البر ليس آمنا.. هكذا باختصار نستطيع أن نصف الحال في هذه البقعة من أرض الكويت، فبعد أن هطلت الأمطار واستبشر المواطنون بموسم ربيعي ونسيم عليل، يعوضون فيه أيام الصيف الحارة والتي وصلت الى ستين درجة مئوية، وينتشرون في ربوع البر، يشتمون رائحة النباتات والأزهار الربيعية وإذا بكائنات غريبة جدا تطل على أطفالنا وعلينا بين الحين والآخر تعكر عليهم صفو التخييم والاستمتاع بالبر وجمال أجوائه، وينشر الرعب بين الكبير والصغير، ورغم صغر حجمه إلا أن أشد الرجال شجاعة يعجز عن مواجهته، فمن يقترب منه محاولاً لمسه فقط سيكون الموت مصيره الذي لا مفر منه.. هذه ليست أسطورة بل حقيقة واقعة تتمثل في ذلك اللغم المزروع بأنامل الحقد أثناء الغزو الغاشم، فالباحث عن أجواء هادئة ومفعمة بالنسيم العليل ولقاء أسري سعيد يلم شمل العائلة في بر بلادنا سيجني أشواك الموت أو العجز الجسدي على أقل تقدير إذا صادف أحد هذا الزرع الشيطاني، وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها الحكومات المتلاحقة في تنظيف البلاد وضخ ملايين الدنانير لتنظيف بر الكويت من تلك الألغام وعلى مدى سنوات متعددة وخاصة بعد تحرير الكويت من براثن الغزو، إلا أن بعض خرائط الألغام لم يحصل عليها المختصون في البحث عن الألغام وظلت هاجسا يقلق راحة أهل الكويت الى الأبد. إن النظام العراقي البائد زرع ألغاما تفوق عدد سكان الكويت وسجلت مستشفياتنا إحصائيات حملت أعدادا من الضحايا بالجملة للألغام وارتفع عدد المعاقين بسبب تقطع أجزاء من أجسادهم، إضافة الى وجود تقصير في عملية التمشيط، فالألغام نشاهدها في البر بكل وضوح بأحجام مختلفة وتقوم وزارة الداخلية باستقبال كافة البلاغات المتعلقة في العثور عليها، إلا أنها بشكل عام تصيب المدنيين والأطفال أكثر من العسكريين في النزاعات والحروب.لذلك نلتمس من المواطنين والمقيمين أن يكونوا على حذر مستمر وان يسيروا على الطرق المعبدة في البر والإبلاغ عن أي جسم غريب للتعامل معه من قبل الجهات المختصة التي لا تألو جهدا في التخلص من تلك الآفة الخطرة التي ظل ذكرها متعلقا بغزو بلادنا ليظل كل لغم يحكي لأجيالنا قصة وسبب وجوده في أرض الأمن والأمان. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه تحت ظل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولى عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد.