«العفاريت» تسكن منازل بولاق الدكرور، لا وصف آخر يصور الواقعة التي يلفها الغموض، إلا أن عفريتًا من الجن، وفقا لشهود العيان، تدخل لإيذاء أسرة بأكملها في هذه المنطقة العشوائية. في رحلتنا إلى منزل الضحايا، كانت الشواهد من حولنا تؤكد أن الواقعة التي تسمم على إثرها 7 أشخاص إضافة إلى مصرع شخص واحد بعد أن تسرب السم بشكل كبير في عروقه، ينقصها جانب من المنطق يساعد في تفسير الحادث، فمن ناحية يؤكد شهود العيان في المنطقة وعلى رأسهم سيدة كانت أول من دخل على الأسرة أثناء الواقعة، أنها سمعت صراخا صادرا من منزل جارتها، ولما وصلت وجدت الأم والأب وأبناءهما الستة على الأرض يتألمون بشدة، ونظرت إلى عيونهم، فوجدت شكلها مختلفا تماما، ولا يوجد بها إلا اللون الأبيض، ولا يتحركون وفى حالة تامة من الشرود. وتضيف: «ذهبت إلى الأم وتدعى (أم أحمد)، وحاولت التحدث معها، فردت بصوت ذكورى تماما وكأنها رجل بالغ وليس امرأة «أيوه عرفاكى»، فقلت لها ماذا حدث، فجاوبتنى: «اللى عليا أذونى أنا وعيالى وهما اللى عملوا فينا كده»، لم أستطع أن أفعل شيئا إلا أن أقرأ ما تيسر من القرآن، وأحضرت إناء ماء وقرأت عليه قرآنا وبعد ذلك ألقيت الماء على وجهها، وقلت لها «قومى يا أم أحمد عشان الإسعاف ياخدوك المستشفى»، إلا أننى وجدتها عارية تماما وتبولت على نفسها، وعندما رأت نفسها ذهبت إلى الحمام وبدلت ملابسها حتى تذهب إلى المستشفى». وتتابع: «انتهيت من الأم وذهبت إلى باقى الأولاد لكى أفعل معهم مثلما فعلت مع أمهم، لأن رجال الإسعاف رفضوا أن يأخذوا الأولاد مع الأم قبل أن يفيقوا، فبدأت بزوجها ونجحت في إفاقته ومعه أبناؤه الخمسة، إلا أن ابنهم السادس «أحمد» كان يعانى من حالة إغماء شديدة، وبمجرد أن استعادوا وعيهم أخذتهم الإسعاف إلى المستشفى، إلا أن الابن السادس توفى بمجرد وصوله إلى مستشفى بولاق الدكرور، وانتقلت باقى الأسرة والمعارف إلى أسيوط لإقامة العزاء في مسقط رأسهم».  وبسؤال جيران الضحايا عن سمعتهم وأخلاقهم، وخصوصا أحمد، أجمعوا أنهم ذوو سمعة طيبة، لكن أكدوا أنهم عرفوا ذات مرة أن الأم مسها جن، وكان يتردد عليها شيخ دائما، ويوم الواقعة «سمعنا صوت كسر باب شقة المجنى عليهم وبعد ذلك سمعنا صوت صراخ، فذهبنا مسرعين لنعرف ماذا حدث، فعلمنا أن «أحمد» هاتف أقاربه قبل وفاته بقليل وقال لهم «الحقونا»، وعندما جاء أحد أقربائه طرق الباب كثيرا دون جدوى، ولم يسمع إلا أصوات تأوهات صادرة من الداخل، فكسر الباب، ووجد أفراد الأسرة نائمين جميعا على الأرض في حالة إغماء».