كتب أحمد زكريا:
أكد الباحث الأمريكي الدكتور ريموند فرنسيس ان الابتعاد عن السكر يمثل علاجا ووقاية من السرطان، لافتا في الوقت ذاته الى ان الاقلاع عن السكريات يمثل المفتاح لزيادة المناعة ومن ثم الوقاية من كافة الأمراض.
وبين فرنسيس، وهو مؤلف سلسة من الكتب العلمية حول الصحة، في حديث تلفزيوني بث قبل قرابة شهرين انه بفضل الابتعاد عن السكر لم يصب بالزكام خلال الاعوام الستة والعشرين الماضية سوى مرة واحدة، مردفا بالقول «أنا الآن عمري خمسة وسبعون سنة واتمتع بصحة جيدة ولا اتناول اي نوع من الادوية مهما كانت واشعر بطاقة لا محدودة واتمتع بذهن صاف ولا اشعر بألم مبرح في جسدي لذا اعتبر نفسي دليلا حيا على التمتع بصحة جيدة وعدم الاصابة بالمرض».
سكريات الفواكه!
وفيما يتعلق بالسكريات المجودة في الفواكه او عصير التفاح، قال «لا يجب تناول عصير التفاح ولكن لابأس من تناول قطعة صغيرة من الفواكه اما عصير التفاح فيحتوي على السكر المتايض حيويا مما سيرفع نسبة السكر في الدم. وعندما تتناول ملعقة صغيرة من السكر سيضعف جهازك المناعي في غضون ساعتين بمقدار %50، وعندها سيقول البعض لقد اصبت بالزكام، والحقيقة كلا لم تصب بذلك انما انت ببساطة قمت بتخفيض نسبة المناعة لديك مما جعلك عرضة للاصابة بالعدوى ولهذا السبب انا لا اصاب بالزكام ولا اي عدوى لأنني ابقي جهازي المناعي قوياً جدا بعدم تناولي السكر.
وشدد على ان السكر يفسد جميع العمليات البيوكيميائية فبمجرد تناول ملعقة او ملعقتين من السكر قد تتحول عمليات الجسم البيوكيميائية الى فوضى عارمة لفترة من ست الى سبع ساعات موضحا بالقول «لذلك اذا تناولت السكر مع قهوة الصباح او رقائق الذرة ثم تناولته في الغداء والمساء فالجسم سيصبح في فوضى عارمة على مدار الاربع وعشرين ساعة يوميا، فالامر الصحي هو جعل جميع عمليات الجسم البيوكيميائية متوازنة».
وأفاد بان الاقلاع عن السكر تماما وعدم تناوله مطلقا هو الافضل للصحة، ضاربا المثل بالقول نحن نسمح للاطفال بتناوله بينما لا نسمح لهم بالتدخين او شرب الكحوليات على الرغم من ان السكر اكثر خطورة من التدخين والكحوليات.
صعوبات
وعن الصعوبة التي يجدها اولياء الامور في اقناع ابنائهم بان ما يشترونه من حلوى مضر، قال انه يتفهم تلك القضية لكن السكر هو المتسبب الاول في كل الامراض التي يمكن ان نتخيلها مثل الزهايمر والسرطان وامراض القلب والسكري بالطبع وهو السبب الرئيسي للزكام والانفلونزا.
وعن المفاهيم الصحية الخاطئة اجاب بالقول لهذا كتبت كتابي «لكي لا تصاب بالمرض مجددا» فكلنا مخلوقون من الوحدات الصغيرة التي تسمى خلايا وبدأنا الحياة كخلية احادية داخل امهاتنا ومعدل الخلايا في الشخص البالغ حوالي 75 تريليون خلية وهذا رقم كبير جدا ويكمن السر في ان كل خلية تؤدي وظيفتها بالشكل المطلوب حتى لا نمرض والسبب الوحيد الذي يجعلنا نمرض هو وجود عدد كبير من الخلايا تعمل بشكل خاطئ وبالتالي علينا ان نحافظ عليها لتعمل بشكل سليم والسبيل لذلك امر بسيط وهو المحافظة على تغذية صحية لتلك الخلايا فهي لديها احتياجات يجب ان نمنحها اياها بانتظام وان نبقيها خالية من السموم التي يمكن ان تؤثر على وظيفتها وهذا من شأنه المحافظة عليها بشكل سليم وعدم الاصابة بالمرض والعيش في حياة خالية من المرض».
السرطان
وحول كتابه الأخير عن السرطان، قال ان مرضى السرطان يشعرون بأنهم ضحايا وكأن المرض سقط عليهم ليضرب رؤوسهم فهو المرض الاكثر رعبا فالناس تخشى الاصابة به اكثر من اي مرض آخر وهو يعتبر من اكثر الامراض تكلفة لكن تعلُم كيفية العلاج والوقاية منه ليس بالامر الشاق.
