حوار: عادل بدوي
ليس هناك خلاف جوهري بين المعارضة والحكومات في دول الخليج
وجود السعودية في ظهر البحرين يجعلها في مأمن من أي مناوشات
الخلايا النائمة موجودة في كل دول الخليج وليس من مصلحتنا معاداة إيران
كثيرون يدخلون الصحافة اليوم للبحث عن وظيفة ولذلك لا يثبتون
في الخليج لدينا صحف مناكفة وليست هناك معارضة
35 صحيفة تشارك في عضوية اتحاد الصحافة الخليجية والباب مفتوح
من الممكن أن ينطلق الاتحاد الخليجي بثلاث دول.. وعمان لديها رأي يحترم
ما يحدث في سورية واليمن وليبيا لا يجعلك تثق بأن هناك مخرجاً لهذه الأزمات
الاتحاد يدعم توجهات دول الخليج في مواجهة الإرهاب والطائفية
الربيع العربي والمؤامرات صرفت الإعلام عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية
أكد المدير التنفيذي لاتحاد الصحافة الخليجية الكاتب الصحافي البحريني فريد أحمد حسن، أن فكرة تأسيس اتحاد يجمع المؤسسات الصحافية في دول الخليج كانت محل نقاش واهتمام ومطلب مجموعة من كبار الصحافيين الخليجيين حتى تم إشهار الاتحاد في عام 2005 في مملكة البحرين دولة المقر بهدف تنمية وتطوير صناعة الصحافة في دول الخليج بالاضافة الى اليمن العضو السابع في أمانة اتحاد الصحافة الخليجية. 35 مؤسسة صحافية أعضاء في اتحاد الصحافة الخليجية.. هذا ما كشفه حسن خلال حديثه لـ النهار كما أطلعنا على هيكل الأمانة العامة للاتحاد وما حققه خلال عشر سنوات وأسباب عثراته، وانعقاد الأمل في الكويت في الدورة الـ22 على اعادة احياء دور اتحاد الصحافة الخليجية، وتفعيل دوره ورسالته في دعم القرار السياسي الخليجي في محاربة الارهاب والفتن والنهوض بالعمل الصحافي الخليجي وتدريب المحررين وتطوير امكاناتهم.
الكاتب البحريني يشخّص الحالة في البحرين ويطالب الحكومة والمعارضة بتقديم تنازلات من اجل العبور من الأزمة، ويؤكد أن العلاقة بين التيارات المعارضة وحكومات دول الخليج تتمحور حول الاصلاح والتنمية والتطوير، وان الخليج محصن ضد الثورات ونفى ان تكون هناك ثورات عربية حدثت او ستحدث في أي بلد عربي لغياب ما أسماه الارضية الثورية .. وفي الحوار تفاصيل أخرى كثيرة في سياق النص التالي..
هل من إطلالة على اتحاد الصحافة الخليجية بعد مرور عقد على تأسيسه؟!
اتحاد الصحافة الخليجية كان حلم مجموعة من كبار الصحافيين الخليجيين، بهدف تطوير العمل الصحافي في دول مجلس التعاون الخليجي، واستمرت فكرة تأسيس الاتحاد فترة طويلة حتى تبلورت رؤيته وأهدافه وتم إشهار الاتحاد في مملكة البحرين عام 2005 بحيث تكون البحرين هي دولة المقر الذي يستضيف الاجتماع السنوي الأساسي للجمعية العمومية للاتحاد، ما لم تطلب احدى الدول الأعضاء استضافة الاجتماع، والاعضاء هم دول الخليج الست بالاضافة الى اليمن. وتضم الأمانة العامة للاتحاد 15 عضوا، من كل دولة عضوان بالاضافة الى الرئيس. واجتماع الأمانة العامة التاسع عشر عقد في الكويت بناء على طلب رئيس تحرير النهار د.عماد بوخمسين.
كم مؤسسة صحافية عضوا في الاتحاد؟
35 صحيفة خليجية والباب مفتوح لكل المؤسسات الخليجية، حيث ان اتحاد الصحافة الخليجية يضم في عضويته المؤسسات والصحف وليس الصحافيين، وأعضاء الامانة العامة من الكويت في الدورة الحالية هما د.عماد بوخمسين وعدنان الراشد، لكن أيضا القبس عضو في الاتحاد والسياسة كذلك وصحف كويتية أخرى.
