تجرد "جد" فى الثانية والخمسين من عمره من كل مشاعر الإنسانية، ونفذ جريمة بشعة تعجز الكلمات عن وصفها، ويقف الشيطان أمامه رافعا له القبعة لأنه تفوق عليه وفعل ما لا يمكن فعله أو حتى يوسوس للبشر به، هذا الجد قام باغتصاب حفيدته البالغة من العمر عاما ونصف بعد أن قام بسحبها خلسة من جوار والدتها التى كانت تستغرق فى النوم، واغتصبها.
وفى الصباح لم تجد الطفلة أمامها إلا أن تعبر عن ألمها بالبكاء وتصدر كلمة واحده هى "دح" وتشير إلى مؤخرتها، فأحضرت الأم الماء لتنظيفها من الدماء، وهنا كانت الفاجعة الكبرى، عند اكتشافها واقعة الاغتصاب، فلم تجد أمامها إلا "بستلة" مملوءة بالمياه فأغرقتها بداخلها لتدارى الفضيحة، وفارقت الطفلة الحياة بعد اغتصاب براءتها مرتين، الأولى من الجد الذى هو رمز الحنان والثانية من الأم التى من المفروض أن تكون رمزا للرحمة .

بدء اكتشاف الواقعة
كان اللواء أحمد أبو الفتوح، مساعد الوزير مدير أمن سوهاج، قد تلقى بلاغا من مركز شرطة أخميم بوفاة طفلة فى ظروف غامضة، ولم يتمكن مفتش الصحة بالجزم بسبب الوفاة، وبالانتقال والفحص فى حينه تبين من التحريات التى أشرف عليها العميد خالد الشاذلى، مدير إدارة المباحث الجنائية، وقادها الرائد على الصغير، رئيس مباحث المركز، بوفاة الطفلة "ن.ع.ف"، البالغة من العمر عامًا ونصف، وتقيم طرف والدتها بنجع سليمان حمد التابع لقرية جزيرة محروس دائرة المركز.
  الكشف الطبى على جثة الطفلة
وبتوقيع الكشف الطبى على جثة الطفلة بمعرفة مفتش الصحة أفاد بوجود نزيف من فتحة الشرج ولا يمكن الجزم بسبب الوفاة وبسؤال جدها، لم يشتبه جنائيًا فـى وفاة حفيدته، وتم تحرير المحضر رقم 13695 جنح مركز شرطة أخميم لسنة 2015.
وبالعرض على النيابة العامة بمركز شرطة أخميم، قررت فى حينه انتداب الطبيب الشرعى لتشريح جثة طفلة تبلغ من العمر عامًا ونصف، لبيان سبب الوفاة والتصريح بالدفن، وعقب ذلك تم الانتهاء من التشريح وتسليم الجثة لأهلها، وذلك عقب ورود تقرير مفتش الصحة بوجود نزيف من فتحة الشرج ولا يمكن الجزم بسبب الوفاة.
تم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث خاصة بعد ورود تقرير الصفة التشريحية الذى أفاد بأن الطفلة تعرضت لعملية اغتصاب من ذكر بالغ، أشرف على فريق البحث العميد، والنقباء مصطفى فرغل معاون أول المباحث، وأيمن عبد اللطيف ومحمد جمال معاونا مباحث المركز، وتم وضع خطة بحث كان من أهم بنودها فحص الموجودين بالمنزل وفحص تعاملاتهم الخارجية مع الجيران وأماكن تردد الطفلة ووالدتها خاصة على الجيران.
  اعترافات والدة الطفلة
وبسؤال "ميرفت.ف.ع.أ"- 23 عاما، ربة منزل، ومقيمة بنجع سليمان حمد دائرة المركز، أقرت فى محضر التحقيق أن ابنتها تعرضت للغرق داخل بستلة مياه بالمنزل، وأنها لم تستطع إنقاذها وأنها استغاثت بالأهالى ولكن لم ينجده أحد، وبسؤال جدها فرج.ع.أ 52 سنة يقيم معهم بنفس المنزل نفى الشبهة الجنائية على وفاة حفيدته ولم يعلق على الموضوع.
وقالت والدة الطفلة: سمعت قبل أذان الفجر بصياح الطفلة الصغيرة فقمت بتهدئتها ولم أعرف سبب بكائها، وفى الصباح قمت بتنظيفها وتغيير ملابسها لغسلها وبعدها سقطت داخل بستلة المياه.
وعلى جانب آخر أشارت تحريات فريق البحث أن الأم على خلاف دائم مع زوجها المقيم بالقاهرة وتركت له المنزل لتعيش مع والدها بدائرة المركز، وأنها تعانى من مرض نفسى بسبب تلك الواقعة، وأنها تحصل على بعض العقاقير الطبية للعلاج من هذا المرض .
وبتضييق الخناق على الأم والجد ظهرت الفاجعة وانهارت الأم أمام رجال المباحث وقالت: قمت بنزع ملابس نجلتى لتشطيفها بالمياه وشاهدت دماء تخرج من مؤخرتها غابت بى الدنيا وبدأت أسترجع شريط ذكريات حياتى كله وكان يمر من أمام عينى والحياة الصعبة التى كنت أعيشها منذ طفولتى من بعد انفصال والدى عن والدتى وتعرضى للإهانة من زوجى وطرده لى من مسكن الزوجية بالقاهرة، وقيام والدى باغتصاب ابنتى وانتابتنى حالة عصبية ولم أشعر إلا وأن أقوم بإغراق ابنتى داخل بستلة المياه وأنا أصرخ على الجيران لإنقاذها بعدها فارقت الحياة، ولم أدرك ما فعلت إلى أن وجدتها جثة هامدة بين يدى خوفا من أن يلحقها العار.
  مواجهة الجد بالجريمة
بمواجهة الجد بالواقعة أنكر فى البداية ولكن نظرا لسمعته السيئة بالمنطقة وارتكابه لوقائع شذوذ قبل ذلك بالمنطقة التى يسكن بها، وبتضييق الخناق عليه اعترف بارتكاب الواقعة، وقال: اتفقت مع والدتها أننا هانوديها الملجأ وضغطت عليها علشان مش قادرين على المصاريف وفى الليلة دى أنا ارتكبت فعلتى ومكنتش اعرف أن الأمور هاتوصل لحد كدا وأنا مريض ومش عارف أتعالج .
تم تحرير محضر ملحق بالمحضر الأصلى وتم معاينة مكان الواقعة وقامت الأم بتمثيل جريمتها، وبالعرض على النيابة العامة قررت حبس الجد والأم أربعة أيام على ذمة التحقيقات على أن يراعى التجديد لهما فى الميعاد المحدد.