دشن نائب وزير الخارجية خالد الجارالله انطلاق نظام «التراسل الإلكتروني» صباح أمس خلال مؤتمر صحافي عقد بمقر الوزارة، موضحا أن وزارة الخارجية وبتوجيهات مباشرة من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد والتي حرص فيها على ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، أطلقت نظام التراسل الإلكتروني الجديد والذي سيمثل نقلة نوعية في طبيعة عمل الوزارة داخليا وفي تواصلها مع البعثات الديبلوماسية الكويتية العاملة في الخارج، مؤكدا أنه مع هذا النظام الجديد ستودع وزارة الخارجية العمل الورقي تماما.
وأضاف أن وزارة الخارجية هي أول جهة حكومية تطبق هذا النظام الجديد، وتطرق لأهم مزاياه المتمثلة بتوفير نظام تراسل واتصال صوتي ومرئي بسرعات عالية ودرجة أمان كبيرة جدا يستحيل معها اختراقه أو تسريب المعلومات الخاصة بالوزارة، كما أن النظام يوفر إمكانية متابعة القرارات والتعليمات الصادرة من وزارة الخارجية إلى البعثات الديبلوماسية، وكذلك يوفر ميزة أرشفة المراسلات ثم استرجاعها في أي وقت بكل سهولة وسرعة فائقة، وهي أمور مهمة جدا في عمل الخارجية وتوفر الكثير من الوقت وتمكن من سرعة اتخاذ القرارات ومتابعة الأعمال.
وأكد الجارالله أن هذا الانجاز يقف خلفه كوادر وطنية من العاملين بوزارة الخارجية وفنييها، بالتعاون مع شركات عالمية ذات كفاءة وقدرة في هذا المجال.
وتطرق كذلك لمميزات نظام الاتصالات الجديد بنوعيه الصوتي والمرئي، موضحا أن الاتصالات تتم بنظام الألياف الضوئية التي تمتاز بالسرعة الفائقة وقدرتها على نقل كمية كبيرة من البيانات، الأمر الذي يجعل من الاتصالات ذات قدرات كبيرة من نقاوة الصوت ووضوحه، كما يوفر نظام الاتصال المرئي ميزة تواصل وزارة الخارجية مع بعثاتها الديبلوماسية في بث حي ومباشر ومستمر، وهذه نقلة نوعية ستمكن قيادات الوزارة من عقد اجتماعات تصل لثلاثين شخصا بالصوت والصورة والبث المباشر والحي عن بعد دون الحاجة لعودتهم للكويت والاجتماع شخصيا.
وذكر الجارالله أن «الخارجية» باشرت بتطبيق نظام التراسل الإلكتروني الجديد وأنه أثبت نجاحه فعلا ومكن جميع العاملين في الوزارة والبعثات الديبلوماسية من الاستفادة من القدرات الكبيرة والمميزات المهمة لهذا النظام في تنفيذ المهام، مضيفا أن الوزارة لن تقف عند هذا الحد وأنها مستمرة بمتابعة التطورات الحاصلة في العالم ولن تتأخر عن تطوير عملها بما يواكب التقدم العالمي.
كما شدد على مسألة أمن المعلومات الخاصة بوزارة الخارجية والتي يوفرها نظام التراسل الجديد، مؤكدا أنه في السابق كنا نعاني من تسرب بعض الوثائق وأحيانا لا نتمكن من معرفة الشخص الذي سربها، في حين أنه مع النظام الجديد يستحيل حدوث ذلك، وفي حال تم تسريب أي معلومة فإن النظام يمكننا من تحديد الجهة أو المستخدم الذي قام بتسريب هذه المعلومة بدقة.
وفي رده على سؤال «الأنباء» حول تطبيق النظام الجديد إن كان مقتصرا على مراسلات وزارة الخارجية والبعثات الديبلوماسية في الخارج أم أنه مطبق كذلك على مستوى إدارات الوزارة أيضا، أكد الجارالله أن النظام مطبق في عموم مرافق الوزارة، ما يعني توديع المعاملات الورقية في جميع إدارات وزارة الخارجية تماما.
كما أجاب عن سؤال «الأنباء» حول اجراءات وزارة الخارجية في حال انقطاع الإنترنت وهل هناك بدائل، أكد الجارالله أن نظام التراسل الإلكتروني الجديد لا علاقة له بالإنترنت ولا يعتمد عليه اطلاقا، وإنما يتم من خلال شبكة اتصال خاصة بالوزارة وهي شبكة آمنة وسريعة جدا.
وحول تكلفة المشروع، أكد الجارالله أن التكلفة «معقولة» وأن انجاز المشروع بجهود شباب الوزارة وفنييها ساهم في تخفيض التكلفة، وأثنى على فريق العمل وشد على يد شباب الكويت العاملين في وزارة الخارجية.