مواجهة الإرهاب
هل اتحاد الصحافة الخليجية منضوٍ تحت مظلة الأمانة العامة لدول مجلس التعاون؟
ليس انضواء بمعنى تبعية ولكن هناك دعما وتواصلا، وفي اجتماع الأمانة العامة لاتحاد الصحافة الخليجية في مسقط طرحت فكرة التواصل مع مجلس التعاون الخليجي، وأنه يجب أن يكون لاتحاد الصحافة دور في دعم توجهات مجلس التعاون في مواجهة الارهاب والفتن التي تعصف بالمنطقة، وتم ترتيب لقاء مع الأمين العام لدول مجلس التعاون عبداللطيف الزياني وكل مساعديه ليؤكد اهتمامه بهذا الموضوع، لكن مع الأسف حتى الآن لم يتم تفعيل التعاون والاتفاق.
عندما تأسس الاتحاد ما الفكرة الرئيسة التي انطلقتم منها؟
الهدف الرئيس من تأسيس الاتحاد هو الاسهام في تطوير وتنمية صناعة الصحافة الخليجية، ومن أدواته الاهتمام بتدريب الصحافيين الخليجيين وعقدوا كثيرا من الدورات التدريبية في كل الدول الاعضاء بما فيها اليمن عندما كانت الامور مستقرة الى حد ما هناك. وفي الكويت في 2014 عقدنا ملتقى الصحافيات الخليجيات بالتعاون مع وزارة الاعلام وجمعية الصحافيين الكويتية، وطلبنا من الصحف الأعضاء أن يقدموا للدورة الصحافيات العاملات في الميدان وليس كاتبات المقال، التقيناهن ونوقشت كثير من مشكلاتهم وحاولنا البحث عن حلول لهذه المشكلات، وبعد العاملات في الميدان عقدنا في نفس السنة تقريبا ملتقى الصحافيين الخليجيين في جدة، وبعد هذه الفعاليات تقريبا توقف الاتحاد لظروف صحية تتعلق بالأمين العام السيد محمد ناصر العثمان، ولكن كان اول بند على جدول اعمال اجتماع الكويت هو كيفية اعادة الروح للاتحاد.
شراكة وتواصل
بما أنكم اتحاد هل هناك تنسيق مع اتحاد الصحافيين العرب أو اتحاد الصحافة العالمية؟!
نحن عضو في الاتحاد العالمي للصحافة وحضرنا العديد من فعالياته التي تتخذ صفة عالمية، وعندنا أيضا تواصل مع اتحاد الصحافيين العرب في القاهرة وبعض أعضائنا هو بطبيعة الحال أعضاء في اتحاد الصحافيين العرب، ولكن ليس تعاونا او تواصلا بالمستوى المأمول، بمعنى أنه حتى اليوم لم نعقد فعاليات مشتركة ولكن الود موصول والتفاهم مستمر.
كيف تقيم أداء الصحافيين الخليجيين الذين يمارسون المهنة وليسوا كتاب المقالات؟
في الفترة السابقة دول الخليج أنتجت مجموعة من الصحافيين الذين ينظر لهم بكل تقدير، لكن في الوقت الحالي كثيرين صاروا يدخلون العمل الصحافي ليس بدافع الموهبة وانما للبحث عن وظيفة ولذلك لا يثبتون، ومن يثبت فهو الصحافي الحقيقي وهؤلاء نوفر لهم كل الدعم وندربهم ونسلحهم بالثقافة والمعرفة وأدوات الصحافة المتطورة.
هل ساهم الاتحاد في تقارب تيمة الصحف الخليجية أم ان كل مؤسسة تعمل بمعزل عن المؤسسات الأخرى؟
بشكل عام هناك خطوط عامة الكل يسير عليها، سواء الصحف المحسوبة على الحكومات او المؤسسات الخاصة تنطلق من رؤية واحدة تخدم دول الخليج العربي، والاختلاف يكون في التفاصيل والتنافس أمر طبيعي ايضا، ونحن ليس لدينا في الخليج صحف حزبية تلتزم بمنطلقات الحزب، ولا توجد صحف تطرح اختلافات جوهرية مع الحكومات الخليجية.
صحف معارضة
معنى كلامك أنه لا توجد صحف معارضة في دول الخليج؟
نستطيع ان نقول ان هناك صحفا مناكفة، وطبيعة التنافس الصحافي أن كل صحيفة تحاول اقناع القارئ بانها الأفضل ولديها السبق في الاخبار والمصداقية في الطرح، وهذا امر طبيعي في العمل الصحافي لكن صحفا معارضة بالمعنى المباشر لا يوجد.
