** نحن نحمي المسيحيين كما نحمي أولادنا وأعراضنا وأموالنا فليطمئوا كل الإطمئنان.
** مصر سنية المذهب شيعية الهوى.
** المصريين تلقوا من علمائهم الوسطية في الإسلام.
** للصوفية .. لايكون الولاء للبشر ولكن الولاء يكون لله عز وجل.
** التبليغ والدعوة.. هم أناس طيبون يأخذون بأيدي الناس.
** قيادات ثورة 52 شوهوا صورة الإخوان المسلمين.
** ثورة 52 هي السبب الرئيسي في تراجع دور الأزهر.
** التورق هو تحويل السلعة  إلى ورق.
** إنشاء قناة فضائية باسم الأزهر واجب.
** المظاهرات حلال .. ولكن.
** ليس في الاسلام دولة دينية بالمعنى الكهنوتي ولم يحدد شكلاً معيناً في الحكم
** سيدنا عثمان رضى الله عنه ظُلم وحالته ليست قياساً.

في حوار خص به موقع مصريون في الكويت ليرد على أهم الأسئلة التي تتعلق بالتطورات السياسية في مصر والعالم العربي من منظور ديني وهذا نص الحوار:

** بداية نريد تعريف القارئ من هو الشيخ حسين الأزهري؟

- بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد والتعريف هو كما عرفت حضرتك في الأول حسين الأزهري تربي في الأزهر وحفظ القرآن وهو طفل صغير في السنين الأولى التي يحفظ فيها الأطفال القرآن في الكتاتيب وأنا من قرية من قرى مصر تتبع محافظة المنوفية تسمى ميت عفيف وتتبع مركز الباجور وتلقيت دراستي في المعاهد الأزهرية في القاهرة لأن أقاربي وأعمامي هناك وتلقيت العلم كله ابتدائي وإعداد وثانوي، اربع سنوات إعدادي وخمس سنوات ثانوي وأربع سنوات كلية وهذه هي الدراسة في الأزهر وعملت بعد ذلك في الأزهر الشريف واعظاً بمدينة القاهرة ثم بعثت إلى اليمن أربع سنوات ثم جئت إلى الكويت متعاقداً إماماً وخطيباً في دولة الكويت .. هذه معلومات مختصرة عني.


الشيخ حسين الأزهري فوق المنبر يلقي خطبة الجمعة وسط حشد من المصلين

** نريد أن نعرف نبذة مختصرة عن الأزهر المسجد أو الأزهر الجامعة؟
- الأزهر الشريف كما تعلمون هو من بناء الدولة الفاطمية التي قدمت من المغرب العربي واستقرت في مصر وأقامت القاهرة وأقامت الجامع الأزهر لتدرس المذهب الشيعي، ولكن الله سبحانه وتعالى حول هذا الأزهر حين جاء صلاح الدين الأيوبي وحدث الفتح الإسلامي وتم طرد الغزاه من المسجد الأقصى والمنطقة وتحققت الانتصارات واستقر في القاهرة وسبحان الله تحول المسجد الأزهر من المذهب الشيعي أو الفاطمي إلى تدريس مذهب أهل السنة والجماعة ومنذ ذلك الحين أي أكثر من ألف عام وهو يدرس مذهب أهل السنة والجماعة وهي المذاهب الأربعة المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي وظل الأزهر على هذا المنهاج يدرس على المقاعد إلى أن جاء وتطور وأصبح يدرس في القرآن والتفسير والحديث والبلاغة والمنطق والمواد كلها التي تساعد في  فهم القرآن الكريم لأن كل هذه المواد تخدم كتاب الله سبحانه وتعالى وكان منهم علماء أجلاء أفذاذ نبغ منهم الكثيرون حتى الثوار بعضهم خرج من الأزهر أمثال سعد زغلول ثم بعد ذلك أصبح الأزهر معاهداً وكليات وانتشر الأزهر في بقاع مصر كلها هذا المسجد أو هذه الجامعة أو الجامع والجامعة هو الذي فرخ علماء كثيرين أجلاء انتشروا في طول البلاد وعرضها ثم انتشروا في العالم الإسلامي لأن الأزهر  حامل لواء الوسطية وذلك لأننا لم نلتزم بمذهب واحد إنما درسنا المذاهب الأربعة ولذلك إذا وجدنا عسراً في هذا وجدنا اليسر في الرأي الآخر ولذلك ترى مصر معظمها أو 90 في المائة من المصريين تلقوا من علمائهم الوسطية في الإسلام وهذا هو نتيجة ما نشره الأزهر في مصر والبلاد التي حولنا هذا هو خلاصة التاريخ الأزهر منهاجه الوسطي والذي أسسه علماؤه الأوائل.


