شهدت جنازة رجل الدين الإيراني آية الله علي منتظري مواجهات بين الشرطة وأنصار المعارضة، حسب ما أوردت مواقع إلكترونية مقربة مما يعرف بالتيار الإصلاحي.

وأفادت هذه المواقع أن الاشتباكات وقعت قرب منزل منتظري وقرب الضريح الذي دفن فيه، حيث رفع المشيعون شعارات مناهضة لحكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

هجوم على موسوي

وذكر موقع "كلامي" على الإنترنت أن رجالا يرتدون ملابس مدنية ويركبون دراجات نارية هاجموا سيارة المرشح الإصلاحي للانتخابات الرئاسية الماضية مير حسين موسوي، وذلك في طريق عودته من تشييع الجنازة في مدينة قم إلى طهران.

وأضاف الموقع أن المهاجمين هشموا زجاج النافذة الخلفية للسيارة وأصابوا أحد مرافقي موسوي بجروح وأوقفوا موكبه عدة مرات ومنعوه من استئناف مسيره.

في السياق أفاد موقع إلكتروني آخر أن نحو 2000 ممن سماهم "خصوم منتظري" أوقفوا العزاء ومزقوا اللافتات، وأضاف أن قوات الأمن لم تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع الهجوم.

وقال موقع "نوروز" الإصلاحي على الإنترنت إن الاشتباكات بدأت عندما تدخلت قوات الأمن التي كانت تحيط بمنزل منتظري لتفريق محتجين كانوا يرشقونها بالحجارة.

مراسم التشييع

وقد ووري منتظري الثرى الاثنين في مدينة قم الواقعة على بعد 130 كلم جنوب العاصمة طهران وحضر جنازته مئات الآلاف، حسب مواقع إلكترونية مقربة من الإصلاحيين.

وقال مراسل الجزيرة في إيران محمد حسن البحراني إن مراسم التشييع اتسمت بحضور بعض رموز المعارضة وعدد من المراجع الدينية الشيعية وطلاب وأساتذة الحوزة العلمية في مدينة قم.

وتوفي منتظري (87 عاما) السبت الماضي في مدينة قم بسبب أزمة قلبية بعد أن ظل يعاني طوال سنوات من مرض السكري، إضافة إلى معاناته من الربو ومشاكل في الرئة.

أقدم القادة الدينيين

وكان منتظري قد سمي لخلافة زعيم الثورة الإسلامية في إيران آية الله الخميني، لكنه استبعده لاحقا بسبب خلافات، وآل منصب المرشد الأعلى للجمهورية بعد الخميني إلى علي خامنئي.

وبقي أقدم القادة الدينيين الإيرانيين تحت الإقامة الجبرية في منزله بين العامين 1997 و2002 ولم يغادره لاحقا إلا ما ندر, لكنه بقي أقوى صوت معارض في إيران حتى مماته.

ومعلوم أن منتظري كان مقربا جدا من الخميني قبل الثورة، واعتقلته الشرطة السرية التابعة لنظام الشاه عدة مرات، لكنه أصبح من أشد المنتقدين لسلطة رجال الدين الذين انقسموا إثر أول انتخابات برلمانية بعد الثورة التي قامت عام 1979.

وفي أغسطس الماضي حذر على موقعه الإلكتروني من أن نزول الشرطة إلى الشوارع لقمع المحتجين بعد الانتخابات الرئاسية يمكن أن يؤدي إلى سقوط النظام وشبه القيادة الدينية في إيران بالديكتاتورية.