أكد المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة ان الوزارة حريصة علي تقديم كل المساندة للصناعة المصرية لزيادة قدرتها علي المنافسة.
وقال إن الوزارة تتبني برنامجا لتعميق التصنيع المحلي خاصة في صناعة حديد التسليح لتشجيع انتاج البليت محليا مما يؤدي إلي زيادة قدرة الشركات المحلية علي المنافسة ومواجهة التغييرات الحادة في الاسواق العالمية.
وشدد الوزير علي ان الحكومة لن تسمح مطلقا بوقوع ضرر علي اي صناعة وطنية نتيجة لممارسات غير مشروعة من قبل شركات اجنبية وقال سنقدم كل المساندة للصناعة الوطنية لمواجهة اية ممارسات تجارية غير مشروعة من الخارج, ولكن في الوقت نفسه لن نلجأ إلي اتخاذ إجراءات عشوائية تضر بحقوق المستهلك أو تتعارض مع التزامات مصر الدولية أو تنعكس سلبا علي الصادرات المصرية والمنافسة المشروعة.
جاء ذلك خلال لقاء الوزير أمس بممثلي شركات انتاج حديد التسليح الوطنية, حيث استعرض معهم تطورات صناعة وتجارة حديد التسليح في ظل انعكاسات الازمة الاقتصادية العالمية, كما استعرض الوزير تقريرا حول تطورات انتاج واستهلاك واستيراد حديد التسليح محليا وعالميا.
وأشار الوزير إلي انه رغم انخفاض انتاج واستهلاك الحديد ومواد البناء في العالم نتيجة للازمة الاقتصادية العالمية فإنه زاد في مصر خلال عام2008 بنسبة تصل إلي25% نتيجة لنشاط قطاع التشييد والبناء في مصر الذي جنب صناعة مواد البناء من حديد تسليح واسمنت وسيراميك الدخول في الركود أو تخفيض الانتاج مع ما يترتب علي ذلك من توقف المصانع أو تسريح العمالة.
واستعرض الوزير مؤشرات صناعة وتجارة واستهلاك حديد التسليح والتي تضمنها تقرير اعدته هيئة الرقابة علي الصادرات والواردات وقطاع التجارة الداخلية بالوزارة يؤكد انخفاض الاستيراد من حديد التسليح وزيادة الانتاج المحلي والاستهلاك حيث شهدت الواردات من حديد التسليح خلال الثلاثة أشهر الأخيرة انخفاضا ملحوظا حيث لم تتجاوز الواردات من حديد التسليح خلال ديسمبر الحالي مستوي200 طن مقابل36,5 الف طن في شهر نوفمبر و42 الف طن خلال شهر أكتوبر2009 وذلك انخفاضا من المستويات المرتفعة التي سجلتها خلال الفترة من مارس2009 وحتي يوليو2009, حيث سجلت اعلي مستويات في ابريل2009 والذي ارتفعت فيه الواردات من حديد التسليح إلي نحو نصف مليون طن.
وجاء الانخفاض في كميات المستورد من حديد التسليح نتيجة الانخفاض الملحوظ في أسعار حديد التسليح محليا بعد الانخفاض الكبير في الأسعار العالمية لحديد التسليح وخاماته حيث انخفضت الاسعار العالمية تركياFOB من مستوي1435 دولارا للطن في يوليو2008 إلي720 دولارا للطن في سبتمبر2008 ثم إلي مستوي465 دولارا للطن خلال الشهر الحالي ديسمبر2009 وتبعتها في الانخفاض الاسعار المحلية من مستوي7300 جنيه للطن خلال شهر يونيو2008 إلي مستوي3000 جنيه للطن خلال الثلاثة أشهر الأخيرة.
وعلي صعيد مستويات انتاج الشركات المحلية, تشير بيانات قطاع التجارة الداخلية إلي ارتفاع اجمالي انتاج الشركات خلال العام الحالي يناير ـ نوفمبر2009 إلي5,6 مليون طن مقابل5,5 مليون طن خلال نفس الفترة من العام السابق بارتفاع1,8% إلا ان البيانات تشير إلي انخفاض متوسط الانتاج الشهري للشركات خلال الثلاثة أشهر الأخيرة حيث انخفض الانتاج الشهري إلي389 الف طن في شهر نوفمبر2009 مقابل404 آلاف طن في شهر اكتوبر2009 و450 الف طن خلال شهر سبتمبر2009 وذلك مقابل متوسط شهري550 الف طن خلال الفترة من يناير2009 حتي اغسطس2009.
وبالنسبة لتسليمات الشركات المنتجة لحديد التسليح اوضحت البيانات انخفاض في حجم المبيعات الفعلية بنسبة لاتتجاوز1,9% حيث انخفضت المبيعات خلال الفترة يناير ـ نوفمبر2009 إلي5,3 مليون طن مقابل5,4 مليون خلال نفس الفترة من العام الماضي, إلا ان مبيعات الشركات قد شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال الثلاثة أشهر الأخيرة علي العكس من كميات الانتاج فارتفع اجمالي التسليمات إلي619 الف طن خلال شهر نوفمبر2009 سحبا من المخزونات مقابل371,1 الف طن خلال شهر أكتوبر2009 بزيادة نسبتها67% وذلك مقابل متوسط شهري500 الف طن.
وطالب السيد علاء ابو الخير رئيس غرفة الصناعات المعدنية نيابة عن شركات انتاج حديد التسليح في نهاية اللقاء من الوزير تقديم المساندة لصناعة الحديد الوطنية لمساعدتها علي مواجهة تأثيرات الازمة الاقتصادية العالمية وحدد هذه المساندة من خلال التحقيق في شكوي الإغراق من الحديد التركي وفرض رسم وقائي مبدئي علي الواردات التركية من حديد التسليح.
وكلف الوزير الدكتور عبدالرحمن فوزي رئيس قطاع التجارة الخارجية بالوزارة بدراسة الشكوي واستيفاء كل الدراسات والبيانات المطلوبة وفقا لالتزامات مصر الدولية, مؤكدا ان الوزارة لن تسمح بأي ممارسات تجارية ضارة من شركات اجنبية في السوق المصرية.