الشيخ حسين الأزهري يرد على أحد الاستفسارات

** هل أغلق صلاح الدين الأيوب الأزهر وظل مغلقاً مائتي عام؟
- لا لم أقرأ هذا والأزهر لم يتوقف مطلقاً منذ نشأته وحتى يومنا هذا وفي وقت الحملة الفرنسية دخل الفرنسيون الجامع الأزهر لأنهم يعرفون أن هذا الجامع هو الذي تخرج منه الثورات والحماس وفي عصور سابقة كان للأزهر شأن عظيم منذ محمد علي وتأسيس الملكية والشيخ مصطفى المراغي رحمه الله  وقف يوماً يخطب وكان من العلماء الأجلاء وكان الملك فاروق في مصيف في إيطاليا وكانت مصر بها شدة أي أزمة مالية خطب خطبة واحدة جعل الملك فاروق يرجع فوراً إلى مصر قال فيها ( أتقتير هنا وإسراف هناك) وهذه الكلمة جعلت الملك فاروق يرجع في الحال لأن الأزهر كان له شأن عظيم وعلمائه كانوا أجلاء يهزون البلد بكلمة واحدة ولذلك هو الذي كان يرود الثورات في مصر لأن علماؤه كانوا لايخافون في الله لومة لائم. لماذا لأن علماءه شيوخه كانوا يأتون بالانتخاب ولذلك تولى مشيخة الأزهر غير المصريين. فمن علماء الأزهر الشيخ الخضر حسين رحمه الله كان تونسياً جاء هذا الشيخ بالانتخاب.


الشيخ حسين الأزهري ويستمع إلى أحد الاستفسارات

** وليس في ذلك غضاضة؟
- لا طبعاً نحن نرى العالم في أي مكان ويأتي عندنا في الأزهر يترشح ويختار ويصبح على رأسنا ويصبح إماماً للمسلمين.

** هل الأزهر يدرس المذهب الشيعي؟
- قد يكون في كلية الشريعة يتعرضون إلى دراسة المذهب الجعفري ولا حرج في هذا.

** كانت هناك فتوى لشيخ الأزهر السابق تقول بصحة (التعبد على طريقة المذهب الشيعي) كيف ترى هذه الفتوى؟
- قد يكون هذا رأيه. إنما دراسة المذهب ليس في ذلك مشكلة، وأريد أن أقول شيئاً: مصر دائماً تستوعب الجميع لا توجد بها أي حساسية في المذاهب الإسلامية. وأريد أن أقول أن من أحد أساتذتي في كلية أصول الدين مدرس إيراني كان يعلمنا اللغة الفارسية. والأزهر دائماً ليس فيه تعصب ونحن في الأزهر أيضاً ندرس مقارنة الأديان أي ندرس كل الأديان في أصول الدين للتعرف على كل الأديان. الخلاصة: نحن لايوجد عندنا التعصب والتشدد أبداً.


الشيخ حسين الأزهري يسلم على المصلين

** هناك مقولة تقول إن مصر سنية المذهب شيعية الهوى؟ مارأيك في هذه المقولة.
- صحيحة. أتعرف من قالها؟ محمد خاتمي حين ذهب إلى مصر وخطب هناك وقال (وإن كانت مصر سنية المذهب إلا إنها شيعية الهوى) وقالها بعد أن ترك الرئاسة في إيران.

** أريد أن أعرف من فضيلتك ما هو الفرق بين التيارات الإسلامية الموجودة في مصر الآن؟ مثلاً : الصوفية - التبليغ والدعوة - الإخوان - السلفيون.. هل تشرح لي ذلك؟
- نبدأ بالتصوف .. إن كان على منهاج كتاب الله والسنة فلا حرج في ذلك وإن كان فيه شطط.. فنحن نبتعد عنه وننكره.

