«قتلت أخويا عشان موته أحسن من عيشته، كان بيشم هيروين من 3 سنين وكان بيعمل بلاوى كتير، ووصل بيه الحال لحد ما سرق جميع الأجهزة الكهربائية وعفش شقة أمه»، بتلك الكلمات بدأ «إيهاب. ب» 27 سنة، قاتل شقيقه بمنطقة المطرية فى سرد تفاصيل جريمته فى محضر الشرطة، قائلاً إن شقيقه الأكبر «إبراهيم» مدمن مخدرات وإن كثرة تعاطيه للهيروين تجعله غير متزن، وأنه نفذ عشرات الجرائم مثل السرقة بالإكراه والنشل والشروع فى قتل من يقاومه من ضحاياه، وإن جرائمه تسببت فى كراهية جميع الجيران لأفراد الأسرة فى المطرية، ولم تقتصر على الجيران بل امتدت إلى جميع أفراد أسرته ووصل به الأمر إلى سرقة جميع محتويات شقة والدته لبيعها بثمن بخس حتى يتمكن من شراء جرعات الهيروين التى أدمنها.

 

معركة بين شقيقين استمرت 15 دقيقة فى شارع بالمطرية انتهت بجريمة قتل

 

«ضربت أخويا بالمطوة لما شفته بيسرق عفش شقة أمى» واصل المتهم شرح أسباب الجريمة أمام المقدم محمد رضوان رئيس مباحث المطرية، قائلاً إنه توجه للاطمئنان على والدته لأنها لم تحضر لمساعدته فى بيع الأسماك بسوق السمك فى المطرية لتعرضها لنزلة برد، وعند وصوله أسفل العقار الذى تسكن فيه والدته شاهد سيارة نقل محملة عليها محتويات شقتها فتوجه إليها لاستكشاف الأمر فوجد شقيقه «إبراهيم» يجلس بجانب السائق، وعندما سأله عن أسباب تحميل العفش انهال عليه بالسباب والشتائم وطلب منه الانصراف خوفاً على حياته، الأمر الذى أثار غضب المتهم وأخرج مطواة من ملابسه وسدد بها عدة طعنات فى جسد المجنى عليه ليفارق على أثرها الحياة داخل مستشفى المطرية العام.

حالة من الخوف والهلع أصابت الجيران الذين شاهدوا الجريمة التى استمرت قرابة 15 دقيقة تبادل خلالها الطرفان الطعنات حتى انتهت بمقتل أحدهما على يد الآخر، كما أن صرخات الجيران ومحاولات المارة لم تفلح فى فض المعركة الدامية التى نشبت بين الشقيقين فى غياب والدتهما التى توجهت لشراء أدوية لها من الصيدلية، وعقب عودتها فوجئت بوجود نجلها «إيهاب» ممسكاً بمطواة فى يده اليمنى وملابسه ملطخة بالدماء ويقف على مدخل العقار الذى تسكن فيه، وعندما وقعت عيناها على آثار الدماء الموجودة على الأرض أسرعت إلى نجلها وقالت له: «انت عملتها المرة دى بجد وقتلت أخوك يا إيهاب؟»، فرد عليها بقوله: «أيوه قتلته عشان نرتاح من البلاوى اللى بيعملها».

«خلاص بيتى اتخرب ولادى حرقوا قلبى معاهم، واحد مات والتانى هيخش السجن وأبوهم ساب البيت من 3 سنين مش عارفة عايش ولا مات هو كمان»، بهذه الكلمات جلست الأم «سعاد على» 55 سنة، تندب حظها، واستمرت فى ترديد كلمات غير مفهومة حتى وصلت قوات الشرطة وألقت القبض على نجلها، بحسب شهود العيان الذين أدلوا بشهاداتهم فى محضر الشرطة وتحقيقات النيابة العامة. 

المتهم: حاولت إقناعه بالبحث عن علاج ومشاركتى فى العمل داخل سوق السمك لكنه رفض

 

أحاط فريق المباحث الذى يشرف عليه اللواء هشام لطفى نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، بالمتهم عندما وقعت أعينهم عليه بسبب ملابسه الملطخة بالدماء، وألقى القبض عليه وتم اقتياده إلى سيارة الشرطة، تحفظت الشرطة على مسرح الجريمة وأخطر المستشار شريف مختار رئيس نيابة المطرية بالواقعة، وانتقل محمود عزام مدير النيابة إلى مكان الحادث للمعاينة وقام بمناظرة جثة المجنى عليه داخل ثلاجة المستشفى، وتبين وجود آثار طعنات فى البطن والصدر واليدين أودت بحياته، وقرر انتداب الطب الشرعى لتشريحها لمعرفة أسباب الوفاة.

