اطلق أبوبكر البغدادي صرخته الأخيرة بعد أن أصبحت نهايته محتومة في العراق وسوريا، حاله في ذلك حال ذئب يصرخ صرخة ويعوي ثم يموت. فقد طالب البغدادي الخلايا النائمة التابعة لتنظيم الدولة في الدول العربية والغربية بأن تستيقظ وتعاود نشاطها مجددا في إطار حرب جديدة هي الحرب غير المتوازية التي تعتمد على ارتكاب عمليات إرهابية نوعية تستهدف المدنيين بغض النظر عن فكرة مفهوم الدولة بعد أن سقطت دولة داعش في العراق وسوريا.
صرخة البغدادي الأخيرة دقت ناقوس الخطر خاصة في الدول التي توجد بها أعداد كبيرة من العناصر الإرهابية التي تقاتل مع البغدادي في العراق وسوريا واغلبهم ينتمون لدول شمال افريقيا خاصة (تونس– ليبيا –الجزائر – المغرب) وبريطانيا وفرنسا. 
وتمكن تنظيم داعش من الحصول على السلاح الكيماوي وغاز الخردل من ليبيا واستخدامه في العراق وسوريا دفع وزير الأمن البريطاني بن والاس إلى الجزم من أن عودة الإرهابيين البريطانيين الموجودين في سوريا والعراق، يمكن أن يعرض بلاده لهجمات بالمواد الكيميائية تسقط عددا كبيرا من الضحايا. فالمدنيين في الدول العربية والأجنبية أصبحوا هدفا مشروعا لهجمات داعش فقد وجه أبوبكر البغدادي أنصاره في الدول العربية إلى إحياء الخلايا النائمة واستهداف المدنيين.
ونقلت تقارير صحفية عراقية عن مصدر قريب من البغدادي قوله: إن زعيم "داعش" وجه تعليماته إلى قادة التنظيم فيما يعرف بمجلس شورى المجاهدين إلى تفعيل عمل خلايا التنظيم في الدول العربية والأوربية وتنفيذ هجمات نوعية على تجمعات للمدنيين، كما أمر عناصره المهاجرين بالعودة إلى بلدانهم وإعلان "ولايات عربية" هناك تمهيدا لشن هجمات على المقار الحكومية.
وقال وزير الامن البريطاني بن والاس في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أمس الأحد: إن "طموح تنظيم "الدولة الإسلامية" هو بكل تأكيد هجمات تسقط عددا كبيرا من الضحايا".
وأضاف: "ليس لديهم موانع أخلاقية حيال استخدام أسلحة كيميائية ضد تجمعات سكانية، وإذا استطاعوا سيفعلون ذلك في هذا البلد. وأعداد الضحايا جراء ذلك ستكون أسوأ مخاوف الجميع.
يذكر أن 800 عنصر إرهابي يحملون الجنسية البريطانية يقاتلون الى جانب تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وتشكل عودة العناصر الارهابية التي تقاتل في سوريا والعراق تحديا اقليميا وعالميا كبيرا، فبعد توجيهات البغدادي، فان العناصر الاجنبية التي تقاتل في العراق وسوريا تشكل خطرا حقيقيا يهدد الامن والاستقرار في البلدان التي ينتمون اليها لاسيما وأن هذه العناصر قد اكتسبوا مهارات قتالية وعسكرية جراء تجنيدهم في صفوف المعارضة في سوريا، ومن خلال قتالهم مع البغدادي في العراق، ما يعني أنه سـتكون لعودتهم تداعيات خطيرة على أمن واستقرا الدول الغربية والمنطقة العربية. 
تعتبر مصر واحدة من الدول التى ينتمى إليها عدد غير قليل من المقاتلين المنخرطين فى صفوف الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة السورية، حيث يقدر عدد المصريين الذين يقاتلون في سوريا والعراق بـ900 عنصر وفق تقديرات مؤشر الإرهاب العالمي في نوفمبر 2015.
كما أن عودة المجاهدين التوانسة تشكل كابوسا حقيقيا للدولة التونسية التي لا تثق في استتابتهم والذين يتجاوز عددهم 3 آلاف مقاتل.
وبحسب مراقبين فإن ليبيا ستكوم الملاذ الأكثر أمنا للارهابيين العرب العائدين من سوريا والعراق، لا سيما بعد كشف النقاب عن ترتيبات جرت في اسطنبول التركية جمعت عناصر متشددة من ليبيا والعراق وسوريا بعبد الحكيم بلحاج زعيم الجماعة الليبية المقاتلة، رئيس حزب الوطن، وعلي الصلابي القيادي الاخواني الليبي بهدف تنظيم عودة العناصر الإرهابية من العراق وسوريا إلى ليبيا، وذلك بعد أن أدركت الجماعات المتشددة أن المعركة في العراق وسوريا لم تعد في صالحهم.