* الغريب: بعت أرض زوجتي لأدفع للكفيل 1600 دينار وظللت سبعة أشهر بلا عمل
* سيد: خطيبتي شجعتني على المجيء للكويت للإسراع بإتمام زواجنا والآن أصبحت عالقاً ومديوناً
* خيري: راتبي 120 ديناراً ولا أستطيع رؤية أبنائي إلا كل أربع سنوات في ظل الضيف المادي
* بلال: دفعت 1300 دينار لدخول الكويت وأدفع 400 دينار لتجديد الإقامة وأنتظر بفارغ الصبر تسديد ديوني والمغادرة نهائياً
* أبو كيرلس: قبل الحضور للكويت كنا نعتقد أنها الجنة والحقيقة أننا لانجد عملاً إلا بشق الأنفس
* فودة: الكفيل طلب 550 ديناراً لتجديد الإقامة والآن أصبحت مخالفاً ولا أستطيع الاستمرار في العلاج بالمستشفي
* إمام: شقيقي مات فور سقوطه من السقالة والشركة التي على كفالتها أبلغت عنه تغيبا لتبرئ نفسها
* البارون: العمالة الهامشية قنبلة موقوتة فشعورهم بالظلم قد يحولهم إلى مجرمين ولابد من معاقبة تجار الإقامات
* الغانم: العمالة الوافدة تعيش حياة بائسة ولابد من إقرار الحقوق الآدمية فهم بشر
* العتيبي: رصدنا انتهاكات مستمرة متزايدة بصورة مبالغ فيها في السنوات الأخيرة
تشكل نسبة عمالة التشييد البناء في الكويت 35 في المئة من اجمالى العمالة العربية ونحو 62.11 في المئة من نسبة العمالة الآسيوية ويبلغ اجمالى عمالة التشييد والبناء في الكويت حتى 30 يونيو الماضي وفقا لاحصاءات الإدارة المركزية للاحصاء 186 الفاً و 87 عاملاً من عموم العمالة الوافدة في الكويت وتعتبر تلك النسبة العامة بنحو 17.13 في المئة من اجمالى العمالة الوافدة في البلاد وترصد السياسة المعاناة اليومية وحياة تلك العمالة المملوءة بالمآسى والقصص الحزينة التي تموج بها حياة كل عامل يعيش في المساكن العزابية في خيطان والحساوي والفروانية وغيرها من المناطق التي تسكنها العمالة الفقيرة التي تعمل في البناء.
واوضح عدد من العمال في لقاءات متفرقة ان كل احلامهم ان يعيشوا فقط دون ضغوط الكفلاء الذين يطلبون منهم دفع مبالغ خيالية سنويا من اجل تجديد الاقامات .
وأعربوا عن اسفهم للسكن الذى يعيشون به حيث لاتوجد نظافة فضلاعن ضيق الغرف وازدحامها حيث تبلغ مساحة الغرفة الواحدة مترين لا ثلاثة أمتار ويعيش بها مالايقل عن ستة من البشر.
وفي المقابل اكدت جهات حقوقية ونفسية أن ما تعيشه تلك العمالة يفتقر لأبسط حقوق الانسان ويعد وصحة عار في جبين الكويت.
وفي ما يلي التفاصيل:
يقول الوافد عادل الغريب: إنه دفع 1600دينار للوسيط ليوصلها للكفيل قبل وصوله الكويت مفيدا انه باع قيراط ارض تملكه زوجته من اجل دفع هذا المبلغ في حين أنه عندما دخل البلاد ظل اكثر من سبعة اشهر دون عمل وظل اقاربه الذين يعملون في المعمار ايضا يدفعون له مصاريف الاكل والايجار ذاكرا انه يسكن بخمسة وثلاثين ديناراً ويعيش في غرفة مع خمسة من ابناء بلده في حين انه حاصل على دبلوم صنايع وكان يأمل ان يعمل كسائق او موظف ولكنه عندما فشل في الحصول على عمل مناسب لم يجد امامه سوى العمل في المقاولات.
ولفت ايهاب سيد إلى انه كشاب ترك حلم الزواج في موطنه واشترى بالمبلغ الذي جاء به للكويت فيزا حرة موضحا ان خطيبته شجعته على السفر ولكنه لم يجد العمل منذ عام تقريبا مفيدا انه لايستطيع العودة الى موطنه الان حتى يعوض المبلغ الذي دفعه لافتا الى انه كشاب يشعربمرارة العزاب الذين هم في سن الزواج ولكن ماذا يفعل?! لافتا الى انه يرفض ان يذهب لبيوت الدعارة في جليب الشيوخ حيث يتم دفع ثلاثة دنانير من اجل المتعة الحرام فهو كشاب متدين يحاول كبت مابداخله مستعيناً بمشاهدة القنوات الاسلامية.
ويقول محمد خيرى انه يعمل في شركة مقاولات ويحصل على راتب شهري 120ديناراً ولايستطيع ان يذهب لرؤية اولاده الا كل اربع سنوات نظرا لضيق ذات اليد ويضطر لدفع مبالغ مالية كبيرة كل عام من اجل تجديد الاقامة مفيدا بانه عندما يشاهد اي وافد يسير مع زوجته واولاده تنتابه علامات الحسد لهذا الوافد
ويرى الوافد صالح بلال انه دفع 1300دينار مقابل دخوله الكويت موضحا ان الكفيل كل عام يحصل على 400دينار من اجل التجديد السنوى للاقامة موضحا انلايزال يسدد المبالغ التي استدانها من اجل دفع ال1300دينار وينتظر تسديدها لترك الكويت اليوم قبل غد مشيرا الى ان الحياة هنا ليست جنة كما يظنها الكثيرون حيث جاء من اجل ان يساعد في علاج ابنه المريض بالسرطان الذي يكلفه الكثير كل شهر .
ويوضح جمال عبدالوهاب انه يجوب شبرة الخضار في خيطان بعد التاسعة مساء كل يوم يفتش في القمامة من اجل ان يجد مايأكله حتى ولو كانت فاكهة تالفة لانه لايعمل وسئم ان يعيش عالة على اصدقائه وصحته لاتمكنه من العمل في مجال البناء كما انه تعرض قبل فترة لعارض صحى ولم يجد ديناراً ليذهب للمستوصف لافتا الى ان اصدقاءه الذين يعيشون معه في السكن يشكل الدينار لهم اهمية كبرى نظرا لان الواحد منهم يحصل على اربعة دنانير مقابل العمل في المعمار منذ الصباح الباكر حتى الخامسة عصرا.
ويقول المواطن حمادة محمد ان صديقه تعرض للنصب حيث دفع 900دينار من اجل ان يخرج اذن عمل لابنه ثم تبين له بعد دفع هذا المبلغ للوسيط أن الأمر كله نصب في نصب الى انه يعمل في المعمار متحملا ظروف الطقس في الصيف والشتاء كما ان الغرفة التي يسكن بها تفتقد لابسط الاحتياجات الادمية مشيرا الى ان هناك تكدساً في الغرفة فضلا عن غرف الكهرباء المكشوفة التي يمكن ان تصعق اي وافد.
ويرى ابو كيرلس ان الوافد قبل حضوره الكويت يظن انها الجنة وعندما يأتى يجد الدنيا مختلفة تماما فلا يجد عملاً الابشق الانفس ويفاجأ انه تعرض لعملية نصب واضحة نتيجة الشركات الوهمية التي اكدت له انه سيعمل ويحصل على راتب محترم وعندما يدخل البلاد لايجد الاربه.
واشار الى ان هناك الاف من الوافدين يتحملون ويعملون تحت الشمس الحارقة او في صقيع الشتاء من اجل ادخار 500دينار سنويا لدفعها للكفيل من اجل تجديد الاقامة.
واوضح عبدالناصر فودة انه مخالف لقانون الاقامة نظرا لان الكفيل طلب منه 550ديناراً من اجل التجديد السنوى للاقامة وعندما دبرله 400دينار رفض الكفيل استلامهم في حين انه يعاني من مرض في القلب اصيب به نتيجة عمله في البناء ولن يستطيع استكمال علاجه في المستشفى بسبب مخالفته قانون الاقامة, ونبه إلى ان اسرته في موطنه تعاني الامرين ولايفهمون مدى المعاناة التي اعيشها هنا في الكويت.