وتابع «معظم الابحاث التي اجريت كانت هدرا للوقت والطاقة لانها تتحدث عن كيفية تقييم المرض ومعرفة مراحله وماهية التعامل معه وليس معالجته او الوقاية منه واود القول ان تقنية الوقاية والعلاج منه متوافرة لدينا وكل ما علينا هو تثقيف الناس حيال كيفية استخدامها ولهذا السبب قمت بتأليف كتاب كامل حيال هذا الموضوع وهو كتاب «لا تخشى مرض السرطان بعد الآن» لانه لا يوجد ما يدعوك للخوف من هذا المرض».
وعن علاج السرطان أجاب بالقول «لقد تحدثنا عنه عند حديثنا عن الخلايا فالانسان لا يمرض الا اذا كانت الخلايا لا تعمل بشكل معين وعندها نصاب بالسرطان، وهذا الشكل المعين يعني ان الخلية لم تعد تتفاعل مع الاكسجين بشكل ملائم فيحصل خلل في عملية تفاعل الاكسجين في الخلية وعندئذ تتحول الخلية الى خلية سرطانية ولذلك ما عليك فعله هو التأكد من ان كافة خلاياك تحصل على كميات كافية من الأوكسجين وانه يتفاعل بشكل سليم وفي حال ما كنت مصابا بالسرطان فيجب عليك ايضا التأكد من ان الخلايا تحصل على قدر كاف من الأوكسجين وانه يتفاعل بشكل سليم وعندها ستبدأ اعراض المرض بالتلاشي ومن ثم سيزول تماما».
وعن كيفية التأكد من ان الخلايا تحصل على الاوكسجين الكافي وانها تبدو بحالة جيدة قال «ان ذلك يكون عن طريق التوقف عن تناول السكر ولاسيما اذا كنت مصاباً بالسرطان، فالخلايا السرطانية تعيش على مصدر غذائي واحد وهو السكر فعند تناولك السكر فأنت تغذي الخلايا السرطانية فإذا كنت مصاباً بالسرطان فعليك التوقف عن تناول السكر وايضا اذا اردت ان تقي نفسك من الاصابة بالسرطان فعليك الامتناع عن تناول السكر فهو يؤدي للاصابة بالسرطان بطرق مختلفة فعلى سبيل المثال فهو يقلل من نسبة المناعة ويتلف الجهاز المناعي الذي يعد أهم وسيلة دفاع ضد مرض السرطان فإذا كنت يوميا تقلل من نسبة مناعتك بتناول السكر فانت تجعل نفسك اكثر عرضة للاصابة بالسرطان، واذا كان لديك خلايا سرطانية في جسمك فهذه الخلايا ستحتاج الكثير من السكر فبتناولك قدرا كبيرا من السكر فأنت تغذي الخلايا السرطانية وتساعدها على النمو».
وتابع «عند تناولك كمية كبيرة من السكر يعلن الجسم حالة الطوارئ ويبدأ في افراز كميات كبيرة من الانسولين للدم ويأمر الانسولين هذه الخلايا بامتصاص السكر فتمتص الخلايا هذا السكر وبما ان الخلية الآن تحتوي على نسبة عالية جدا من السكر فهي تنتج دهونا مشبعة من هذا السكر ومن ثم تذهب هذه الدهون للغشاء الخلوي وبذلك يتم تدمير امكانية وصول الأوكسجين للخلية ويتم التسبب في الاصابة بالسرطان».
وعما اذا كان السكر الطبيعي الذي نحصل عليه من الفواكه صحيا أجاب بالقول «الفواكه صحية وليس من الخطأ تناولها لكن عصير الفواكه غير صحي بسبب احتوائه على نسبة عالية من السكر تضخ في الدم بسرعة عالية».
فقدان الوزن
وعن كتابه الذي تحدث فيه عن فقدان الوزن، اجاب بالقول «يمكن للشخص ان يفقد بعض الوزن للابد بدون اللجوء لحمية غذائية ولا ينبغي اتباع حمية غذائية فهي امر سيئ جدا لانها تقلل المناعة وتسبب العديد من المشاكل الصحية الاخرى وهناك طرق اخرى اسهل غير الحمية لانقاص الوزن وهي التوقف عن السكريات».
واختتم حديثه بالاشارة الى حديث دار بينه وبين احد الباحثين في جامعة هارفارد عن احتمالية وجود مفتاح لحل جميع الامراض فقال الباحث على الارجح لا يوجد ولكن اذا كانت ثمة مفتاح لذلك فسيكون الانسولين لا محالة، فعندما نتناول السكر نرفع من نسبة الانسولين وتحدث الفوضى وتضطرب جميع الهرمونات وتلتقط الخلايا اشارة بعدم التخلص من الدهون وتقوم بتخزينها وطالما كانت نسبة الانسولين مرتفعة ستبقى نسبة الدهون مرتفعة وعندها لا يمكن فقدان الوزن، والانسولين هو المفتاح الذي يتحكم في الجسم كله، وبالتالي فان عدم تناول السكر يعد حلا فعالا لحياة صحية».