** ما هو الشطط
- أي الذي به تجاوزات.


الشيخ حسين الأزهري يقبل أحد الأطفال بعد الصلاة

** هناك أناس لايعرفون أن في التصوف تجاوزات اشرحها لنا فضيلتك؟
- التجاوزات بمعنى الولاء يكون للشيخ أكثر من الولاء لله أو الولاء لشيخهم يكون أكثر من الولاء لرسول الله. نعم هؤلاء المشايخ هم الذين يعلمون ويؤدبون وهذا كله طيب ولكن لايكون الولاء للبشر ولكن الولاء يكون لله عز وجل .. وحتى أئمة الصوفية ومنهم أبوحامد الغزالي في كتابة (إحياء علوم الدين) حين تقرأه تجده قمة في الجمال والروعة في الفكر، ولعل الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب يمثل هذا الجانب الروحي العظيم الراقي فلايوجد ولاء للبشر وإنما الولاء لله سبحانه وتعالى فهو يأخذ بأيدي الناس للصلاح والطريق الحق ونحن نعرف الشيخ أحمد الطيب من زمن بعيد وإذا كان هذا هو التصوف فعلى رؤوسنا من فوق. أما ما به شطط فلا علاقة لنا به ولانقره.
أما جماعة التبليغ والدعوة.. فهم أناس طيبون يأخذون بأيدي الناس ويخرجون إليهم يدعونهم إلى الخير وإلى طريق الحق . وبدأت أول ما بدأت في الهند أصلا، والهند كما تعلم فيها البوذيون وفيها عباد البقر وعباد الوثن وفيها ملل كثيرة  فهناك تكون أنجع في الأماكن التي بها وثنيون مثل إفريقيا ولكن هنا في بلادنا وإن كانت إسلامية والحمد لله فلا مانع وخاصة للعزاب والشباب حين يخرجون معهم ليوم أو أكثر فلا مانع من ذلك فهذا ينفعهم فيحفظون معهم القرآن الكريم ويتعلمون منهم السنة النبوية الشريفة ويتعلمون الصلاة ويرققون معهم القلوب فلا حرج في هذا.
نأتي إلى جماعة الإخوان المسلمين.. الإخوان المسلمون نستطيع أن نقول إنهم هم المعتدلون وأنا أقول إن الدولة هي التي شوهت صورتهم منذ أن قامت الثورة وهي تشوه صورة الإخوان المسلمون فالإمام حسن البنا رحمة الله عليه الشهيد منذ أن تأسست الإخوان في الإسماعيلية وأنت تعلم ذلك أن كل خط مدن القناة كان مليئا بالإنجليز  فقاموا لمناوأة العدو . ثم عندما حدث الهجوم الإسرائيلي وقيام الدولة الإسرائيلية كانوا هم أول المنطلقين في الجهاد في سبيل الله واستشهد منهم أناس كثيرون وإن كانت جماعة دعوية إلا أنها تدعو إلى محاربة العدو وطرده من بلاد المسلمين ولكن وبعد أن جاءت الثورة وحدثت خلافات وما إلى ذلك ظلت قيادات ثورة 52 يشوهون صورة الإخوان المسلمين وكل بلاء يحدث في البلاد يحملونه للإخوان والإخوان منه براء ورغم أني لم انخرط في العمل التنظيمي معهم إلا أني تعرفت عليهم عن قرب حين سكنت في القاهرة وكان يسكن تحتي أحد أعضاء الإخوان وحين شعر بأنه على وشك القبض عليه أخفى كتبه عند عمتي في الطابق العلوي واستطعت قراءتها ورغم أنني لست منتمياً للاخوان إلا أنني معجب بكثير من أفكارهم وطريقة تعاطيهم مع الواقع من منظور اسلامي لقد قرأت كتابا رائعا للإمام الهضيبي ففيه مثلاً يقول (نحن دعاة لا قضاة) هو يرد فيه على جماعة التكفير والهجرة فهم كانوا يقولون من يعذب شعبه بهذه الكيفية هو كافر والشعب الذي يرضى به كافر فنحن نحاربهم الاثنين. فقال لهم لا (نحن دعاة لاقضاة) لانحكم على الناس بالكفر حتى من عذبونا. انظر إلى هذه الروعة في الاخلاق .. فهذا كتاب من أروع ما يكون اسمه (دعاة لا قضاة).


