قال أنس الفقى، وزير الإعلام السابق، إنه بعد إعلان السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية أمس تنحى الرئيس مبارك استشعرت أن المرحلة القادمة سوف تشهد تشكيلاً وزارياً جديداً وقد تكون هناك حكومة عسكرية وسيعاد النظر فى تشكيل الحكومة الحالية، وشعرت بأن المرحلة القادمة سوف تتطلب توجيهات معينة وقيادة مختلفة، ومن الواجب أن أضع استقالتى للدكتور أحمد شفيق، رئيس مجلس الوزراء، الذى كان لديه سعة صدر كبيرة جداً معى، ولكننى شرحت موقفى له وإننى لم أقدر أن أتلون أو أغير موقفى أو أكون على خط ما كنت أسير عليه من قبل أن أترك ما كنت عليه من قبل والأفضل أن أستقيل من الوزارة.
وأضاف الفقى، خلال مداخلة تليفونية لبرنامج "مصر النهارده" مساء اليوم، أن التشكيل الحكومى الأخير كان فى الوقت الذى كانت المظاهرات قائمة وكان ماسبيرو محاصر بالدبابات، وأنا منذ فترة كبيرة لو أتيحت لى الفرصة كنت سأترك العمل العام، وأعتقد أننى فى الفترة السابقة قدمت الذى قدرت عليه وكانت الفترة السابقة من الصعب علىّ أن أنسحب، خصوصا عند محاصرة ماسبيرو بالدبابات، وكنا فى ظروف صعبة مما تمر به مصر الآن، من هذا المنطلق كنت حريصا على أن أستمر حتى نهاية الأزمة، وبمجرد أن انتهت بما انتهت إليه من الأفضل على أن أكون خارج العمل العام وعلمت أن رئيس الوزراء قبل الاستقالة.
وأكد الفقى أنه تقدم بالاستقالة مساء أمس، الجمعة، بعدما قال لى إن الاستقالة سينظر فيها خلال ساعات، ولكن هو فى واقع الأمر نحن متفقون على قبول الاستقالة واستشعرت أنه متفهم موقفى جيداً، والحقيقة توجد صلة قوية بينى وبين الدكتور أحمد شفيق وكنت متفائلا جدا بإدارته لمجلس الوزراء بل ومازلت أرى ذلك.
ونفى الفقى أنه ذهب إلى المطار وقامت السلطات المختصة بمنعه من السفر، مؤكداً أنه طلب من الدكتور أحمد شفيق وجهات أخرى الإذن له بالسفر لأنه ظل فى مبنى ماسبيرو لمدة 23 يوماً لم يغادر مكتبه وأسرته خارج مصر وأراد السفر لهم وكانوا قلقين جداً علىّ لما يرونه على شاشات التليفزيون من أحداث عنف وشغب التى مرت بها البلاد فى المرحلة الأخيرة، ووعدتهم أنه بعد نهاية خدمتى سوف أقوم بالسفر لهم لمدة أسبوع ونرجع سويا إلى الوطن.
وأكد الفقى أنه طلب من أحد مساعديه الذهاب إلى المطار لحجز تذكرة للسفر إلى الخارج، ولكن أكد له مسئولو المطار أن جميع المسئولين فى الأوساط ممنوعين من السفر فى هذه اللحظات التى تمر بها البلاد، ومطلوب مننا أن نكون موجودين داخل البلاد فلم أذهب إلى المطار بسبب ذلك.
وأشار الفقى إلى أن قناة العربية والحرة أذاعتا خبر تحديد إقامتى وهذا الكلام غير صحيح، وخروج بيان من مكتب النائب العام أن هناك ثلاثة مسئولين ممنوعين من السفر "العادلى ونظيف والفقى" ولم أسمع هذا الكلام، وكان يتكلم أحد ممثلى جريدة الشروق بأن مصطفى بكرى قدم بلاغاً ضدى بامتلاكى فيلا فى مارينا ومعرفة مصادر أموالى كلها، وما يخص اتحاد الإذاعة والتليفزيون يحقق خسائر، وأنا أقول إنه يوجد الجهاز المركزى للمحاسبات ليراجع الكشوف الموجودة ويكشف إذا كان هناك عجز فى موازنة التليفزيون أم لا، ولو وجه إلىّ أى اتهام سوف أمثل على الفور أمام جهات التحقيق المختصة بذلك وأطالب بكرى بتقديم إقرار ثروته ويكشف عن مصادرها.
وصرح الفقى قائلاً: "أنا لم أتخذ أى موقف من شباب الثورة على الرغم من أننى أول مسئول قمت بمحاورة الشباب ومعرفة مطالبهم، وكانت هناك إجراءات تتخذ من نتائج هذه المحاورات ولم أعلن عن وجودى فى هذه الصورة بشكل مباشر لأن بعض الشباب الذى يتحدث مع بعض مسئولى الدولة يكون منشقاً عنهم".
وأضاف الفقى، أن التعامل الإعلامى كان له شقان أولهما الإغفال الإعلامى لما كان يحدث فى ميدان التحرير نتيجة أنه لم تكون لدينا الكاميرات، ولكن عندما تكون هناك مظاهرات أمام ماسبيرو تصور وتذاع للمشاهدين على الهواء مباشرة، كما أن التليفزيون المصرى كان ممنوعاً من دخول التحرير نظرا المتظاهرين وموقفهم من الإعلام الرسمى من الدولة والكاميرا التى كانت فى الميدان تابعة للأمن، وكانت فى موقف معين، وكانت تحدث مواجهات بين الشباب على الهواء مباشرة، وكان شىء يعنى أولا الدفاع عن مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، مثل اللجان الشعبية التى كانت تحمى المنازل والممتلكات الخاصة فى كل حارة وشارع، وجهازى الذى إذا سقط يسقط النظام، وأنا حلفت اليمين بالحفاظ عليه، وهذا ما جعلنى لا أترك المبنى 23 يوماً لأنى أحاسب من الناحية الدستورية والقانونية.
وعن الشق الثانى قال الفقى، إنه يخص الرسالة الإعلامية، فكانت هناك مشاورات لم يحدث فى وجهات النظر لما قدمناه ولكنى لم أقدر أن أفعل ما قدمت "الجزيرة" أو "الحرة" أو الـ "بى بى سى" وسوف أقول لك الوقائع الكاملة لما حدث بالمستندات.