ويذكر وائل امام ان شقيقه تعرض للسقوط من على السقالة ومات فورا ولكنه لم يحصل على اي حقوق على الاطلاق لانه على شركة وهمية وعقب على هذه الشركة بنبأ وفاته سجلت بحقه شكوى تغيب على الفور حتى لايتمكن من الحصول على اى مستحقات فحياة عمال البناء في الكويت لاتخلو من المآسى اليومية.
ويعرض ابوعلي جملة مشاكل اهمها معاناة الكثير من الوافدين الذين لايجدون العمل فضلا عن عدم النظافة حول سكن العزاب مشيرا الى انه يسكن بخيطان على شارع رئيسي ومع هذا مقابل غرفته بالوعات الصرف الصحي المفتوحة على مصراعيها والمياة الطافحة حولها فضلا عن عرافج القمامة التي تضح بالقمامة ذات الرائحة الكريهة وكره يوم اجازته من العمل بسبب عدم نظافة المكان الذي يسكن به.
ومن جانبه يقول رئيس مكتب العمالة الوافدة باتحاد عمال الكويت عبدالرحمن الغانم: إن الحل الوحيد لانهاء معاناة العمالة الوافدة هو الاتجاه الحقيقي والفعلي لالغاء نظام الكفيل الذي يعد احدالانتهاكات الصارخة للعمالة الوافدة في البلاد فالوافد الذي يعمل في المعمار او غير ومن الاعمال الاخرى يتعرض للابتزاز من الشركات الوهمية التي تتاجر بالبشر.
وذكر الغانم ان الكويت ينبغي ان يكون فيها تلك الانتهاكات لان المواطنين لم يجبلوا على ذلك ولكن جشع تجار الاقامات فاق كل الحدود مطالبا بضرورة محاسبة تلك الشركات قبل محاسبة العمالة الهامشية لان العامل قبل دخوله الكويت يظن انه سيجني الاموال ويتحول من الفقر الى الثراء في غضون سنوات قصيرة.
واشار الغانم الحياة الصعبة التي تعيشها العمالة الوافدة في مساكن العمال في جليب الشيوخ وخيطان والاحمدي حياة بائسة تمام تتطلب اتخاذ اجراءات لان هؤلاء بشر لهم حقوق ادمية وهذا الامر يتطلب كذلك ان تتجه منظمات حقوق الانسان لنجدتهم من الاوضاع المأساوية التي يعيشونها.
ويؤكد مدير مركز التدريب والتطوير في الجمعية الكويتية لحقوق الانسان المحامي محمد ذعار العتيبي ان العمالة المهاجرة في الكويت تتعرض للكثير من الانتهاكات المستمرة والتي زادت وبصورة مبالغ فيها في السنوات الاخيرة لعدم اتخاذ اجراءات صارمة بحق الشركات التي تبيع الوهم لتلك العمالة.
وبين العتيبي أن الجمعية الكويتية لحقوق الانسان تمكنت من رصد الكثير من الانتهاكات عن طريق الشكاوى التي تتلقاها من الوافدين او من خلال عمليات البحث وفرق الرصد التابعة للجمعية ومن بين الانتهاكات التي تتعرض لها العمالة الوافدة الابعاد الادارى وكذلك بلاغ التغيب الكيدي وهناك الكثير من الممارسات التي تخالف القوانين الكويتية والمواثيق والمعاهدات الدولية بحق العمالة المهاجرة مما يستدعي ضرورة القضاء على مشاكل تلك العمالة مع اتخاذ كل الاجراءات ليعيش هؤلاء حياة كريمة في مساكنهم بما يحفظ حقوقهم الانسانية.
ويرى استاذ علم النفس في جامعة الكويت د.خضر البارون ان العمالة الوافدة التي لاتجد العمل وهى مايطلق عليها بالعمالة الهامشية يمكن ان تتحول الى كارثة كبرى لان الانسان عندما يتم النصب عليه ولايجد قوت يومه فانه من الممكن ان يتحول إلى مجرم بين يوم وليلة مشددا على اهمية ملاحقة تجار الاقامات الذين يقتاتون على حساب الفقراء مشيرا الى ان العامل عندما يعيش حياة كريمة في مسكنه وعمله فان انتاجيته ستزداد ولكن عندما لايجد ذلك فأنه سوف يعيش في حالة اكتئاب وقد يتحول هذا العامل الى تاجر مخدرات او يسطو على المارة بالقوة ومن ثم يجب توفير كل سبل العيش الآدمي لهذه العمالة.