اقترب رئيس المباحث من والدة المتهم والمجنى عليه وسألها عن ملابسات الجريمة، فقالت إن الجريمة حدثت أثناء وجودها فى الصيدلية لشراء أدوية، وإنها عرفت بها عقب عودتها من الصيدلية قبل وصول سيارة الشرطة بدقائق قليلة، وأضافت قائلة «اللى حصل يا باشا إن ابنى إيهاب قتل أخوه بالسكين لما شافه بيسرق الشقة بتاعتى عشان يشترى بتمن العفش مخدرات، وكمان العربية اللى كان بيحمل عليها الحاجات لسه واقفة قدامك».

 

الأم: «إبراهيم» ورطنا فى بلاوى كتير.. بس خلاص الميت ما تجوزش عليه غير الرحمة

 

«إبراهيم ابنى اللى مات كان مورينا أيام سودة بس خلاص بقى الميت لا تجوز عليه إلا الرحمة بقى» بهذه الكلمات حاولت والدة القاتل والمجنى عليه تبرير جريمة القاتل، قائلة إن نجلها المقتول كان مدمن مخدرات ودائم افتعال المشاكل والجرائم مع الجيران، بداية من السرقة والنشل ومعاكسة الفتيات، وأن هذه الجرائم التى تسبب فيها ورطت شقيقه «إيهاب» بعد حضور الجيران إليه لمعاتبتهم له، من أجل أن يتولى سداد المبالغ المالية والأشياء التى استولى عليها شقيقه، لكن محاولات القاتل المستمرة فى إبعاد شقيقه عن الجرائم باءت بالفشل.

«دى مش المرة الأولى اللى حاول فيها ولادى إنهم يقتلوا بعض، من قرابة 5 شهور اعتدى المجنى عليه بالسكين على المتهم فأصابه فى بطنه»، بتلك الكلمات واصلت الأم سرد تفاصيل الخلافات القديمة بين نجليها أمام الفريق الأمنى الذى يشرف عليه اللواء عبدالعزيز خضر، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، قائلة إن الخلافات بين نجليها وصلت إلى ساحات المحاكم، وهى قضية شروع فى قتل وحُبس على ذمتها المجنى عليه لمدة شهرين وبعدها خرج على ذمة تلك القضية، ولم يتوقف بعد خروجه من الحبس عن تعاطى الهيروين، ورفض مشاركتى أنا وشقيقه فى العمل داخل سوق السمك.

وعقب انتهاء سماع أقوال والدة المتهم والمجنى عليه، تحرر محضر بالواقعة وأحيل المتهم إلى النيابة وحاول تبرير جريمته بقوله «يا باشا أنا مش ندمان إنى قتلت أخويا بس اللى حصل إنى كنت فى حالة دفاع عن النفس لأنه تهجم عليَّا فى بداية المشاجرة وطلب منى الانصراف من المكان حتى يتمكن من الهروب بمحتويات شقة والدته»، وأضاف المتهم فى التحقيقات أن شقيقه نفذ العديد من الجرائم فى المنطقة من أجل توفير جرعات الهيروين التى اعتاد تناولها، وأنه جلس معه عشرات المرات محاولاً إقناعه بالبحث عن علاج وأن يشاركه فى العمل داخل سوق السمك، لكنه دائماً ما كان يرفض تلك المحاولات بل كان يقابلها بالسباب والشتائم والتهديد بالقتل فى حالة الوقوف فى طريقه.

6 ساعات متواصلة قضاها المتهم فى تحقيقات النيابة التى أشرف عليها المستشار محمد عبدالشافى المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة، اعترف خلالها المتهم بتفاصيل الجريمة بقوله «أنا أخدت قرار نهائى بقتل أخويا أول ما لقيته ماسك المطوة وبيقولى هقتلك لو وقفت قدامى تانى يا إيهاب، عندها أسرعت ناحيته وأخرجت المطوة من ملابسى وضربته بيها عدة طعنات فى بطنه وصدره لحد ما وقع على الأرض وكان ساعتها بيطلّع فى الروح ومات بعدها بساعتين داخل المستشفى».