الشيخ حسين الأزهري يتلقى قبلة من أحد المصلين

** هل الإخوان يفهمون في السياسة؟
- لماذا يقولون إن الإخوان لايفهمون في السياسة؟ ماهي السياسة؟ حين يقولون إن المرجعية إسلامية والآخرون يقولون المرجعية دينية.. ما مشكلة أن تكون المرجعية إسلامية هل هناك أحد مسلم لايصلي؟ هل هناك عضو مجلس أمة لايصلي. هل هناك أحد مسلم في مجلس الشورى لايصلي؟.. كلنا مرجعيتنا إسلامية ومرجعية غيرنا المسيحية .. ما المشكلة في ذلك؟ .. لا أعرف لماذا  يستخدمون كلمة مرجعية على أنها فزاعة، مع أنها ليست بفزاعة فكل مواطن له مرجعيته المسلم مرجعيته إسلامية والمسيحي مرجعيته مسيحية. فهذا لايعني أن تكون المرجعية الإسلامية أن يحجر على أخيه المسيحي في أن تكون مرجعيته الكنيسة أو البابا لا أبداً كل مواطن له مرجعيته. وعلى كل حال الإخوان المسلمون الآن عرفت حقيقتهم وهم الآن يشكلون حزباً سياسياً والمجال الدعوي له أهل الدعوة والأمور إن شاء الله تمشي على مايرام، ولا يوجد خوف ابدا منهم، وفي السابق كانوا يقولون إن عندهم تنظيماً سرياً وهذا كان موجودا في السابق لمناوأة الإنجليز والمستعمرين والدليل على ذلك هذا الكتاب الذي أشرت إليه (دعاة لاقضاة) ويا حبذا إذا انزلتموه عندهم في موقعكم ليقرأه الجميع.
أما بالنسبة لاخواننا السلفيين فإنهم وان كانوا يحرصون على السير على نهج السلف الصالح فأود ان يتأسوا بالسلف في الرفق في المعاملة ولين الجانب مع الناس، وفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المنضبط بضوابط الشرع، وقبول الآخرين لاسيما لو خالفوهم في بعض الأمور التي يسع الخلاف فيها المسلمين جميعاً.


** ماذا رأي فضيلتكم في الموالد والأضرحة الموجودة في المساجد ؟
 - ياسيدي هل كل مساجد مصر كلها أضرحه؟ صلي في المساجد التي لايوجد بها اضرحة ما شأنك أنت وشأن الأضرحة وهل هناك مغلوق في العالم الإسلامي السوي يعني أهل السنة والجماعة يذهب إلى قبر رسول الله ويقول له يارسول الله أريد كذا وكذا وافعل لي كذا وكذا .. نقول له أنت مشرك بالله عز وجل وهذا هو الاسلام الصحيح فيقول رسول الله «إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله» فأنا لااستطيع أن أقول أفعل لي يارسول الله أبداً وإلا إيماني ينقص لأنه حرم علي أن أقول ذلك.
- أما الموالد فهذه الأشياء هي تجارية .. والنذر لايجوز إلا لله ممكن أن تقول مثلاً نذرت لله كذا ولايجوز أن تقول نزت لسيدنا الحسين وإنما لفقراء المنطقة التي فيها مسجد سيدنا الحسين والمتواجدون بداخله وليس لسيدنا الحسين طبعاً .. وممكن أن تقول لفقراء السيدة أو لفقراء إمبابة أو القاهرة أو أي منطقة بها فقراء هذا هو النذر .. النذر لميت لايصح وللأفراد لايصح. النذر لايكون إلا لله ومن نذر نذراً فعليه الوفاء به ومن نذز لميت نذراً لايصح وهو نوع من أنواع الشرك بالله.


الشيخ حسين الأزهري مع مريدوه

** لماذا تراجع دور الأزهر أو صوته أصبح خافتاً؟
- إن صوت الأزهر خفت منذ فترة طويلة، كان قبل ثورة 52 له دور عظيم ومكانة عظيمة ولكن حين قامت ثورة 52 لم تكن تريد أن يتصدر المشهد في مصر  أي أحد غيرها وأروي لك قصة على سبيل المثال لا الحصر ، في بداية الثورة ذهب رجل من رجال الثورة مع إمام شيخ الأزهر وكان وقتها على ما أذكر الشيخ عبدالرحمن تاج تقريباً وذلك كان في بداية الثورة وسافروا في زيارة  إلى اندونيسيا وهي كما يعلم الجميع هي أكبر دولة إسلامية وعندما ذهبوا إلى هناك الناس سارعت إلى شيخ الأزهر والتفوا حوله ورحبوا به اشد ترحيب ولم يهتموا بعضو مجلس قيادة الثورة الذاهب معه ورجع عضو مجلس قيادة الثورة وفي نفسه شيء.. وكان شيخ الأزهر قبل ثورة 52 بالانتخاب أصبح بعد هذه الحادثة بالتعيين وصار بعدها شيخ الأزهر الإمام الأكبر رجلاً من رجال الدولة.

** معنى ذلك أننا لا نأخذ من شيخ الأزهر الفتوى لأنه أصبح رجل سياسة لا رجل دين؟
- لا،  نأخذ منه الفتوى طبعا لأنه وإن أصبح موظفاً في الدولة فإنه يحمل العلم الشرعي الذي يجب ان يستفيد منه الناس.

