خلال سنوات قليلة لن يكون بإمكان الوافد المقيم في السالمية الدخول إلى مستوصف المنطقة أو مستشفى مبارك الكبير، بل سيكون عليه التوجه إلى المستشفى المخصص له في محافظة الفروانية، لكن هل سيجد سريراً؟
في الكويت حالياً، 5 مستشفيات عامة و9 مستشفيات تخصصية و94 مركز رعاية أولية و73 عيادة لأمراض السكر، بطاقة سريرية تصل إلى 6714 سريراً، طبعاً باستثناء مستشفى النفط ووزارة الدفاع، بالإضافة إلى 1041 سريراً في مستشفيات القطاع الخاص، وذلك بحسب آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة والإدارة المركزية للإحصاء.
ومع بدء العد العكسي لإغلاق المستوصفات والمستشفيات الحكوميّة بوجه الوافدين وتخصيصها للمواطنين فقط، بعد انتهاء إجراءات تأسيس وتشكيل مجلس إدارة شركة مستشفيات الضمان الصحي، التي ستتولى بناء ثلاثة مستشفيات مخصصة لعلاج الوافدين، سيكون على أكثر من مليوني وافد بعد إنجاز المشروع التوجه إلى واحد من ثلاثة مواقع لتلقّي العلاج، في الأحمدي أو الجهراء أو الفروانيّة، حيث ستقام المستشفيات الثلاثة.
وسيتزامن انطلاق تشغيل المستشفيات الثلاثة مع إلغاء نظام التأمين الصحي الحالي الحكومي للوافدين، واستبداله بالتأمين لدى شركة مستشفيات الضمان الصحي، بتكلفة تتراوح بين 130 و190 ديناراً سنوياً للشخص الواحد. ويهدف المشروع إلى بناء ثلاثة مستشفيات بتكلفة إجمالية تقدر بمليار دينار.
وستؤسس شركة مستشفيات الضمان الصحي شبكة من 15 مركز رعاية أولية وثلاثة مستشفيات للرعاية الثانوية في ثلاث مناطق كما يلي، الجهراء: تغطي محافظة الجهراء ومناطق محددة من العاصمة، حيث سيتم بناء مستشفى بسعة 240 سريراً وتشمل 3 مراكز رعاية أولية. والفروانية: تغطي محافظتي الفروانية وحولّي وما تبقى من محافظة العاصمة، حيث سيتم بناء مستشفى بسعة 712 سريرا وتشمل 9 مراكز رعاية أولية. والأحمدي: تغطي محافظتي الأحمدي ومبارك الكبير، حيث سيتم بناء مستشفى بسعة 340 سريرا وتشمل 3 مراكز رعاية أولية.
ويشترط المشروع تقديم الخدمات للأجانب المقيمين في البلاد (الوافدين)، ما عدا الأجنبيات المتزوجات من كويتيين وأولاد الكويتيات من أزواج أجانب وعمال المنازل والأجانب العاملين في القطاع الحكومي. وقد اعتمد المشروع أسعاراً لوثائق الضمان الصحي للوافدين الذين سيستفيدون من خدمات هذه المستشفيات والمراكز الصحية بـ 130 ديناراً للفرد في السنة، للسنتين الأولى والثانية، وترتفع تدريجياً إلى 190 ديناراً في السنة التاسعة والسنة العاشرة. كما حددت رسوم الزيارات للمراكز تتراوح بين 2.5 دينار في السنة الأولى لتصل إلى 3.5 دينار في السنة التاسعة.
وهنا لابد من طرح سؤال مشروع، هل سيكفي 712 سريراً لخدمة أكثر من 1.6 مليون وافد يسكنون محافظتي حولي والفروانية؟
بعد 5 سنوات، سيكون هناك 13166 سريراً مخصصة لنحو 1.3 مليون مواطن فقط ونحو 700 ألف وافد، ارتفاعاً من نحو 6714 سريراً مخصصة لنحو 3.9 مليون مواطن ووافد خلال الوقت الحالي، أي بمعدل سرير لكل 72 سريراً لكل 10 آلاف شخص، بينما المعدل الحالي للطاقة السريرية في مستشفيات وزارة الصحة حالياً يقارب 21 سريراً لكل 10 آلاف شخص.
في المقابل، سيكون معدل الطاقة الاستيعابية للوافدين في مستشفيات الضمان الصحي (وفق الأرقام المعلنة لعدد الأسرة في مستشفيات الضمان الصحي) نحو 5.2 سرير لكل 10 آلاف شخص.
ما لايعرفه كثيرون أن السعة السريرية الحالية في الكويت كافية إلى حد بعيد، وإن كان يشوبها شيء من سوء التوزيع، بدليل أن الإشغال حالياً لايتجاوز الـ 60.4 في المئة، ومع زيادة السعة إلى الضعف وانخفاض المستفيدين من النصف قد تنخفض نسبة الإشغال إلى مادون الـ 20 في المئة.
يشار إلى أن متوسط الطاقة السريرية في الدول المتقدمة (دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية- OECD) تبلغ نحو 50 سريراً لكل 10 آلاف شخص، ما يشير إلى أن الكويت ستصبح من أفضل دول العالم من حيث عدد الأسرة إلى المواطنين، لكنها ستواجه ازدحاماً في مستشفيات الوافدين.