طفلة في مقتبل العمر، كانت زهرة في بستان والديها، لكن الإهمال الطبي الذي بات "وحشًا" يأتي على الأخضر واليابس، تسبب في وفاتها دون أي ذنب اقترفته، دفعت حياتها ثمنًا لغياب ضمير طبيب أغفل قسم "أبقراط"، وعضو هيئة تمريض تناسى واجبه المقدس لعلاج المرضى، وتخفيف أوجاعهم.
"كارثة حقيقية تحتاج من كل مسؤول لديه ذرة إيمان في قلبه، وقفة".. يقول والد الطفلة زينب محمد عبد المبدي، المقيم بقرية بني منصور بمحافظة سوهاج، إن ابنته كانت تعاني من ضيق في التنفس، وحالة تشنج، تحتاج إلى جهاز تنفس صناعي للعلاج، لكن الأمر تغير هذه المرة.
دقات الساعة تشير إلى الرابعة عصر الخميس، شعرت الطفلة بضيق تنفس، فأسرع والدها بصحبة عمها إلى الوحدة الصحية بالقرية؛ لإسعافها قبل تدهور حالتها الصحية، فلم يجد الشقيقان أي طبيب، فتوجها مهرولين إلى وحدة صحية أخرى بقرية الحرجة بحري، فوجدا الباب مغلقًا، وسط تدهور حالة الطفلة.
وأضاف الأب في حديثه لـ"التحرير": "ذهبنا إلى الوحدة الصحية للحرجة قبلي، وجدنا طبيب لكنا لم نجد الجهاز المطلوب لإسعاف البنت، والطبيب قال لنا إذهبوا إلى مستشفى البلينا العام التي تبعد أكثر من 10 كيلو مترات لإسعافها لأن حالتها متأخرة"، لكن إرادة المولى كانت أسرع، لتلفظ أنفاسها الأخيرة مع وصولهم المستشفى.
وأوضح محمد عبد المبدي، أنه حرص على التقاط صورًا تذكارية مع فلذة كبده بعد وفاتها؛ ليبعث برسالة إلى المسؤولين حول حجم المعاناة التي يواجهونها في محافظات الصعيد، وخاصة بالقرى من تدني مستوى الخدمة الصحة أو انعدامها في بعض الأحيان، متسائلاً: "هل حقوق البسطاء والضعفاء يداس عليها بالأقدام؟".
"لو الطفلة كانت بنت مسؤول كبير كان حدث لها ما حدث لبنتي؟"..يُشير والد الطفلة "ضحية الإهمال الطبي"، إلى أن ترك أطباء الوحدة الصحية بقريته والقرية المجاورة لمحل عملهما في أوقات العمل الرسمية ساهم بشكل كبير في وفاة طفلته، "هل تمر الواقعة مرور الكرام، هل أرواحنا لعبة في أيدي الأطباء، وأين حقوقنا التي كفلها لنا الدستور في العلاج والخدمات الطبية؟"، مطالبًا بتوقيع العقوبات اللازمة لكي يعمل كل طبيب في موقعه بأمانة وإخلاص.