خطر حقيقي تعيشه الدراما التليفزيونية المصرية حاليا بعد أن تكالب عليها الجميع خاصة المنتجين الذين هرولوا للاستعانة بالممثلين العرب والمخرجين السوريين علي حساب المصريين وذلك لأنهم الأرخص أجراً ولم يشغلهم حل مشاكل الدراما أو تحمل همومها.. والغريب أن ذلك يحدث بمباركة جهات الانتاج المصرية صوت القاهرة وقطاع الانتاج.
والغريب أيضا أن شركة صوت القاهرة تساهم بشكل مؤثر وفعال في الدراما كما أن رئيسها ابراهيم العقباوي رئيس شركة صوت القاهرة قام بالتعاقد لشراء المسلسل التركي "نور" بملايين الجنيهات لعرضه بالتليفزيون المصري وذلك بعد أن استهلك في الفضائيات العربية وبدلا من حشد هذه الملايين لتركيزها في الانتاج الدرامي ثم صرفها علي مسلسل تركي لتعليم المصريين اللهجة السورية. والمفاجأة أن هذا المسلسل لم يجلب إعلانات تغطي التكاليف التي دفعت له وخرج العقباوي وقتها ليعلن بأن هناك نية للتعاقد مع مسلسلات أخري وبسبب فشل التجربة لم يتم تكرارها.
الغريب أن العقباوي يتبني الانتاج المشترك مع المنتج أحمد أبوبكر الذي قام خلال الأربع سنوات الماضية بانتاج مسلسلات يتم تصويرها في أمريكا بل وتحتوي أحداثها شخصيات وأحداث أمريكية مصطحبا معه من يقوم بالترويج لهذه الأعمال وبمن فيهم ابراهيم العقباوي رئيس شركة صوت القاهرة الذي لايسافر مع أي مسلسل أو يرافق فريق تصوير أي مسلسل آخر تنتجه الشركة بل علي العكس يضع العراقيل لسفر مسلسلات تحتاج للتصوير بالخارج مثل مسلسل "أيام الحب والشقاوة" الذي تأجل سفره الي لندن أكثر من مرة وإذا كان د.أحمد أبوبكر وزوجته الفنانة تيسير فهمي يحاولان نقل تجاربهما الشخصية والتي عاشاها في أمريكا فإن النجاح الجماهيري لهذه الأعمال لم يستمر وفي انخفاض من مسلسل لآخر ورغم ذلك تصر صوت القاهرة علي الاستمرار في دعم هذه الأعمال.
ويبدو أن تنظيم مؤتمر صحفي لاعلان ترشيح الاعمال الدرامية المصرية لجوائز ايمي العالمية وحضور العقباوي مع أبوبكر مع بروس بيزنار رئيس مجلس إدارة الاكاديمية العالمية الامريكية جعل البعض يربط ويفسر ذلك بأن الدراما المصرية في طريقها لتصبح أمريكية ولكن المؤلفين أكدوا أنها خطوة مهمة لدخول الدراما المصرية لمرحلة العالمية. وأكد المؤلف محمد الغيطي أن استضافة مصر للمسئولين عن جوائز ايمي لكي تكون مصر عضوا في هذه المؤسسة التي تضم اكثر من 60 دولة وشرط أن تكون عضوا في هذه المؤسسة أن تدفع مليون دولار وهذه العضوية ليس لها علاقة بالترشيح أو عدمه وعندما قابل المسئولون عن هذه الجمعية أسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون ابلغهم بأنه سيدرس مسألة انضمامه لعضوية هذه المؤسسة ولكن هذا لايعني أن الأعمال المصرية لن يتم ترشيحها الا بعد أن نصبح أعضاء فهناك أعمال تم ترشيحها لهذه الجائزة بالفعل وهما مسلسلان "الهروب من الغرب" و"هدوء نسبي" لأن دخول المسابقة يحتاج دفع رسوم عادية للشركة المنتجة للعمل وهي خمسة آلاف دولار والمسابقة مفتوحة للشركات فقط وممنوعة علي الافراد لأنني حاولت الاشتراك فيها بشكل فردي وكنت صاحب أول مبادرة لمشاركة الاعمال الدرامية بشكل فردي في أوسكار الدراما العالمية.
