بعد فضائح مسؤوليه المتتالية التي تكشفت خلال الفترة الماضية، بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم عهداً جديداً بانتخاب السويسري جاني إنفانتينو رئيساً لـ«فيفا» خلال اجتماع الجمعية العمومية غير العادية التي عُقِدت أمس في زيوريخ، وذلك بعد الخسارة الفادحة التي مُنِي بها معسكر سلمان بن إبراهيم بقيادة أحمد الفهد، والذي كان واثقاً بالفوز إلى درجة جعلته يتخلى عن صوتي الكويت وإندونيسيا المستبعدين. وبات إنفانتينو الرئيس التاسع في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يمتد إلى 112 عاماً، بعد حصوله على 115 صوتاً في الجولة الثانية من التصويت، مقابل 88 صوتاً للبحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم، في حين حصل الأردني الأمير علي بن الحسين على 4 أصوات، ولم ينل الفرنسي جيروم شامباني أي صوت.وفي الجولة الأولى لم يحصل أي من المرشحين الأربعة على ثلثي عدد الأصوات المطلوبة، إذ حصل إنفانتينو على 88 صوتاً، والشيخ سلمان 85، والأمير علي 27، والفرنسي شامباني 7 أصوات.وكان المرشح الخامس للانتخابات الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل أعلن انسحابه لدى إلقاء كلمته الأخيرة المخصصة للمرشحين قبل بدء عملية التصويت مباشرة.وتعكس نتيجة الانتخابات تحالفات اللحظات الأخيرة، خصوصاً بين معسكري الأمير علي بن الحسين وجاني إنفانتينو، لاسيما بعد أن تناثرت أنباء حول اتفاق بينهما على تحويل أصوات كل منهما للآخر في حال الوصول إلى جولة حاسمة وهو ما تحقق بالفعل.وفي حين كان الجميع ينتظر اللجوء إلى مرحلة ثالثة للتصويت، حقق إنفانتينو الأمين العام للاتحاد الأوروبي نتيجة غير متوقعة من الجولة الثانية، ليحل بديلاً للفرنسي رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني الذي تم إيقافه من لجنة الأخلاق والقيم لـ»فيفا» ثماني سنوات.ويبدو أن أحد أبرز وعوده، خلال حملته الانتخابية بمنح الاتحادات الوطنية الأعضاء مبالغ تصل إلى 5 ملايين يورو في فترة ولايته (أربع سنوات) في حال انتخابه، كان له دور كبير في تحول مواقف بعض الدول.وتعد هذه النتيجة خسارة فادحة لمعسكر رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم المدعوم من رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية «أنوك»، ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي عضو اللجنة التنفيذية لـ«فيفا» الشيخ أحمد الفهد، لاسيما أن هذا المعسكر كان على ثقة كبيرة بحسم الانتخابات لمصلحته، بعد حصوله على دعم معلن من الاتحادين الآسيوي والإفريقي لكرة القدم، وأغلبية دول الكانينبول.