** اختلف العلماء حول فوائد البنوك وشيخ الأزهر رحمه الله الشيخ سيد طنطاوي أحلها.. كيف ترى ذلك؟
- الربا محرم باجماع الأمة والخلاف حول فوائد البنوك هل هي ربا أم لا، والشيخ سيد طنطاوي رحمه الله أباح ان توضع مال في البنوك وتأخذ عليه فائدة. إنما جمهور الأمة على خلاف هذا. والشيخ جاد الحق رحمه الله عليه تمسك بأن فوائد البنوك حرام إلى أن توفاه الله تعالى. والشيخ نصر فريد واصل تمسك أيضاً بأن فوائد البنوك حرام أيضاً.

** أريد أن أسأل هل كل مشايخ الأزهر الكبار من عام 52 إلى وقتنا هذا كل فتواهم محل جدل؟
- لأ طبعاً.. لأن عندنا مجمع بحوث وكان عندنا هيئة كبار العلماء قبله، ومجمع البحوث الإسلامية يختار علماءه من كل البلاد الإسلامية... وأقول لك إن الإمام الشافعي والإمام أبو حنيفه وكل هؤلاء العلماء يؤخذ من كلامهم ويترك لانهم بشر وكل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد إلا رسول الله صلي الله عليه وسلم وليس في ذلك غضاضه إنما الاساسيات لايستطيع أن يتجرأ أحد عليها. والحق أحق أن يتبع لأن المصارف الإسلامية والبنوك الإسلامية بها هيئة رقابة شرعية وتضبط الداخل والخارج ومثال على ذلك بنك مصر للمعاملات الإسلامية لايوجد به هيئة رقابة شرعية تضبطه، إنما بنك فيصل به هيئة رقابة شرعية مهما قالوا عنه وهنا بيت التمويل به هيئة الرقابة الشرعية.

** كيف يؤخذ القرض من البنوك الإسلامية؟
- وهو ليس قرضاً إنما هو تورق والتورق هو تحويل السلعة  إلى ورق أي مال والبنك الإسلامي لايعطي مالاً أو قرضاً بل يشتري لك سلعة أي سلعة ويوكل البنك في الشراء وفي البيع اشترى السلعة بعشرة وباعها بتسعة ونصف ووضع عليها مثلاً ألفين أرباحاً فأنت هنا علمت ثمنها الأصلي وعلمت الارباح وهذا أسميه بيع الأمانة ونحن نسميه المرابحة (وهذا ليس به لف ولا دوران) أنت لم تأخذ من البنك الإسلامي مالاً بل أخذت سلعة ومثلاً أنا أخذت سيارة من البنك الإسلامي ثم قمت ببيعها .. هذه كهذه.. فأنا حولت السلعة التي أخذتها من البنك إلى سيولة فهذا هو التورق فهو باع لك السيارة وأنت قمت ببيعها حتى تحصل على مال، هذا هو بالضبط ما يحدث.

** نرجع مرة أخرى إلى سؤالنا لماذا تراجع دور الأزهر؟
- دور الأزهر لم يتراجع وإنما شيخ الأزهر عندما أصبح بتعيين أصبح موظفاً في الدولة يلتزم بمنهاجها.. هل تعلم أنه بعد أن قامت ثورة 52 لم يكن شيخ الأزهر يمرر علاوة ولا نقل ولا أي شيء داخل الأزهر، والذي كان يتحكم فيه وزير الأوقاف وكان يسمى وزير الأوقاف وشئون الأزهر فكأن الأزهر هذا إدارة من إدارات الأوقاف وهل يجوز أن شيخ الأزهر لايستطيع التحكم في الأزهر  ومن يعمل معه، ووزير الأوقاف يكون ضابطاً في الجيش ويتحكم في الأزهر  وإمامه، صودرت أوقاف الأزهر التي كان ينفق منها الأزهر وشيوخه وعلماؤه وطلبته  والذي أنصف الأزهريين هو الرئيس السادات رحمة الله عليه وجعل الإمام الأكبر يستقل وجعله برتبه رئيس وزراء.

** ولماذا لم يثر علماء الأزهر على هذه الأوضاع؟
- من الذي يثور؟  كانت هناك ثورة وأحكام عرفية .. لانظلم العلماء .. كان الأزهريون معاشاتهم ليست من الدولة ولكن كانت من أوقاف الأزهر وأنا لحق بهذا العهد ممن صرفوا معاشا من أوقاف الأزهر وأنا طالب في الأزهر سنة واحدة صرفت فيها معاشاً وأنا أدرس الفقه الحنفي والاتراك كانوا ينفقون أموالاً طائلة لمن يدرس الفقه الحنفي لأنهم كانوا سنة أحناف وكنا مميزين في العطاء أكثر من المذاهب الأخرى ولمن نكن نعرف وأدخلونا دراسة الفقه الحنفي هكذا وكل هذه الأوقاف أخذت وأصبح شيخ الأزهر موظفاً في الدولة فكيف له أن يثور وكل شيء ملك لقيادات ثورة 52 العلاوات عندهم والمعاشات عندهم .. ظل هذا حتى جاء السادات.

