كشفت تقرير لصحيفة بريطانية أن أكثر من ثلثي الجنود البريطانيين العائدين من الخدمة في أفغانستان يعانون من تلف شديد ودائم في حاسة السمع. كما أكد تقرير مماثل أن جنودا بريطانيين مصابين جراء العمليات القتالية، اتهموا حكومة بلادهم بالخيانة بسبب تبنيها خطة لرميهم في ما سموه مجمعات "الخردة".
وقالت صحيفة أوبزرفر إن دراسة أجرتها وزارة الدفاع البريطانية عن الآثار الجانبية للأزمة في ولاية هلمند الواقعة جنوبي أفغانستان، حيث ينتشر قرابة عشرة آلاف جندي بريطاني، أظهرت أن 69% من جنود البحرية البريطانية الذين خدموا في أفغانستان والبالغ عدهم 1250 جنديا، يعانون من تلف السمع بسبب الضوضاء الشديدة للقتال.
وأضافت أن اختبارات سمع أجريت على 1254 جنديا من مشاة البحرية الملكية البريطانية بعدما خدموا مدة ستة أشهر في ولاية هملند من أبريل إلى أكتوبر الأول 2008، وجدت أن 865 جنديا من هؤلاء عانوا من أضرار جسيمة في السمع ناجمة عن الضوضاء الصاخبة، وتم تصنيف 410 جنود منهم بأن حالاتهم متقدمة.
وأوضحت أن هذه النتائج تؤكد أن الشكاوى من الطنين أو الصمم شبه الكامل بين أوساط القوات القتالية البريطانية هي أكبر بكثير من التقديرات السابقة، وأكد أحد خبراء السمعيات أن فقدان السمع تحول إلى مرض مستوطن لدى الجنود البريطانيين الذين خدموا في أفغانستان.
ووجدت الدراسة أيضا أن 17.7% من جنود مشاة البحرية الملكية البريطانية الذين خدموا في أفغانستان عانوا من أضرار شديدة في السمع، كما وجدت بعد مراجعة السجلات الطبية لـ73 جنديا بريطانيا خدموا في ولاية هلمند أن 67 جنديا منهم عانوا من مشاكل حادة في السمع.
وحدة خاصة للمصابين
من جهة أخرى أفادت صحيفة صنداي إكسبريس أن الجنود البريطانيين، الذين يُعانون من جروح خطيرة قادت إلى بتر أطرافهم، سيُنقلون من أفواجهم إلى وحدة خاصة في إطار خطة تبنتها وزارة دفاع بلادهم لقطع التكاليف.
وقالت الصحيفة إن أفرادًا من الجنود البريطانيين في الخدمة اتهموا حكومة بلادهم بالخيانة بسبب تبنيها خطة لرميهم في مجمعات "الخردة"، واعتبر آخرون أن هذه الخطوة ستكون كارثة على الروح المعنوية للقوات المسلحة البريطانية.
وذكرت أن وزارة الدفاع تركز نظرها على ستة آلاف جندي في قواتها المسلحة غير مؤهلين حاليا للمشاركة في العمليات القتالية ويتقاضون رواتب، لكونها تعاني من عجز مقداره 36 مليار جنيه إسترليني (58 مليار دولار) في ميزانيتها.