أكد السفير الهولندي لدى البلاد فرانس بوتايت عمق وعراقة العلاقات الكويتية - الهولندية والتي وصفها بالمزدهرة والمتطورة، موضحا أن العلاقات التجارية بين البلدين سبقت العلاقات الديبلوماسية، حيث بدأت مع الاتصالات المبكرة بين تجار شركة الهند الشرقية الهولندية الذين نشطوا في منطقة الخليج في الفترة من 1623 إلى 1722، بينما تأسست العلاقات الديبلوماسية بشكل رسمي بين البلدين قبل أكثر من 50 عاما ، موضحا أن هولندا كانت في طليعة الدول التي أقامت علاقات ثنائية مع الكويت بعد استقلالها في عام 1961، وبفضل هذه الأسس المتينة، احتفظ البلدان بعلاقات ديبلوماسية على أعلى المستويات مستمرة حتى يومنا هذا، كما لعبت هولندا دورا مهما في تحرير الكويت قبل 25 عاما خلال محنة الغزو العراقي.
وأوضح بوتايت، في تصريح صحافي بمناسبة العيد الوطني لبلاده (ذكرى ميلاد الملك)، أن هولندا اليوم تشارك وتساند الكويت في نهجها الإنساني في حل مختلف الصراعات التي تشهدها المنطقة، كما أنها تدعم التطور المستمر للتجربة الكويتية الديموقراطية، بالإضافة إلى أن البلدين الصديقين يتشاركان التزامات جادة خصوصا فيما يتعلق بالتطور الاقتصادي، فميناء روتردام هو الميناء النفطي الأكبر في العالم، كما أن هولندا حاليا تعتبر الشريك التجاري الأكبر للكويت في أوروبا.
وأشار إلى أن نظام الحكم في بلاده ملكي دستوري، وتحظى العائلة المالكة بحب الشعب وتدعم أسسا للحرية والاستقرار في البلاد، مشيرا إلى أنها أيضا تمتلك برلمانا قويا وحكومات ائتلافية، وذلك تطبيقا للتقاليد السياسية الهولندية التي تعلي من قيمة سياسة التوافق، موضحا أن بلاده تقع في قلب شمال الجزء الشمالي الغربي من أوروبا في موقع استراتيجي على البحر، وبفضل أنهارها، ونظام المواصلات فيها، وميناء روتردام ومطار سخيبول في أمستردام، تعتبر هولندا مدخلا مهما إلى القارة الأوروبية، لافتا إلى أن هولندا دولة صغيرة محاطة بدول جوار أكبر منها، ولذلك اتخذت من سياسات السلم والتسامح نهجا لها، فضلا عن نظرة عالمية منفتحة ذات توجه دولي.
وأوضح بوتايت أن عام 2016 عاما مهما لهولندا،حيث تحمل حاليا صفة الرئيس الدوري لمجلس الاتحاد الأوروبي وعلى أجندته العديد من القضايا المهمة كمسألة اللاجئين ومسألة مكافحة الإرهاب، لافتا إلى أن الكويت وهولندا تطمحان إلى الحصول على مقعد في مجلس الأمن في عامي 2017 و2018، معربا عن أمله في أن يجلس ممثلا البلدان معا في مجلس الأمن للمساعدة في حل القضايا الأكثر إلحاحا في العالم.
ولفت إلى أن هولندا من أبرز الوجهات السياحية المميزة، معربا عن سعادته لزيادة أعداد الرحلات السياحية من الكويت إلى بلاده سنويا، كاشفا عن تضاعف أعداد التأشيرات التي أصدرها القسم القنصلي في السفارة لتصل إلى 7000 تأشيرة سنويا، مشددا على الفرص السياحية المتنوعة التي توفرها بلاده.
وكشف عن أن عام 2016 يشهد الذكرى المئوية لسيول زاوديرزي التي اجتاحت الأراضي الهولندية في عام 1916، وكان لها أثر بالغ على بناء أعمال زاوديرزي المائية، وهي نظام من صنع الإنسان يتمثل في بناء مجموعة من السدود واستصلاح الأراضي البحرية وأعمال تجفيف المياه من أجل حماية البلاد من مياه المحيط وخلق مساحات إضافية من الأراضي، مشيرا إلى أعمال زاوديرزي المائية قد تبعتها العديد من المشروعات المائية الأخرى في هولندا وحول العالم خلال القرن الماضي أثبتت جميعها الخبرة الهولندية في إدارة المياه، ولذلك فإن مشاريع إدارة المياه الهولندية موجودة في كل أنحاء العالم، أما بالنسبة للكويت ومنطقة الخليج، فإن الخبرة الهولندية مستخدمة لمشاريع استصلاح الأراضي البحرية فقط.
وبين بوتايت أن نظام التعليم العالي في هولندا يحتل المرتبة السابعة عالميا حسب تصنيف شبكة يونيفيرستاس 21 العالمية، وهناك العديد من الجامعات ضمن قائمة التايمز 100، فضلا عن هولندا تحتل المرتبة الأولى في العلوم الزراعية، مشيرا الى وجود 1400 تخصص علمي تدرس باللغة الانجليزية في الجامعات الهولندية، إضافة إلى أن الدراسة بالجامعات في هولندا أرخص منها في بلدان أخرى مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وإلى جانب التعليم، والهولنديون خبرة عظيمة في التخطيط العمراني ويقدمون حلولا ابداعية لإدارة الازدحامات والمسائل المرورية.