** هل تعني أن ثورة 52 هي السبب الرئيسي في تراجع دور الأزهر؟
- نعم.. وأنا أتأمل تطوير الأزهر دراسياً فقد حدث اختصار مخل في السنوات الأخيرة في سنوات الدراسة بالأزهر فمثلاً الثانوي كان خمس سنوات ثم تم اختصاره إلى أربع سنوات ثم في عهد الشيخ طنطاوي رحمه الله إلى ثلاث سنوات فأصبح مثله مثل الثانوي العام والتربية والتعليم وهذا لايجوز  لأن العلوم الأزهرية تحتاج إلى وقت فطالب الأزهري يدرس ما يدرسه طالب الثانوية العامة إلى جانب المواد الشرعية كالفقه والتفسير والحديث والتوحيد. أنا درست تقريباً 22 مادة في الثانوية وكان هناك أيضاً مادة اسمها الميثاق وكانت هذه المادة تشبه الكتاب الأخضر - بتاع صحبك - درسنا مواد كثيرة ثم جاء الشيخ طنطاوي واختصر هذه المواد وكنا ندرس الفقه على المذاهب الأربعة ونقسم في المعاهد الأزهرية حنفي شفعي مالكي حنبلي عندنا المذاهب الأربعة في المعهد الديني وكل طالب حسب رغبته ولما حدث قصور في بعض المذاهب قاموا بتقسيم الطلاب على المذاهب الأربعة بالتساوي حتى نحافظ على المذاهب الأربعة ثم جاء الشيخ طنطاوي وألغى هذه الأمور ووضع فقهاً ميسراً وهذا لايصح. ثم جاء الشيخ الطيب طيب الله أيامه وبدأ في تطوير الأزهر ويريد أن يفعل الكثير في الأزهر لتطويره وهو يريد أن يرجع للأزهر وجهته وقد أقام مؤتمراً عالمياً لعلماء الأزهر الموجودبن في العالم لتطوير الأزهر في القاهرة وكان هذا أمرا لم يسبقه إليه أحد والرجل يريد أن يكون للأزهر مكانه ومنزلته وهذا يتطلب منا أن نساعده في ذلك.

** هل سيتم إرجاع أوقاف الأزهر المصادرة؟
- أهم شيء هو أن يكون شيخ الأزهر بالانتخاب وليس بالتعيين، أما الأوقاف فإن عادت مثلاً هل ستكفي كل هذه الأعداد الضخمة من علماء الأزهر وطلابه الأعداد ضخمة وبالملايين.

** ماهي إذن وظيفة وزير الأوقاف؟
- الآن هي الإشراف على المساجد.. وهناك أيضاً أوقاف ولكن ليس كما كانت.

** هل أنت مع أن يوقف المسلم للأزهر؟
-  أنا أشجع الوقف وأن يعين له ناظر ويعين له هيئة وقف على غرار دولة الكويت، فالكويت هنا بها الأمانة العامة للوقف وتم هذا في عهد سمو الأمير الراحل الشيخ جابر رحمه الله بمرسوم أميري وكنت أحد الذي عملوا على هذه الأمانة العامة للوقف وسهرنا في إعداد هذا المشروع مع الشيخ حسن مناع شفاه الله وعافاه ووضعنا القوانين وقامت أمانة الوقف وهي مستقلة. في مصر هناك أيضاً وقف ولكنه أهلي بعض الشيء فمثلاً أنا ناظر لأحد أوقاف إحدى قريباتي أتصرف أنا فيه وأتصرف فيه كما قالت فمثلاً يصرف على المساجد فلابد أن يصرف على المساجد في أن يصرف على طلاب العلم يصرف على طلاب العلم وأنا أريد أن أضعه عن كاهلي ولكن لابد أن تكون هناك أمانة للوقف ولكن للأسف لايوجد عندنا في مصر أمانة للوقف الأن.

**  إذا كنت أريد أن أوقف وقفاً ما للأزهر فأين أذهب ومن يتولى هذا الوقف؟
- اذهب إلى الأزهر وحدد فيما يصرف هذا الوقف لأن تحديد الواقف لوقفه كالنص القرآني فكيفما تقول ينفذ قولك ولايحيد أحد عنه.

