لم تستطع أن تغفو تلك الليلة، فقد كان ابنها في حالة غير طبيعية، هي أمه ولا يمكن أن تخطئ في إحساسها بابنها، لم يكن ذلك الولد ذو الأعوام الثمانية الممتلئ حيوية وفرح الذي خرج من المنزل قبل ساعتين، لقد عاد إلى البيت وكأنه طفل آخر، بل وكأنه فقد طفولته وحل شئ غامض في عينيه بدل لمعة البراءة التي كانت، كان خوف مع ألم، ولكنه أكد لها أن لا شئ حدث، وأنه طبيعي ثم دخل إلى غرفته ولم يخرج وعندما دخلت إليه ادعى النوم حتى لا يحادثها.
بكاء وحيرة
بعد منتصف الليل غادرت سريرها إلى غرفة ولدها، وقبل أن تدخل سمعت صوت بكاء مرير يصدر عن ولدها، وعندما دخلت رأته منكمشاً على نفسه تحت الغطاء، وكان يرتجف لدرجة أن الغطاء يهتز بصورة واضحة، ركضت إلى ولدها بسرعة وكشفت الغطاء عنه، وما إن رآها حتى ارتمى في حضنها وازداد صوت بكائه ارتفاعاً.
تركت صغيرها يبكي ولم تحاول أن توقفه، وما إن أحست أنه عويله بدأ يهدأ حتى مسحت دموعه وأخبرته أنها ومنذ لحظة دخوله المنزل عرفت أن أمراً كبيراً حدث له، وقالت له إنها أمه وإنها قوية كفاية لتحميه، كما أنها لن تسمح لأحد بأذيته.
عاد الارتياح إلى وجه الصغير، وبدأ يحدث أمه بما حدث، قال لها إنه كان يلعب الكرة مع صديقه الذي يساويه بالعمر وابن عم صديقه الذي يبلغ السادسة عشرة من عمره، وبعد الانتهاء اقترح الفتى الأكبر سناً أن يذهبوا جميعاً إلى منزله للراحة بعد اللعب، وعندما وصلوا أخذهم إلى غرفته في الطابق العلوي من المنزل، ثم أخذ يعلق على ابن عمه، صديق الفتى، ويقول له إن له رائحة كريهة من كثرة التعرق وأن عليه دخول الحمام والاغتسال، وأصر على ذلك، فما كان من صديق الفتى إلا الرضوخ لابن عمه الأكبر سناً والدخول للاستحمام.عند ذلك اقترب الفتى الأكبر من الصغير، صديق ابن عمه، وصار يتحرش به، ثم طلب منه النوم على بطنه، ولما رفض أخبره أن لديه في الغرفة سلاحاً وسوف يقتله إن لم يرضخ له، فاضطر الفتى للرضوخ ليقوم ذلك الشاب بانتهاك عرضه. 
ألم كان الصغير يرتجف من الخوف وهو يخبر أمه بأنه يشعر بالألم في جسده جراء الاعتداء، وكانت هي أيضاً ترتجف إشفاقاً على صغيرها مما حدث له، وأيضاً لشعورها بالمسؤولية إن تركت ابنها دون حماية حتى تمكن ذلك الشاب الصغير منه، ولكنها تمالكت نفسها وأخذت تؤكد لابنها أنه شجاع بأن أخبرها بما حدث معه ولم يخف من التهديد، وكانت تحتضنه وتقول له إنها فخورة به وبشجاعته، وأنه لم يخطئ، ولم تحاول أبداً تأنيبه رغم أنها سبق أن حذرته من اللعب مع أشخاص أكبر منه سناً، ولم تنم الأم تلك الليلة بانتظار طلوع الشمس لكي تذهب للإبلاغ عن الواقعة.   وفي مكتب نيابة الأسرة، أكدت وكيلة النيابة للأم إعجابها بردة فعلها، وأمرت بالقبض على الفاعل، وتم إحالته لمحكمة الجنايات وحُكم بإيداعه بمركز الرعاية المختص بالأحداث.