حدثنا عن الحالة السياسية والاجتماعية الراهنة في البحرين؟
ليس لدينا المشكلة الكبيرة التي ليس لها حل في البحرين.. في 2011 كانت هناك مطالب شعبية من أجل الاصلاح، بدليل أن جلالة الملك طرح مشروعا أسماه المشروع الاصلاحي وكان مشروعا طموحا والكل مقتنع به، ولكن المعارضة كانت لها وجهة نظر في الفترة منذ تولي جلالة الملك مقاليد الحكم حتى 2011 ومع ثورات الربيع العربي صار هناك استغلال الاجواء الثورة وتم تحريف المطالب والبعض رفع السقف الى حد المطالبة باسقاط النظام، فكان طبيعي للنظام أن يدافع عن نفسه وخلال السنوات الخمس الماضية كثيرون غيروا قناعاتهم بأن الحكومة لا تريد الضرر للناس، لكن زادت المشكلة تعقيدا بتدخل أطراف خارجية للعبث في الشأن الداخلي البحريني. وانا لدي امل بانفراجة قريبة تتطلب تنازل من كل الأطراف المعنية بالعملية السياسية.
تريد من السلطة في البحرين تقديم تنازلات أيضا؟
كلا الطرفين لابد أن يقدما تنازلات المعارضة والسلطة وبدون ذلك لن تستقيم الحالة السياسية في البحرين، والسلطة ليس لديها مانع من تقديم تنازلات لان هؤلاء في النهابة عيالها وهي المسؤولة عن الشعب البحريني بأكمله. ولكن كثرة اللاعبين في الساحة هو الذي عقد الأمور، وأي مشكلة يطول مداها الزمني تتعقد معها الأمور.
خلايا نائمة
هل ما زالت التدخلات مستمرة في البحرين؟ سواء خلايا نائمة او حتى صاحية؟!
من جهة الخلايا النائمة فهي موجودة في كل دول الخليج، البعض يشكك في كلام حكومة البحرين ويرى فيها افتراء على ايران أو على حزب الله، لكن بالمنطق لا توجد حكومة في العالم تدعي ان جارتها تتدخل في شؤونها وهذا لم يحدث، ايران جارتنا وأي مشادة بيننا وبينهم يؤثر على كلانا، ونحن نألم كما يتألمون، ولو ان هناك مستمسكات لما استطاع المسؤولون في وزارة الخارجية البحرينية تطبيق حقائق ووقائع على الارض، ومن لم يصدق فهذا شأنه؟! لكن التدخلات موجودة ومستمرة، قد تزيد في فترات وقد تقل في فترات اخرى لكنها موجودة ومستمرة وهناك من لا يريد الخير والاستقرار لا للبحرين ولا لدول المنطقة، وليس من مصلحة البحرين أن تعادي ايران وتدعي هذا الكلام لو كان غير صحيح.
وجود السعودية في ظهر البحرين يجعلها في مأمن من الصراع مع الجارة الكبرى ايران؟
طبيعي وجود السعودية في ظهرنا كدولة محورية وكبيرة في المنطقة يجعلنا في مأمن، وطبيعي اذا واجهت البحرين أي خطر فلن تقبله السعودية وتصمت ازائه، والسعودية دولة قوية ومؤهلة للدفاع عن أي دولة خليجية، وبالتالي نحن أكيد نشعر بالامان في ظل هذا الوضع.
نعيش الآن حربا بكل معنى الكلمة في 4 عواصم عربية.. المنطقة العربية والخليجية الى أين؟
أنا عادة متفائل وان كان الواقع لا يدعو الى ذلك أبدا، ما يحدث في سورية لا يجعلك تثق ان هناك مخرجا لهذه الأزمة، وفي اليمن نزيف للأرواح والممتلكات ولا يوجد شيء مبشر في الأفق، وفي العراق نفس العملية وليبيا.
تقصير الإعلام
الاعلام العربي والخليجي متهم بالانتقائية في تغطية الأحداث، فمثلا لا نجد اهتمام بليبيا مثلما يحدث مع سورية واليمن؟!
الاهتمام موجود ومستمر، وقبل فترة كان هناك اهتمام اعلامي خليجي كبير بلقاء الفرقاء الليبيين في صلالة، ومن الطبيعي ان تجد الاعلام معتم بجهة معينة عن غيرها، وقد يتحول هذا الاهتمام بحسب طبيعة الأحداث والأطراف اللاعبين، وبالفعل أصحبنا نعيش الآن في قرية صغيرة وما يحدث في سورية والعراق واليمن وليبيا يؤثر علينا في دول الخليج ونتأثر به
لماذا غابت فلسطين عن المشهد الاعلامي بعدما كانت قضية العرب المركزية الأولى؟
هذا صحيح.. ولكن تبقى فلسطين هي قضية العرب المركزية الاولى، ولو تتابع الاعلام القطري تجده مهتم بتذكير العالم بان قضية فلسطين هي القضية المركزية التي ستحل كل المشكلات، ولكن بسبب المؤامرات التي تحاك للمنطقة لم يعد الاهتمام بالقضية الفلسطينية كما كان بالسابق.