** مارأي فضيلتك في أن ينشئ الأزهر قناة فضائية؟
- هذا واجب لابد منه ، حتى تنضبط الفتوى، لأن الفتوى الآن منفلته.. ولامانع من أن يصدر قانون يقول لافتوى إلا من جهة معينة .. ونحن هنا في الكويت مثلا هناك الفتوى الهاتفية 149 وهناك الفتوى المنعقدة في وزارة الأوقاف دائماً فيوم للأحوال الشخصية ويوم لكذا ويوم لكذا وتعمل باستمرار وبها شيوخ متخصصون في الإفتاء ولايوجد تسيب هنا في الكويت في الفتوى.أما في مصر فليست منضبطة فهناك فضائيات متشددة ولابد من أن يلتزم الكل بذلك لأن هناك نغمات تقول على شيوخ الأزهر إنهم شيوخ السلطان وهم يرضون السلطان وهذا لايجوز ، وهذا الكلام سمعناه قديماً، وهذا لأن الأزهر حين يصدر الفتوى الحقيقية الميسرة يصدر الفتوى الوسطية التي ليس بها تشدد ولا تفريط.

** هل ترى أنه كان هناك صراع خفي  بين الإخوان المسلمين والأزهر؟
- لا يوجد أي صراع لأن الإخوان لم يتعرضوا للفتوى والإخوان جماعة منفتحة تضم الكل ولايوجد عندها تشدد ولايوجد تعارض بين الإخوان والأزهر في شيء.

** ما رأي فضيلتهم في المظاهرات هل هي حلال أم حرام؟
- هناك فرق بين الحكم الجمهوري والحكم الملكي أو الأسري ..  أولاً الحكم الملكي أو الأميري فهذا الشعب رضي بهم أما في الجمهوريات مثلاً نضرب مثالاً سيدنا أبو بكر رضي الله عنه لما تولى تولى بالمبايعة والمبايعة، كأنها انتخاب.

** ولكن كان هناك خلاف في تولي أبوبكر رضي الله عنه؟
- ولكن حين تولى قال لهم لقد وليت عليكم ولست بخيركم فإن احست فأعينوني وإن أسأت فقوموني .. فانظر هنا يتضح لك أنك لابد أن تقول له أنك في هذا أنت مخطئ هنا يتضح لك أنه إن لم يستجب الرئيس لابد أن تخرج لتطالبه بما قطعه على نفسه .. أما الملكية فهي أسرة أرتضاها الشعب ويحبها الشعب منذ زمن طويل وإلى يومنا هذا لأنهم أخذوها برضى الشعب.. أما الانتخاب فغير ذلك فسيدنا عمر قال لاخير فيكم إن لم تقولوها ولاخير فينا إن لم نسمعها أي قولوا العيب الذي فينا.. ولننظر إلى إجراءات تولي الرئيس فهو يقسم أمام مجلس الشعب فيقول أقسم بالله العظيم أن أحافظ على النظام الجمهوري وأن أرعى مصالح الشعب وأن أحافظ على الوطن وسلامة أراضيه. فإذا وفى بهذا فخير وإذا لم يوف فعلى الشعب ان يطالبه بذلك بالوسائل المشروعة والتي منها التظاهر السلمي الذي تنص الدساتير على أنه حق مكفول للشعوب.

** هل النظام الجمهوري نظام يرتضيه الإسلام؟
- الإسلام لم يحدد شكلاً معيناً في الحكم.. ملكية.. إمارة .. جمهورية .. أي حكم يرتضيه الناس،  فالرئيس يأتي بعد أن ينتخبه الناس ويقسم بالله على رعاية مصالح الناس ولا يوفي والدولة في تأخر مستمر فأين الموارد؟ ويقف ويقول لاتنحبوا .. أرأيت الناس يقفون في طابور الخبز ويضرب بعضهم البعض ويتوفى الناس في طابور الخبز حتى في الدول الأفقر منا بكثير؟! لم يحدث ذلك في بنجلاديش مثلاً هل يقتل الناس في طابور الخبز ؟! أربعة أشخاص قتلوا في مصر بسبب الخبر.. ولو كان الرئيس السابق شجع على زراعة القمح وأخذ القمح من الفلاحين المصريين بنفس سعر استيراد القمح من الخارج لكان الآن عندنا اكتفاء ذاتي بل ونصدر أيضاً لأن زراعة القمح أسهل ما يمكن بعض الحبوب وبعض الكيماوي وأمطار ثلاث أو أربع مرات والزراعة الآن تصل إلى عشرين اردبا وزمان كان الفلاح يتعب حتى يستطيع أن يحصل على أربعة أردب أو خمسة أردب فالآن تحسنت الزراعة ولكن كانت السياسة خاطئة، فالنظام السابق لم يكن يريد زراعة القمح ولايشجعها كان يريد زراعة الفراولة وما إلى ذلك حتى يستورد القمح ويخرج من الصفقات بسمسرة وعمولات وما إلى ذلك. ونرجع ونقول إنه إذا أقسم بالله ثم بعد ذلك أخل بهذا القسم فلا غرابة ان يخلعه الناس من منصبه

