تواصلت الردود الدولية المنددة بما وصفته بـ"التدخل العنيف الوحشي" للشرطة الإيرانية ضد المتظاهرين في إيران الأحد الماضي والذي أدى إلى وفاة ثمانية أشخاص واعتقال العشرات بينهم عدد من رموز التيار الإصلاحي المعارض.

فقد انضمت روسيا، التي تملك علاقات قوية مع إيران، إلى قائمة الدول الغربية في انتقادها لإيران، وأعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن قلقها من الأحداث داعية السلطات الإيرانية إلى "ضبط النفس والبحث عن حلول وسط على أساس القانون، وبذل جهود سياسية لمنع مزيد من التصعيد في المواجهة الداخلية".

كما تطرق الرئيس الأميركي باراك أوباما لأعمال العنف والاحتجاجات في إيران في خطابه مساء أمس الاثنين في هاواي الذي استعرض فيه تفاصيل الإجراءات الأمنية "والخطوات المقبلة لتفادي وقوع هجمات إرهابية على الأراضي الأميركية"، وذلك إثر محاولة تفجير طائرة ركاب أميركية الجمعة الماضية.

وكانت الولايات المتحدة قد سارعت لإدانة تدخل الشرطة الإيرانية ضد المحتجين، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي مايك هامر الأحد "نحن ندين بشدة القمع العنيف وغير العادل للمدنيين في إيران" مشدداً على أن "الحكم بالعنف والتخويف لم يكن أبدا عادلا".

كما أدان الاتحاد الأوروبي "العنف ضد المتظاهرين" في إيران ووصفت الرئاسة السويدية للاتحاد في بيان لها أمس "الاعتقالات العشوائية بحق المتظاهرين" بأنها تمثل انتهاكاً خطيراً للحقوق الأساسية للإنسان.

ودعا البيان إلى "ضبط النفس، والبحث عن حلول وسط على أساس القانون، وبذل جهود سياسية لمنع المزيد من التصعيد في المواجهة الداخلية".

كما أدان وزير الخارجية النمساوي ميشال سبينديليغر "قمع" الاحتجاجات في إيران، وقال إن عليها أن تعلم أن المجتمع الدولي كان "يراقب تصرفات قوات الأمن عن كثب"، مضيفاً أن "اعتداءاتهم الوحشية على المدنيين المحتجين الذين كانوا يمارسون فقط حقوقهم السياسية الأساسية، أمر غير مقبول".

كما عبرت كل من كندا والنرويج عن قلقهما من الأحداث في إيران واحتجتا على استخدام "العنف الوحشي" ضد المتظاهرين وطالبتا السلطات الإيرانية بـ"التوقف فوراً" عن استخدام القوة والاعتقالات السياسية.

شجاعة كبيرة

ومن جهته أشاد وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند بما وصفه "بالشجاعة الكبيرة" لأنصار المعارضة الإيرانية، وقال إن القتلى في احتجاجات الأيام الماضية "تذكير آخر بالكيفية التي يتعامل بها النظام الإيراني مع الاحتجاجات"، معبراً عن قلقه من عدم قدرة قوات الأمن على ضبط النفس.

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل انتقدت في وقت سابق أمس استخدام العنف ضد المتظاهرين ووصفته بـ"غير المقبول" مطالبة إيران "بالوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في العهد الدولي بالحقوق المدنية والسياسية".

كما أدانت فرنسا ما سمته "الرد العنيف" للشرطة الإيرانية على "متظاهرين عاديين" وكذلك "الاعتقالات العشوائية" التي نفذتها في صفوفهم، حسب ما جاء في بيان أصدرته الأحد وزارة الخارجية.

أما إيطاليا فأدانت تدخل الشرطة ضد المتظاهرين ودعت إلى حوار سياسي، وقالت وزارة الخارجية في بيان لها إن "الحفاظ على حياة الناس قيمة أساسية يجب الدفاع عنها في كل مكان وتحت أي ظرف".

قتلى واعتقالات

وكان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أعلن أمس عن مقتل ثمانية أشخاص خلال المظاهرات التي وقعت الأحد الماضي.

ونسبت وسائل إعلام رسمية إيرانية إلى مصادر أمنية في وقت سابق قولها إن القتلى سقطوا "في ظروف غامضة" وإن قوات الأمن لا تتحمل مسؤولية قتلهم، مشيرة إلى أن تحقيقا فتح في ملابسات هذه الأحداث، لكن المعارضة تتهم قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين.

وكان من بين القتلى سيد علي حبيبي موسوي ابن شقيق الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي، والذي قالت عائلته إن جثمانه نقل من مستشفى ابن سينا في طهران إلى مكان آخر مجهول، في حين أكد قائد شرطة طهران عزيز الله رجب زاده أن السلطات تحقق في حادثة مقتله.

كما ذكرت مواقع إنترنت تابعة للإصلاحيين أن السلطات شنت منذ فجر الاثنين حملة اعتقالات شملت سبع شخصيات من رموز التيار الإصلاحي المعارض، ومن بين المعتقلين ثلاثة من مستشاري موسوي واثنان من مساعدي الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي.