أصبحت فاتورة الكهرباء تشكل عبئًا أساسيًا يمزق جميع الأسر، خاصة بعد ارتفاع قيمتها في الفترة الأخيرة، بل إنها تسببت في ازدياد الخلافات الأسرية، الأمر الذي أدى إلى ارتكاب جرائم قتل، وارتفاع معدل الطلاق، لتكون بذلك الفاتورة هي الجاني في هدم استقرار الأسر. 
في هذا التقرير ترصد «فيتو» أبرز الكوارث التي تسببت فيها «فاتورة الكهرباء». 
دعوى طلاق
بالأمس تلقت محكمة الأسرة بالقاهرة، دعوى طلاق من زوجة شابة قالت إن زوجها ضربها أمام الجيران، بسبب اقتراضها مبلغًا من إحدى جاراتها لسداد فاتورة الكهرباء التي زادت قيمتها عن المبلغ المخصص لهذا البند في مصروف البيت، وطالبت بإحالة الدعوى مباشرة إلى المحكمة للسير في إجراءات نظرها دون العرض على مكتب تسوية المنازعات، لأنها لا تريد الصلح.
 وذكرت المدعية أنه بعد 7 سنوات زواجًا انهارت كل أركان العلاقة بينها وبين زوجها، بعد تعديه عليها بالضرب أمام الجيران، رغم أنهما تزوجا عن حب وسط مباركة من أهلهما، وأنجبا طفلا يبلغ من العمر 3 سنوات، إلا أنها لن تستطيع أن تكمل حياتها معه.
 وأضافت أنها تحصل من زوجها على 2000 جنيه مصروف البيت، شاملة دفع الإيجار وفواتير المياه والكهرباء وأجرة البواب والزبال، وتستقطع من هذا المصروف جميع المستحقات الثابتة، والباقي للاحتياجات اليومية، وتضع في المتوسط ما بين 50 و70 جنيهًا لفاتورة الكهرباء شهريًا، موضحة: "فوجئت بأن قيمة فاتورة الشهر الماضي ارتفعت إلى 130 جنيهًا، فاقترضت من جارتي 50 جنيهًا لحين عودة زوجي من العمل لسداد الفاتورة لعدم كفاية ما تبقى من المصروف، وعندما أخبرت زوجي انفعل بشدة، واتهمني بالتقصير والفشل في إدارة شئون المنزل، وزادت ثورة غضبه، وانهال عليَّ بالضرب، ففتحت باب الشقة للاستغاثة بالجيران".

دعوى نشوز 
وفي واقعة أخرى، في أغسطس الجاري، أقام "مدحت.ع" دعوى نشوز ضد زوجته "حنان.ر" أمام محكمة الأسرة بالسيدة زينب ادعى فيها خروجها عن طاعته وعدم تقديرها لظروفه وتناسيها بأنه موظف يتقاضى شهريا 670 جنيهًا ويعيل 3 أبناء، وساهمت في ارتفاع قيمة فاتورة الكهرباء لـ3200 جنيه.

وقال الزوج في دعواه رقم 1033 لسنة 2016: أعمل في مصلحة حكومية نهارًا وفي متجر ليلًا كي أوفر احتياجات أسرتي، ورغم كل التضحيات التي أقدمها كنت عندما أعود في الساعة الواحدة صباحا أجد زوجتي تسمعني قصيدة من اللوم والعتاب لنبدأ مسلسل النكد اليومي. 
وتابع مدحت: "رغم توصيتي المستمرة لها بمساعدتي ومشاركتها لي في تحمل أعباء المنزل طوال عشرة دامت 12 سنة، كانت لا تستمع لحديثي، لدرجة أنها رغم علمها بقلة مواردنا وظروفنا السيئة تبذر وتسرف حتى خرجت عن شعوري بسبب فاتورة الكهرباء التي وصلت قيمتها لـ3200 جنيه، رغم أن شقتنا غرفتين وصالة وفي منطقة شعبية بحي السيدة زينب، وتسببت في إصابتها بآلة حادة في رقبتها، وبنقلها للمستشفى أبلغت الشرطة، ورفضت قبول اعتذاري". 
كما أقام الزوج إنذار طلب في بيت الطاعة حمل رقم 7022 لسنة 2016 ذكر فيه: "زوجتي تركت أولادها ومنزلها ورفضت العودة بسبب خطأ غير مقصود مني، مما دفعنى لإقامة الدعوى لعلها تعود".
قتل شقيقه
أما في نوفمبر 2012، مزق سائق جسد شقيقه بطنطا بسبب خلافات مالية حول سداد قيمة "فاتورة" الكهرباء، فقد أفادت التحريات والتحقيقات بحسب وسائل إعلامية أن خلافات مالية حول قيمة "فاتورة" الكهرباء الخاصة بمنزل المتهمين تسببت في وجود مشادات كلامية بينهما تطورت إلى مشاجرة، فأمسك القاتل سكينًا وطعن بها القتيل بالصدر.
وتم القبض على المتهم الذي اعترف بارتكابه للواقعة في لحظة غضب بعدما سول له الشيطان قتل أخيه، وتحرر المحضر رقم 62 أحوال مركز طنطا ليتم تحويله للمحاكمه وحبسه.

قتل زوجته وابنه
يبدو أن مصائب فاتورة الكهرباء امتدت أيضًا إلى الهند، ففي أبريل من العام الجاري، ألقت الشرطة الهندية القبض على رجل يبلغ من العمر80 عامًا، قتل زوجته وابنه المريض، بسبب استخدامهما لجهاز التكييف، متجاهلين أوامره بعدم تشغيله خوفًا من ارتفاع فاتورة الكهرباء.
وأوضحت الشرطة أن بول بايناداثو حاول الانتحار بعد مهاجمة زوجته وابنه بقضيب حديدي ذي طرف حاد في أثناء نومهما بسبب تجاهل تحذيراته بشأن التكييف، واعتقلت الشرطة الثمانيني، وهو متقاعد كان يعمل مسئولًا في السكك الحديدية