لأول مرة لاتخالف مباريات الأهلي والزمالك التوقعات والأمنيات, ولأول مرة نري هذه القناعة من الجانبين بالتعادل السلبي الذي حدث في القمة104, فكلاهما لعب خائفا من الخسارة, وأمام ذلك ماذا ننتظر نحن من مباراة مرتعشة بلا نجوم؟!
ماحدث نتاج طبيعي لما جري في ساحة كرة القدم خلال مباراة غاب عنها النجوم القادرة علي صنع هجمات وتسجيل أهداف واختلف شكل الصراع فيها وحدوده داخل الملعب عن كثير من مباريات القمة السابقة, ليكشف سر التعادل.. وكيف جاء.. ولماذا جاء؟!.. انه السر الذي أثبته تشكيل البداية مؤكدا رؤية المدربين للمباراة, فكلا الحسامين لم يكن يفكر في المكسب, ولكن كان يخشي الخسارة؟!
لقد جاء هذا التعادل بعد أن اقتصر الصراع بين لاعبي الفريقين علي مساحة50 مترا مركزها خط وسط الملعب, فلم يصل إلي تهديد المرميين بصورة مستمرة أو بإنفرادات صريحة, إلي جانب الخلل في الأداء الجماعي للفريقين وغياب الحلول الهجومية بالجمل التكتيكية غير التقليدية, تلك الجمل التي يخترق بها كل منهما أمام صندوق المنافس وبلغ الأمر درجة أن التسديد من بعيد لم يأت أيضا ولهذا جاء التعادل!!
كان عقل حسام البدري حاضرا في المباراة, حين استغل اصابة الصفتي وتغييره اضطراريا ليدفع بمهاجم ثان هو محمد طلعت ويغير طريقة لعبه عائدا إلي2/4/4, محاولا البحث عن أفضل طريقة للدفاع وهي الهجوم بعد أن وجد الزمالك الأفضل انتشارا خلال الشوط الأول, وهذا ما جعل الشوط الثاني أهلاويا بدرجة اعلي في لحظات اختفي فيها شيكابالا واذا كنت تحب كرة القدم, فسوف تجد انه لأمر جميل أن تري عقل المدرب داخل الملعب, يحرك لاعبيه ويغير مواقعهم, ومراكزهم وواجباتهم كما حاول البدري, ويبقي المهم أن يملك الأدوات القادرة علي التنفيذ!! وللأسف لم تكن موجودة!
الزمالك لعب مندفعا بحماس مدربه حسام حسن الذي يحاول تعديل مسار الفريق, وهذا التعادل يعد مكسبا بالنسبة له, فإذا كان الأهلي يعاني غياب النجوم, فالزمالك يعاني ماهو أبعد من ذلك وهو غياب الثقة, لذلك كان يفكر بمنطق اذا لم تكسب.. فيكفي أن تخرج متعادلا في هذه المرحلة الحرجة, وكان يتجه للتغيير حين تدفعه الظروف إلي الحفاظ علي الكيان والروح حتي لاتأتي رياح من الماضي فجأة مثل الإعصار في لحظات الصمت!
لايستطيع أحد انكار أن الكفتين كانتا متساويتين في الشوط الأول, ولاحت للزمالك فرصة من انفراد لـميدو وعاد لها الأهلي بفرصة مماثلة علي رأس أحمد شكري تلك الموهبة الصاعدة التي ينتظرها مستقبل واعد, وفي الشوط الثاني كانت لميدو أيضا فرصتان أحداهما تسديدة قوية لكرة ثابتة مثلما كان لاحمد حسن وأحمد بلال ولكن اذا لم يسجل ميدو وبلال من هذه الكرات التي لاحت لهما, فمتي يسجلان؟!
لقد ظهر الأهلي بأفضلية في الشوط الثاني بفارق اللياقة البدنية وبفارق جماعية الأداء, فيما غاب الانتشار وظهر التراجع والعشوائية عند الزمالك بإنهاك شيكابالا, وخروج حازم امام الذي لم يكن عنصرا هجوميا مساعدا علي الاطلاق وتوقف أمام سيد معوض, أما عبدالشافي فلم يكن موجودا, وتاه ميدو كثيرا بين الدفاع والهجوم واحتار امام وائل جمعة الذي مازال أفضل مدافع في مصر, أي أنه لم تكن هناك عناصر مساعده للهجوم في الفريقين, تلك العناصر التي تجري ذهابا وايابا بجوار الخطوط وترسل كرات عرضية عالية وأرضية.
انه التعادل العادل بالفعل الذي انتظره الجميع وتوقعه الكثيرون في ظل ظروف الفريقين وجعل المباراة لاتستحق الحديث أكثر من ذلك ولعل الفائز من هذا التعادل معنويا هو الزمالك وحسام حسن علي أمل أن تسقط معه من الفريق الأبيض عادات قديمة ويكون بداية لانفراجة وطريق جديد!