إذا الكويت ظالمة للوافدين، فلماذا يحضرون أبناءهم وأحفادهم للعمل في الكويت؟ زادت في الفترة الاخيرة الاشاعات العربية والادعاءات العالمية عن سوء وضع العمالة الوافدة بدول مجلس التعاون الخليجي. ونعتقد، بل نؤكد، ان مصدرها واحد، وهم الحاقدون على النعيم والرفاهية التي تعيشها شعوب منطقتنا، لذا كثر توافد العمالة الوافدة اليها هرباً من ضيق اليد وجحيم الحياة في بلادهم. وتعتبر زيادة معدلات نمو السكان في دول مجلس التعاون ـــ وفق بعض الدراسات ـــ من أعلى معدلات دول العالم، ما تسبب في زيادة الضغوط على البنى التحتية وعلى الخدمات الحكومية التي لا تنمو بصورة تتناسب والزيادة في عدد السكان. ووفقاً للدراسات، فإن قدوم العمالة الوافدة الى منطقة الخليج العربي بدأ في وقت النهضة الاقتصادية، التي بدأت مع ظهور الثروة النفطية في فترة السبعينات، حيث كان عدد السكان في دول الخليج العربي قليلا، وكانت لا توجد لديهم معرفة للمشاركة في مشروعات التنمية، مثل الوظائف في حقول النفط او تحلية المياه او في مجال الطاقة، بالاضافة الى بعض الوظائف التي لا يرغب ان يعمل بها الخليجي، مثل اعمال الصيد البحري والزراعة ورعاية الحيوانات والعمل كسائق او عامل بالمساكن وجمع القمامة. ولهذا احتلت العمالة الوافدة المدربة معظم فرص العمل المتوافرة في مختلف مجالات الأعمال، وأدت زيادة اعداد الوافدين مع زيادة التطور والاعمار بدول المنطقة، الى حدوث الضغط على كل انواع الخدمات المتوافرة، وبخاصة الخدمات الصحية، التي تتوافر للوافدين نظير مبالغ زهيدة، والى زيادة الحمل على الكهرباء والمياه، وكذلك تسببت الزيادة في عدد العمالة الوافدة الى حدوث ازمة مرورية وازدحام هائل وزيادة مصادر وكمية التلوث، نظرا الى زيادة اعداد المركبات الخاصة وسيارات النقل الجماعي والنفايات. والامر الأهم والأخطر هو تسبب هذه العمالة في حدوث البطالة للمواطنين، وبخاصة في الشركات، التي تفضلهم على المواطنين، لان رواتبهم اقل، ورغم ذلك فانها اكثر بكثير من رواتبهم في بلادهم.. اما رواتب ومميزات الوافدين في مجال النفط فحدث ولا حرج! فهي تبلغ آلاف الدنانير التي يحلم بها الخليجي! واذا الكويت ظالمة للوافدين فلماذا يحضرون أبناءهم وأحفادهم للعمل في الكويت؟ وعاشت الكويت، رغم أنف الحاسدين. ا.د. بهيجة بهبهاني