في قضية تعد الأولى من نوعها في الكويت والخليج العربي، ومتهم بها طفل صغير لم يتجاوز 8 سنوات بالتحرش وهتك العرض، أيَّدت محكمة الاستئناف برئاسة المستشار هاني الحمدان حكم محكمة أول درجة، القاضي ببراءة أصغر متهم في تاريخ الكويت، الذي لم يتجاوز 8 سنوات عن جريمة هتك عرض معلمته، من خلال التحرّش بها.


وأحالت النيابة العامة الطفل المتهم إلى محكمة الجنايات بتهمة التحرش بمعلمته المجني عليها بالحيلة؛ بأن قام بعمل حركة تخدش الحياء، وهي تقوم بالكتابة للطلبة ومراجعة كراساتهم، مما يعد جريمة هتك عرض. وطالبت المعلمة الوافدة المجني عليها بإيقاع أقصى عقوبة على الطالب، وفي نفس الوقت تطبيق قانون الأحداث.


وكانت محكمة أول درجة قد أخذت بدفاع المتهم المحامية مريم قبازرد، والتي دافعت عن موكلها؛ باعتبار أن الاتهام تحوطه ظلال كثيفة من الشك والريبة، وأن المتهم أنكر الاتهام المنسوب إليه منذ فجر التحقيقات، وأن أقوال المجني عليها جاءت فاقدة لسندها القانوني ومخالفة للعقل والمنطق.
وقد أكدت تحريات المباحث عدم قيام الطفل المتهم بالواقعة، فضلاً عن أن تقرير الباحث الاجتماعي لدار رعاية الأحداث، قد أكد أن الطفل لا يفهم ولا يعي الاتهام المنسوب إليه، ولا يعرف معنى هتك العرض، ولا يعرف معنى التحرش الجنسي الذي نسبته إليه معلمته.


وفي الوقت الذي قضت به محكمة الجنايات ببراءة أصغر متهم في تاريخ القضاء الكويتي، أيّدت محكمة الاستئناف الحكم المستأنف ببراءة الطفل للمرة الثانية.


وثمّنت المحامية مريم قبازرد، بصفتها وكيلة عن الطفل المتهم، حكم البراءة لموكلها، قائلة: «نشيد بالقضاء العادل، الذي أعاد إلى الطفل ثقته في نفسه، بعد الهزّة السيئة التي تركتها له معلمته في نفسه».