قال ان هذا مفيد جدا للدراما المصرية ويحقق التواجد المصري علي الخريطة الدولية فهي أهم جائزة في الدراما العالمية.
أشار الي أن الوصول للعالمية يأتي من الانغماس في المحلية وليس شرطاً التخلي عن قضايانا المصرية بهدف الوصول للعالمية وهذا ماحدث مع الاديب العالمي نجيب محفوظ الذي نقل للعالمية ملامح الجائزة المصرية. الناقدة والمؤلفة ماجدة خير الله تؤكد أن تناول الدراما المصرية وتصويرها في أمريكا ليس دليلا علي أمركة الدراما فكما يوجد أعمال يتم تصويرها في أوكرانيا وأوروبا هناك أعمال تصور في أمريكا وهي خطوة جيدة قال أن الدراما المصرية تقدم أكثر من خمسين عملا في العام منهما عمل أو اثنان عن المغتربين في أمريكا مثلا فهي ليست ظاهرة المهم أن تكون هذه الاعمال جيدة فمثلا مسلسل أماكن في القلب كان مسلسلاً جيداً والمسلسل الذي أتي بعده كان أقل فالمهم النص وطموح الدراما المصرية أن تنطلق للعالمية.
أشارت الي أن ترشيح أعمال درامية مصرية لجائزة ايمي ليس معناه أنها ستحصل علي جوائز مثلما يحدث في الترشح لافلام الأوسكار العالمية قالت ان الشخصية المصرية ليست منفصلة عن الجاليات المصرية في الخارج فالدراما المصرية عندما تنقل مشاكل المصريين في الخارج ليس معني ذلك أنها تنفصل عن مصر لأن أمريكا مثلا فيها ملايين المصريين.
قالت أن أي عمل جيد يهمنا لنقل صورتنا ووجهة نظرنا للآخر سواء الأمريكي أو الفرنسي أو الانجليزي ومن المفروض أن نكون متفتحين علي الآخر ونطالب بأن تتسع زوايا رؤية الدراما المصرية. الكاتب والمؤلف يسري الجندي يؤكد أن ترشيح الأعمال المصرية لجائزة ايمي ليست أمركة ولكن من الممكن ان تصبح مكسباً كبيراً لو احسنا استثماره فنحن جديرون بأن نكون ضمن جوائز ايمي وقد سبق وحصل عليها المخرج التونسي شوقي الماجري عن مسلسل اجتياح الذي قدم عملا كان وثيقاً بالقضايا العربية وكان له خصوصية شكلا وموضوعا ونحن في مصر نستحق ماهو أكبر بشرط أن نطور فكرنا في مجال الفيديو من حيث وجود حيثيات للتواجد علي المستوي العالمي ولكن بالشروط التي تحقق لنا هذا التواجد ومنها الخصوصية لاظهار ثقافتنا المصرية الخاصة لأن الآخر يهتم عندما يري ابداعاً به خصوصية وقد سبق وقدم نجيب محفوظ قضايا تخص مصر ووصل بها للعالمية.
أضاف : يجب أن نعيد النظر في منظومة الانتاج أو آليات الانتاج بحيث نعلي من القيمة والجودة في كل عناصر الابداع وهذه القيمة التي تراجعت بسبب الاعلانات واسباب أخري سبق طرحها فنحن لدينا القدرة والطاقات والمبدعون علي كل المستويات إذا توفر ما أقوله وليس هناك مايعيب من مشاركتنا في جوائز ايمي لانها جائزة عالمية تمنح للاعمال الجيدة وليس لها صبغة سياسية.