نظرية المؤامرة
هل تؤمن بنظرية المؤامرة وأن هناك من يريد الشر لبلادنا؟
المؤامرة موجودة طالما هناك مصالح بين الدول، وطبيعي كل دولة لها مصالحها وتتآمر مع دول أخرى من اجل الحصول على صيغة معينة تضمن تحقيق مصالح الطرفين.
أنت متحفظ على تسمية الأحداث العربية بـ الثورة فماذا يحدث اذن؟!
لا توجد أرضية ثورية في أي بلد عربية، تحتاج الى ان الكل يكون ثوري في لحظة معينة والا لن تنجح الثورة ولا يصح أن نسمي ما حدث في اي بلد عربي ب الثورة والا كانت الثورة في مصر نجحت او في تونس واليمن وغيرها من البلاد العربية، وبالتالي هذه الأرضية الثورية غير موجودة في البلاد العربية وأيضا غير موجودة تماما في دول الخليج. والثورات تحتاج الى فترات طويلة ولا يمكن في لحظة معينة ان نتفق على ان نقوم بثورة.
كما تفضلت الثورات تحتاج الى فترات طويلة، وهناك رأي معتبر يرى أن ثورات العرب مستمرة وبالتالي من الظلم الحكم عليها الآن؟
لننتظر ونرى، وما أردت تأكيده أن الأرضية الثورية غير موجودة في دول الخليج وحتى لا توجد الكثافة السكانية الكبيرة التي تقول اننا امام فعل ثوري، وبالتالي المطالبات بالاصلاح هي الأقرب الى توصيف الحالات الخليجية، ولا يوجد هناك خلاف جوهري وكبير بين المعارضة وأنظمة دول الخليج وكل النقاشات تدور حول التطوير والاصلاح والتنمية والشفافية.
الاتحاد الخليجي
كيف تنظرون الى تحفظ عمان على الاتحاد الخليجي بين دول مجلس التعاون؟
عمان ترى أن الاتحاد يربطها بالتزامات وانه يجب أن يكون لها قرارها المستقل وسياساتها الخاصة بها، وهي سياسة تعتمد على المثالية في عدم الانحياز! ودائما تجد عمان على الحياد من كل القضايا الخارجية وحتى في الداخل العماني عودوا المواطن على عدم الانحياز لأي فرقة أو فريق أو جماعة ولذلك لا تجد في عمان طائفية. لكن كل دول الخليج الاخرى اقتنعت الآن بفكرة الاتحاد الخليجي المشترك وضرورة تفعيله.
من الممكن أن ينطلق الاتحاد بخمسة دول؟
هذه الفكرة طرحت في آخر اجتماع لدول مجلس التعاون وقيل دعونا نبدأ بالسعودية والامارات والبحرين، وبعد ذلك ينضم اليهم من يريد ان ينضم، وما حدث في تجربة الامارات عندما أشهرت الاتحاد انطلق بستة امارات فقط من دون رأس الخيمة التي انضمت لاتحاد الامارات بعد سنة، ونفس التجربة ممكن نبدأ في اتحاد دول الخليج بثلاثة دول مثلا، وهناك رأي آخر يرى مزيدا من التروي والبحث والدراسة لأن الافضل انطلاق دول الخليج مجتمعة في هذا الاتحاد.
مصر ودول الخليج
سألت حسن عن سبب التباين في مواقف دول الخليج تجاه مصر منذ ثورة 25 يناير فقال ان ما حدث في مصر كان مفاجأة وبالتالي رد الفعل الخليجي كان متباين.
وهذا طبيعي لان كل دولة تعيد حساباتها وتقيم موقفها وهل هي مع التغيير الذي يحدث في مصر أم ضده؟ مع الاخوان أم يجب أن ينتظروا رئيس آخر؟
والآن كل دول الخليج تدعم مصر حتى قطر بدأت تميل الى المصالحة مع مصر.
الصحافة والتواصل الاجتماعي
في رسالته للقراء يقول حسن: نحن في مرحلة التحول الى الصحف الالكترونية وفي النهاية يجب على القارئ أن يتواصل مع الصحف ويتابع الأخبار من مصادرها ولا يتأثر بوسائل التواصل الاجتماعي لأنه لا توجد في هذه المواقع مراقبة ولا مسؤولية مقارنة بالصحف التي تعتبر مدرسة ولا يمكن لمواقع التواصل أن تهزمها.