تتحول انظار عشاق "السحر اللاتيني" لى ملعب (المونومنتال) والذي سيكون شاهدا على مباراة "سوبر كلاسيكو" بين الارجنتين والبرازيل، ضمن الجولة الثالثة من تصفيات امريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا.
وسيجذب "سوبر كلاسيكو" أنظار المشاهدين كافة حول العالم، حيث يحتل المنتخب البرازيلي المركز الخامس في جدول التصفيات برصيد 4 نقاط، مقابل نقطة وحيدة للتانغو في المركز السابع، فضلا عن كون الصراع اصبح يأخذ صبغة دموية بين المنتخبين، والفوز يعني تفوق دولة على اخرى وليس منتخبا على آخر.
"شرارة" المعركة الجماهيرية الملتهبة بين المنتخبين كانت عام 1937 في "لقاء العار" كما وصفته الصحف البرازيلية، حينما انسحب لاعبي السامبا من الاشواط الاضافة عقب تسجيل الارجنتين لهدفين في نهائي كوبا امريكا الذي اقيم بالعاصمة الارجنتينية بوينس آيرس، ثم قامت جماهير التانغو بالاستهزاء من لاعبي البرازيل بتقليد اصوات القرود.
وبعدها بعامين، تواجه المنتخبان في كأس الروكا، وفازت البرازيل بركلة جزاء وهمية سددت بدون وجود حارس، بعدما انسحب المنتخب الارجنتيني من المباراة التي اقيمت على الاراضي البرازيلية، ليرد الصاع صاعين إلى لاعبي السامبا الذين فازوا بنتيجة 3-2.
وفي نهائي كأس امريكا الجنوبية لكرة القدم عام 1946، سقطت اخلاق الرياضة بالضربة القاضية بعدما تحولت ارضية الملعب إلى ساحة للقتال، وهو ما استوجب تدخل قوات الامن لاعادة الامور إلى نصابها في مباراة انتهت بفوز الارجنتين بهدفين نظيفين، قبل أن تثير حادثة "الماء المقدس" فوضى عارمة عام 1990 بعدما اتهم البرازيلي برانكو لاعبي الارجنتين بأنهم اسقوه ماء غريبا وهو ما اكده الظاهرة الحية مارادونا بعد عدة سنوات.
البرازيلي بيليه والذي اختير كأفضل لاعب عبر القرن من قبل الفيفا دائما ما كان يواجه منافسة شرسة من الارجنتيني مارادونا لاعب القرن حسب تصويت الجماهير، فالأول كان لاعبا يستحق الاحترام بسبب موهبته، بينما مارادونا كان معجزة حقيقية وان افسدته اخلاقياته بالحياة، وها هو التاريخ يعيد نفسه وتحصل معجزة جديدة بظهور ليونيل ميسي مع الارجنتيني، وإن كان سيغيب عن المباراة بداعي الاصابة، امام زميله في برشلونة، والعدو التاريخي في صراع البلدين البرازيلي نيمار، الذي يعيش ازهى فترات حياته الكروية في "كامب نو".
ويتطلع تاتا مارتينو لأول فوز له أمام البرازيل بعد أن خسر أمامها 2- صفر وديا في بكين العام الماضي، بينما يملك دونغا مدرب البرازيل سجلا جيدا في مواجهاته أمام الارجنتين بالفوز في لقاء ودي عام 2006 في لندن وبنهائي كأس كوبا أمريكا عام 2007 في فنزويلا، وبعام 2009 ضمن تصفيات كأس العالم على أرض روساريو، والعام الماضي في بكين.
من الصعب تفضيل هذا المنتخب على ذاك، وإن رجحت كفة منتخب على حساب الآخر في عدد الالقاب، بعدما توجت البرازيل بطلة للعالم في 5 مناسبات مقابل اثنتين للارجنتين، فضلا عن فوز السامبا بكأس كوبا امريكا في 8 مناسبات مقابل 14 مرة للتانغو، كما توّجت البرازيل بكأس القارات مرتين مقابل مرة واحدة للأرجنتين.
ويبدو أنه من الزائف بناء الصداقات بين الجماهير على حقد الاجداد والآباء، فالخسارة لا يطفئها إلا الفوز، ولا يثلج صدور الجماهير سوى الفوز، كما سيكون اللاعبون مطالبون بالتحلي في الروح الرياضية والتي ستنعكس بدورها على المدرجات وحتى في المقاهي والتجمعات والبيوت التي قسمتها الرياضة بين محب لهذا وذاك .. فهل تكون الصداقات الرياضية بين عشاق الفريقين "مؤقتة" تنتهي مع صافرة البداية .. ام تكون الروح الرياضية في الملعب والمدرجات السمة الابرز في مباراة المنتخبين؟.