بات شبح الاحالة إلى التقاعد والنقل إلى وظائف وقطاعات أخرى يهدد مستقبل أكثر من 8500 موظف كويتي في وزارة المواصلات بعد إعلان وكيل الوزارة حميد القطان قبل نحو أسبوع عن توجه لإجراء أكبر عملية خصخصة للخدمات في تاريخ الوزارة، وهو الأمر الذي أعادت الوكيلة المساعدة للشؤون المالية والإدارية بثينة السبيعي التأكيد عليه أمس وإن خصت بالذكر قطاع البريد.

وفي أول رد فعل على تلك التصريحات حذرت نقابة العاملين في «المواصلات» من أن «العملية سيترتب عليها حرمان الموظفين من أعمالهم، وتساءلت:هل ستسعى الوزارة إلى نقل هؤلاء الموظفين البالغ عددهم نحو 8500 كويتي إلى قطاعات أخرى تابعة للدولة؟!».

وأكدت النقابة في تصريح صحافي لرئيس مجلس الإدارة عيد العازمي أنها تتابع عن كثب تصريحات المسؤولين بهذا الشأن، محذرة من أن تتم دون مراعاة حقوق الموظفين ودون النظر إلى انعكاساتها وتبعاتها الخطيرة على مستقبلهم.

وقال العازمي :إن «نظرية الخصخصة منظومة اقتصادية واجتماعية وسياسية متكاملة لا يكفي لنجاحها التشريع فقط ويجب أن توازنها ثقافة مجتمعية توفر لها مقومات النجاح»، مؤكدا أنها ستعود بالأثر السلبي على شرائح عديدة من العاملين وخصوصا عند تحويل القطاعات إلى مؤسسة للبريد وهيئة للاتصالات وفي هذه الحالة سيقع الضرر على الموظفين ما سيؤدي إلى إهدار حقوقهم وامتيازاتهم ويجعل مصيرهم غير معلوم .

وأضاف:»الأمر هام جداً وخطير للغاية ويجب توضيحه بكل شفافي قبل اتخاذ القرار الذي لا تحمد عقباه»، لافتا إلى أن من السلبيات المتوقعة انتقال الموظفين إلى أعمال لا تتناسب مع مؤهلاتهم أو خبراتهم،بعدما أمضوا فترة طويلة في خدمة الوزارة. وطالب العازمي وكيل الوزارة بتوضيح الرؤية المستقبلية بشأن الموظفين ومصير المتضررين وأن يكون له الدور الأساسي في الحفاظ على حقوقهم.

وأعلن أن مجلس إدارة النقابة سيطلب خلال الأيام المقبلة لقاء الوزير عيسى الكندري لتوضيح رؤيته ومعرفة مصير الموظفين وما سيترتب على حرمانهم من امتيازاتهم الحالية حتى لا يصابوا بأي أضرار.

من جهتها أوضحت بثينة السبيعي أن مشروع خصخصة خدمات البريد يهدف إلى توفير أفضل الخدمات للمواطن والمقيم بكلفة أقل.وقالت في تصريح صحافي أمس:إن «قيمة الاشتراك في خدمات الانترنت فور انطلاقها كانت تتجاوز 80 دينارا ومع خدمة رديئة لكن بعد تنافس الشركات أصبحت قيمة الاشتراك لا تتجاوز دينارين شهريا وبجودة عالية».

وإذ أكدت أن التنافس بين الشركات أمر إيجابي يجني فوائده المستهلك دائما رأت أن تخوف الناس يعود إلى أن المواطن يعتقد أن من الأفضل له أن يدفع للحكومة بدلا من أن يدفع للشركات.

وفي شأن آخر كشفت السبيعي عن توجه لتعزيز التعاون مع وزارة التربية عبر جملة من المشروعات من بينها ربط المدارس بشبكة واسعة النطاق من «الألياف الضوئية» وآخر لتوفير خدمات الانترنت في المدارس ومباني «التربية» لا سيما ديوانها العام ومناطقها التعليمية. وأعلنت بدء العمل لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع «هواوي الهادف إلى توفير خدمة الهواتف الأرضية في المناطق السكنية الجديدة ومنها منطقتي سعد العبد الله وجابر الأحمد وجميعها تعمل بنظام الفايبر.