نشرت الصحافة المحلية خبراً عن استقبال حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أعضاء «لجنة السياسات والتنمية الإدارية بالمجلس الأعلى للتخطيط»، حيث قدّموا لسموه شرحاً حول مشروع استغلال الجزر الكويتية الشرقية الحرة، وهي «بوبيان وفيلكا ووربة ومسكان وعوهة»، لتكون بوابة اقتصادية وثقافية للكويت، تحقيقاً للرغبة السامية لصاحب السمو الأمير بتحويل الكويت إلى «مركز مالي وتجاري» وتفعيل الرؤية التنموية للدولة.
لقد انتظرنا نحن - المواطنين - سنوات طويلة لتقوم إحدى الجهات الحكومية بتقديم مقترح لمثل هذا المشروع الاقتصادي الرائع، والذي سيكون مصدر دخل وطنياً للدولة إلى جانب النفط. إن ترك هذه الجزر سابقاً خالية من الإنشاءات ومجافية للعمران كان خطأ جسيماً طوال تلك السنوات، لأنها تعتبر ثروة وطنية مهمة، وبالإمكان الآن، وبعد إعمارها وتشييد المباني الحديثة والمنشآت المتنوعة بها، اعتبارها مركزاً مالياً وتجارياً للدولة، وذلك من خلال تشييد المنتجعات السياحية على شواطئها، وتمتد لداخل البحر، وكذلك المجمعات التجارية بها، وتوفير مدن ترفيهية بها على غرار «ديزني لاند» في فرنسا، بالإضافة إلى بناء المتاحف، ومنها المتحف الوطني الذي يتضمن الوثائق التاريخية لنشأة دولة الكويت خلال تاريخها الممتد منذ أكثر من 3 قرون، وذلك بالإضافة إلى أنواع السفن القديمة ومنتجات الصناعات اليدوية والأدوات المستخدمة في الغوص على اللؤلؤ ومتحف عن فترة الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت وصور الدمار وحرائق النفط والشهداء ومتحف عن نشأة التعليم في دولة الكويت، وكذلك إنشاء متحف التاريخ الطبيعي الذي يوثق البيئة الكويتية (بحراً وبراً)، ومكوناتها الحية وغير الحية وكذلك إنشاء مكتبة على غرار «مكتبة الكونغرس» لعرض الكتب والأبحاث العلمية المنجزة عن دولة الكويت وتاريخها ومكوناتها البيئية، وإنشاء متحف الأنثروبولوجيا والفن الشعبي. كما أنه بالإمكان افتتاح أفرع من متاحف عالمية، مثل متحف اللوفر بفرنسا ومتحف فان غوخ بهولندا ومتحف طوكيو الوطني باليابان وغيرها. ويتم توزيع هذه المتاحف على الجزر الخمس.
ولقد صادفت موافقة ودعم حضرة صاحب السمو الأمير للمشروع الاحتفال بمراسم رفع العلم وحلول الذكرى العاشرة لتقلد سموه حفظه الله للحكم، وبهذا تتواصل أعياد يناير مع أعياد فبراير، فهذه السنة ستكون أعياد الكويت ممتدة شهرين تحت قيادة أميرنا حفظه الله قائدنا نحو التنمية والإعمار.

أ.د. بهيجة بهبهاني