يبدو أن ارتفاع الأسعار لن يكف عن الضغط على الأسرة المصرية فبين اللحظة وحينها يجد المواطن نفسه أمام سلعة أساسية وعليه الرضا أمام ارتفاع أسعارها اياً كانت نسبتها، كانت آخر تلك الارتفاعات لأسعار حفاضات الأطفال الـ "بامبرز"، الأمر الذي يشكل ضغط كبير على الأمهات.     وأعلنت شركة "كيميفارم للصناعات الدوائية"، الوكيل المصري لشركة بروكتر أند جامبل الأمريكية، زيادة أسعار حفاضات الأطفال "البامبرز"، بنسبة 45% بشكل رسمي، ليقفز سعر عبوة "الجامبو" المصري من 100 إلى 140 جنيهًا، وتتراوح أسعار البامبرز السعودي "عناية" من 125 إلى 255 جنيهًا.   وترصد "الفجر"، خلال السطور التالية أراء بعض الأمهات حول هذه القضية الشائكة، وما هي الحلول العملية التي تنقذهم من آفة الأسعار كما أطلق عليها بعض أطباء الصيادلة.   معاناة أم   في البداية تستهل حديثها أمينة طاهر، ربة منزل، لـ"الفجر"، قائلة: " لدي ثلاثة أطفال، اثنان منهم في التعليم الأساسي وطفلة رضيعة تبلغ من العمر ستة أشهر، وخلال هذه الفترة نزفنا أموال كبيرة على الحفاضات-البامبرز-، وكنت بستطيع تدبيرها من مصروف المنزل، لأن كنت بشتريها (فرط) بسعر الواحدة جنية وربع، حاليًا أصبح صعب أشتري أربعة على الأقل في اليوم بعدما وصلت سعر الحفاضة ثلاث جنيهات المستوردة والعادية اثنان ونصف"، مضيفة: " حتى الطفل يطارده في نومه".   ويستهلك الطفل حفاضة كل 12 ساعة بحد أدنى، أو 4 حفاضات بحد أقصى باختلاف المرحلة العمرية والحالة الصحة للطفل.   الكافولة الحل   وتقول سالي شعبان، موظفة في إحدى شركات التأمينات، إن ظروفها الاقتصادية بسيطة، ولديها طفلة رضيعة وابن أربع سنوات يستخدمان حفاضات "البامبرز"، ومع الزيادة المفاجأة في الحفاضات اضطرت تلجأ لـ"الكافولة" القديمة، لتوفير المصاريف، مشيرة إلى أنها تشتري في الشهر حاول عبوتين على الأقل بسعر العبوة( 160)جنية بإجمالي (320) جنيه.   بديل أفضل للحفاضات   والتقطت أطراف الحديث فاطمة شلبي، معلمة بإحدى المدارس الحكومية، قائلة: " أنا لقيت البديل منتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بعض المصانع فعلا بدأت تصنع "كافولات قطنية مبطنة ببلاستيك" لعدم التسريب، ومن السهل غسلها مرة أخرى وإعادة استخدمها، وبالفعل جربت عمل هذه الكافولة في المنزل وباستخدمها من شهر أغسطس الماضي"، بعد ما طفح بينا الكيل من ارتفاع الأسعار.   وتتكون حفاضات الأطفال من مادة تسمى "سيليلوز" عبارة عن طبقة قطنية، ومادة "بوليكريلاط الصوديوم" لمنع التسرب، و"الطوبشيت" هو نسيج يكون على سطح الحفاظة، و"الكاف" هو الحواجز المضادة للتسربات الجانبية، ومواد أخرى.   ارتفاع غير مبرر   وفي سياق متصل قال الدكتور مروان سالم، الصيدلي والباحث في الدواء، إن الشركات الخاصة  بحفاضات الأطفال "البامبرز"، أبلغتنا بارتفاع أسعار منتاجتها ليصل سعر المولفكس عبوة الـ (64)قطعه إلى (150)جنيه، بعد أن كان سعرها يتراوح ما بين 65إلى 75 ، أما "البامبرز السعودي"، الأعلى استهلاكًا عبوة الـ(64)قطعة وصلت إلى  180 جنيه، أما الأكبر حجما تتخطى (200) جنيه بعدما كانت لا تتخطى(100) جنيه.   وأضاف "سالم"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن زيادة الحفاضات هذه المرة غير مقبولة وليس لها مبرر، فالمرة الأولى كان الدافع لارتفاع الأسعار ارتفاع سعر الدولار، عقب قرار البنك المركزي بتعويم الجنية، متسائلا ماهو الدافع الأن لاتخاذ هذا القرار؟   وأشار الدكتور الصيدلي والباحث في الدواء، إلى أن الكثير من المستهلكين سوف يعزفون على شراء الحفاضات، مؤكدًا أنه بالفعل بعد الزيادة الأولى والاقبال انخفض، مما أثر عليهم بشكل سلبي، متوقعا أن الأمهات سوف تتجه لوسائل بديلة بدلا من "البامبرز".   ورفعت شركات صناعة حفاضات الأطفال أسعار منتجاتها ما بين 9 إلى 10 جنيهات في العبوة الواحدة، متأثرة بارتفاع سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، في الرابع من يوليو الماضي   كارثة ولابد من الوصول لحل بأسرع وقت   في سياق متصل وصف الدكتور ربيع الدندراوي، صيدلي، إن ارتفاع أسعار "البامبرز" كارثة، نظرًا لأنه ليس من الرفاهيات؛ فهو مهم جدا للأطفال حديثة الولادة، حفاظا عليهم من تعرضهم للبرد عند تغير الكافولات العادية بشكل متتالي، بالإضافة إلى أنها تحميهم من التسلخات الناجمة عن الطرق التقليدية.   وأضاف "الدندراوي"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن الإقبال في هذا التوقيت يعتبر متوسط، نظرًا لأن الزيادة في الأسعار تمت بشكل مفاجيء، متوقعًا أن الارتفاع يؤثر على عملية الشراء مثلما أثر في بعض الأدوية مثل دواء الاستحلاب وغيره، مطالبًا الحكومة بضبط الأسعار بأسرع وقت خاصة منتجات الأطفال.