أُثارت قضية الفتاة البريطانية جولي بيرسون (38 عاما) اهتمام الصحافة والإعلام المحلي البريطاني، وذلك بعد وفاتها في ظروف غامضة بإسرائيل وظهور آثار للضرب المبرح على جسدها وسط رفض من السلطات الإسرائيلية الاعتراف بالسبب الحقيقي للوفاة.

ونشرت عائلة جولي صورًا تظهر تعرض جسدها للضرب المبرح، مطالبة الشرطة بإعادة فتح التحقيق في سبب وفاتها وسرعة إخراج التقرير الطبي النهائي، خاصة بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر دون أية نتيجة تذكر.

وحسب صحيفة "التليجراف" البريطانية، فقد رجع الأطباء الإسرائيليون الوفاة لأسباب طبيعية تتعلق بنزيف داخلي في المعدة، بينما تعتقد عائلتها أن الوفاة ترتبط بالضرب المبرح الذي تلقته على يد صديقها السابق في اليوم الذي توفيت فيه 27 نوفمبر 2015.

وقد اعترفت الشرطة الإسرائيلية بضربها على يد صديقها، ولكن أكدوا أن ذلك لا يتعلق بالوفاة، والآن نشرت عائلتها صورًا تظهر مدى العنف والجروح التي تعرضت لها، مطالبة بفتح تحقيقات جديدة ونزيهة في الحادث.

من جانبها، قالت "ديبورا بيرسون" عمة الضحية "نحن نريد من العالم أجمع أن يرى ما رأيناه ويتفهم لماذا لا نصدق الروايات بأن وفاتها كانت لأسباب طبيعية"، مضيفة "لم نكن نريد أن يرى العالم جولي بهذا الشكل، ولكن نحن نشعر أنه لا خيار أمامنا بعد أن خيبت الشرطة الإسرائيلية آمالنا".

"التليجراف" أشارت إلى أن الشرطة الإسرائيلية خلصت إلى أن الوفاة كانت نتيجة النزف الداخلي في المعدة من تلقاء نفسها وليس نتيجة لصدمة أو إصابة، وفي الوقت ذاته لم تخرج نتائج التشريح الكاملة، لذلك ليس من الواضح حتى الآن كيف استخلص الأطباء أن النزيف لم يكن بسبب الضرب الذي تعرضت له.

الأسرة تعتقد أنه يجب توجيه الاتهام إلى صديقها وهو رجل فلسطيني يدعى أمجد الخطيب بالاعتداء حتى لو لم تتمكن الشرطة من تحقيق تهمة القتل.

ونوهت "التليجراف" بأن الشرطة الإسرائيلية استجوبت الخطيب بعد وفاتها، ولكن لم توجه إليه أية اتهامات ثم أغلقت القضية بالكامل. 

وأوضحت أن "جولي" انتقلت إلى مدينة إيلات في أواخر 2014، ثم سقطت في شبكة للمخدرات والإدمان، وانتقلت عقب ذلك للسكن مع الخطيب في منزله المتهالك.

وقال أصدقاؤها في المنزل: إن "جولي والخطيب كانا يتشاجران بصوت عال قبل أن يلقي بملابسها في الشارع، وفي اليوم التالي ذهبت إلى شركة دولفين للطاقة في إيلات، حيث سقطت مغشيا عليها وتوفيت بعد فترة وجيزة".

ولفتت الصحيفة إلى أنه وجهت انتقادات للشرطة في "إيلات" لعدم اتباع الإجراءات العادية بعد وفاة مواطن أجنبي، حيث لم تعرف عائلتها خبر وفاتها إلا بعد ثلاثة أيام من صديق لها، حتى السفارة البريطانية بإسرائيل لم تعلم بخبر وفاة أحد مواطنيها حتى أخبرتها العائلة.

ويأتي مقتل الفتاة البريطانية متشابها مع قضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، 28 عامًا، والذي اختفى وهو في طريقه لمقابلة أحد أصدقائه يوم 25 يناير الماضي في مصر، وعثر على جثته في حفرة بالقاهرة في الثالث من فبراير.