بعد غياب تسع سنوات يعود الفنان القدير حمدي أحمد للوقوف أمام كاميرات السينما من جديد أمام نجم الكوميديا أحمد حلمي للمشاركة في بطولة فيلم "جواز سفر".
يقول حمدي: لم أبتعد عن السينما فقط بل عن الفن كله وفضلت ألا أشارك في أعمال لا تتفق مع ما تربيت عليه فنيا وصعب جدا التأقلم مع هذا الجو السائد سواء في السينما أو التليفزيون خصوصا وأنا نوعية لا تغيرني الفلوس ولم تكن يوما حلما من أحلامي فلماذا أهين فني وأنا غير محتاج وقد قدمت علامات للسينما المصرية "القاهرة 30" و"الأرض" و"البداية" وأعمالاً كثيرة 30 فيلما و35 مسرحية و89 مسلسلا وكلها من عيون الأدب العربي.
عرضت عليّ طوال هذه السنوات أعمال كثيرة جدا فعرض علي أحمد حلمي مشاركته في فيلم "مطب صناع" وعرض عليّ حكيم بطولة فيلمه مع سمية الخشاب وعرضت أعمال رفضتها جميعا لدرجة أنني جريت وراء الريجسير وقلت له "اوعي أشوف وشك تاني هنا ولا تجيب لي أعمال من النوعية دي" ولكن عندما عرض علي أحمد فيلم "جواز سفر" وجدته موضوع كويس وشخصية "عم هلال" التي ألعبها في الفيلم تحمل مواصفات الشخصية المصرية التي لا تحمل شهادات لكنها تحمل عمق فلسفة الشعب المصري بخبرته الحياتية فأصبح فيلسوفا ينطق الحكمة ومن اعجابي بالشخصية جلست مع أخي د.سمير أحمد وصممنا الأزياء وعم هلال في الحارة يقوم بختان الأطفال وعنده ستديو تصوير.
وعن التعاون بين جيله وجيل الشباب خاصة وسبقه في التجربة نور الشريف في "مسجون ترانزيت" مع أحمد عز ومحمود عبدالعزيز مع السقا في "إبراهيم الأبيض" ومحمود يس في "الجزيرة" قال حمدي: ذلك شيء هام أن تعطي هؤلاء الشباب خبرتنا.. أنا عملت مع حسين رياض وفؤاد شفيق وزوزو حمدي الحكيم وكبار مخرجي السينما صلاح أبوسيف وبدرخان وحسين كمال وأشرف فهمي ولذلك علي الجيل الجديد أن يستفيد من خبرتنا ويزود عليها التقنية الحديثة المتوفرة الآن ..أنا عندما عملت مع العمالقة في جيلي سرقت من كل واحد أفضل ما عنده وعليهم أن يفعلوا مثلنا.
أضاف: أنا صعبان عليّ هذا الجيل بشكل غير معقول أكاد أبكي عليهم فالجيل الحالي لا يعالج قضية رغم أن لديه قضايا كثيرة يمكن تناولها من اسكان وتعليم وبطالة ومواصلات وتعليم لكنه يعاني أزمة أمية وهمه هو الضحك فقط وللأسف جيل غير مثقف ونسوا أن التمثيل هو بناء عقل ووجدان أمة وليس مجرد ظهور علي الشاشة ونجومية وللأسف أصبح الفيلم المصري لا يحافظ علي الأسرة وأصبحت اللغة الساقطة هي السائدة ومصطلحات تكبير الدماغ هي الشائعة والجيل أصبح متآمرا علي نفسه وهويته وللأسف يقولون إن الجمهور عايز كده والحقيقة أن الجمهور مش لاقي غير هذا الاسفاف الذي يقدم له ويزيد من حزني أن هناك ناس موهوبة بصدق ولكن ماذا تفعل في ظل غياب الورق الجيد والعمل الهادف. مواهب كثيرة تضيع في اطار الهيافات.
وعن التسع سنوات البعيدة من الفن يقول حمدي أحمد: لم أقف أمام كاميرا منذ عام 2000 كتبت خلال هذه الفترة مذكراتي وحياتي بين الفن والسياسة وأفتح حاليا موقعا علي الشبكة العنكبوتية أضع فيه تاريخ حياتي وأسماء أفلامي وتواريخها ومسرحياتي ومسلسلاتي وأعيش حياة هادئة ما دمت لا أقدم عملا غير راض عنه والحمد لله أعيش في تصالح مع نفسي وأحترمها ولا أتنازل أو تغريني الفلوس ولم تمس عندي وترا في يوم من الأيام ويكفيني فخرا أن الناس تتذكر أعمالي بكل احترام.