** ما رأي فضيلتكم في خروج الناس على سيدنا عثمان رضي الله عنه؟
- سيدنا عثمان رضى الله عنه ظُلم في هذا .. فسيدنا عثمان أحد المبشرين بالجنة. وهو أنفق ماله في سبيل الله، إنما خرج الرعاع عليه وقال لهم اتركوهم وكان سيدناعلي رضي الله عنه وسيدنا الحسن والحسين يقفون لحمايته وهو قال لهم ارتركوهم.. وحالة سيدنا عثمان ليست قياساً أبداً ولم يخرج عليه أهل المدينة.

** بدأنا نلحظ موجه تشدد بين بعض الشباب الدين في مصر! كيف يعالج ذلك ؟
- بلا شك هناك جوانب تشددية بين بعض المسلمين وحلها هو الجلوس مع الاخوة المتشددين ومناقشاتهم.

** من يجلس معهم فضيلة الشيخ؟
- الوسطيون،  هناك أئمة أفاضل في الأزهر؟

** ألا ترى أن الأزهر لابد أن يتصدر هذا المشهد؟
- لانريد أن يكون هناك صراع بين الأزهر والتيارات الأخرى ولكن ندعوهم ونجلس نتناقش، ولكن هم لايريدون ذلك .. وهو يقول لك أنا لا آخذ الفتوى من أي أحد بل من عالم أثق فيه، وهو لايثق في علماء الأزهر وهذا السر ممتد من زمن طويل وهذا لأن علماء الأزهر درسوا المذاهب الأربعة ويعرفونها وعندهم استناره أما أنصاف المتعلمين فقد حصّلوا بعض العلم وظنوا أنهم جمعوا العلم كله وان من يخالفهم فهو خارج عن الدين، وهذا جهل خطير.

** كثير من الإخوة المسيحيين المصريين عندهم تخوف شديد من التيارات الإسلامية الآن في مصر . هل ترى أن لهم الحق في هذا الخوف؟

- على الاخوة المسيحيين ألايخافون شيئا على الإطلاق.. فتسعون في المائة من المصريين والسواد الأعظم من المصريين مسلمون عندهم العقيدة الحقيقية أن المواطنة هي الأصل يتساوى فيها المسلم والمسيحي وغيرهم كلنا مواطنون مصريون لنا حقوق وعلينا واجبات نتساوى فيها جميعاً في التعليم والمناصب والثقافة وفي كل شيء، والإسلام ضمن لغير المسلمين حقوقهم وألزم المسلمين بالحفاظ على هذه الحقوق.

** هل يعني ذلك أن فضيلتك تؤيد الدولة المدنية؟

- ليس في الاسلام دولة دينية بالمعنى الكهنوتي، والدولة المدنية هي مطلب كل المصريين بمن فيهم الإخوان المسلمون. إنما إذا قالوا مرجعية إسلامية . فلا نفزع من المرجعية الإسلامية فالإخوة الأقباط مرجعيتهم مسيحية ولا خلاف على ذلك . وإذا كان هناك أخطاء من بعض المنسوبين إلى التيار الإسلامي فلابد أن يحاسب عليها مرتكبوها فعندما اتهم بعض السلفيين بأنهم قطعوا أذن شخص حداً، فهذا أمر باطل شرعاً فليس في الاسلام حد بقطع الأذن ولو ثبت ذلك فيجب أن يعاقب من فعل ذلك لأن من يصدر الأحكام هي الجهات القضائية ومن ينفذها هي جهات التنفيذية في الدولة، ولايحق لأحد أن ينفذه مطلقاً غير الجهات الرسمية ونحن نحمي المسيحيين كما نحمي أولادنا وأعراضنا وأموالنا فليطمئوا كل الإطمئنان.
حتى حين قامت الدولة السعودية كان هناك طرفان لإقامة هذه الدولة ابن سعود رحمه الله والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله . كان يقول الحكم الشيخ محمد بن الوهاب ويعطيه ابن سعود وابن سعود هو الذي يطبقه وليس الشيخ محمد بن الوهاب فهذا يفتي والملك عبدالعزيز هو الذي يطبق الحكم وليس الشيوخ هم الذين يطبقون الحكم.



الشيخ حسين الأزهري مع مدير موقع مصريون في الكويت الأستاذ أمجد جلال

** نشكر فضيلتكم على هذا الحوار؟

- شكراً جزيلاً لكم.