرار بشأن عدد القوات قبل محادثات لندن.
خطر طالبان والانتخابات
على صعيد آخر قال متحدث باسم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إن حركة طالبان لا تشكل تهديدا على الحكومة الأفغانية، وذلك ردا على تصريحات لاستخبارات غربية تشير إلى مكاسب كبيرة لحركة طالبان في حربها للإطاحة بحكومة كرزاي، مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية.
واعتبر المتحدث وحيد عمر أن وجود طالبان في أفغانستان كحكومة بديلة غير واقعي، مشيرا إلى أن لدى طالبان "القوة للعمل من مخابئها لإرهاب الشعب". وأضاف أن "طالبان على المدى القصير قد تشكل تهديدا لحياة الناس ولكنها لن تهدد الدولة".
وأكد وحيد على ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية في البلاد في موعدها المقرر في مايو المقبل، معتبرا أن تأجيلها سيعتبر إخفاقا سياسيا، وهي خطوة لن يتخذها الرئيس كرزاي.
تجدر الإشارة إلى أنه وفق الدستور الأفغاني يجب أن تجرى الانتخابات البرلمانية قبل انتهاء ولاية آخر برلمان منتخب بثلاثين يوما، حيث تنتهي ولاية المجلس النيابي الحالي في 22 يونيو 2010.