أصبح قتل الأزواج ودفنهم تحت أسرتهم، ظاهرة متكررة؛ حيث تم العثور منذ يومين على جثة عامل مدفونة أسفل سريره، عقب اكتشاف شقيق المجني عليه اختفاءه لعدة أيام، وبالبحث عنه ونتيجة شمه رائحة كريهة تنبعث من حجرة نومه، عثر على جثته مدفونة أسفل السرير، وتشير أصابع الاتهام إلى زوجته التي اختفت وقت الحادث وتركت أطفالها الصغار.
التشريح والدفن
وأمرت نيابة حوادث شمال الجيزة برئاسة المستشار أحمد الحمزاوي، مدير النيابة، بدفن وتشريح جثة الرجل التي عثر عليها أسفل سريره بحجرة نومه بإمبابة، كما طلبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة؛ للوقوف على ظروف وملابسات الحادث.
بلاغ
البداية كانت عندما تقدم شقيق المجني عليه ببلاغ لأجهزة الأمن، بعثوره على جثة شقيقه في حالة تعفن، أسفل سريره بحجرة نومه، وكذلك اختفاء زوجته من المنزل، كما اتهم البلاغ زوجة المجني عليه بقتل زوجها؛ بسبب وجود خلافات بينهما، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتمت إحالته للنيابة التي تولت التحقيق.
مناظرة الجثة
وانتقلت النيابة لمناظرة جثة المجني عليه، وتبين أنها في حالة تعفن، ولم تسفر المناظرة عن معرفة سبب الوفاة؛ بسبب اختفاء معالم الجثة إلا من وجود جرح في الوجه، كما استمعت النيابة إلى عدد من أقارب وجيران المجني عليه، بينهم شقيق المجني عليه الذي اكتشف الواقعة.
اكتشاف الجريمة
وقال شقيق المجني عليه في التحقيقات: إنه ظل يحاول الاتصال بشقيقه لعدة أيام، لكنه لم يتلق أي رد، ما دفعه للتوجه إلى منزله للاطمئنان عليه، وفور وصوله ظل يطرق الباب دون أن يتلقى أي إجابة، فكسر الباب ودخل، وقادته رائحة كريهة لمكان جثة أخيه.
حادثة جديدة
الواقعة الثانية كانت منذ شهر مضى في أول نوفمبر الماضي، عندما قامت زوجة مهندس بقتل زوجها ودفنه بالأسمنت تحت سريره، بنفس المنطقة بإمبابة، وكانت هذه الواقعة على نفس السياق، وبعد نشوب خلافات بين الزوجين على إثرها سددت الزوجة طعنة لزوجها أودت بحياته.
اعترافات الزوجة
وقالت المتهمة أمام نيابة حوادث شمال الجيزة، بإشراف المستشار أحمد البقلي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة الكلية: «قعدت أفكر جنب الجثة هخلص منها إزاي بعد ما قتلته وغرست في صدره السكين، وإحنا بنتخانق وقتلته لحد ما جات لي فكرة أني أدفنه في الأسمنت عشان يتحلل جواه وماحدش يكتشف الجريمة».
يكبرني بـ11 عاما
وأكدت المتهمة أمام تحقيقات النيابة التي باشرها المستشار أحمد الحمزاوي، رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة، وجود خلافات بينها وبين زوجها، لافتة إلى أنه كان يكبرها بـ11 عاما، وأنشآ حضانة سويا ولم يكن يعطيها أموالا من إيراد تلك الحضانة، وفي يوم الحادث حدثت بينهما مشاجرة أشهر خلالها زوجها سكينا عليها، وأثناء حدوث حالة من الشد والجذب بينهما على السكين، أصابته طعنة في الصدر فسقط غارقا في دمائه.
فكرة إخفاء الجثة
واستطردت المتهمة قائلة: إنها جلست بجوار الجثة تفكر في مصيرها وطريقة للخلاص منها، فأرسلت طفليها إلى والدتها التي تقيم معها في ذات العقار، وتوصلت في اليوم التالي إلى فكرة لإخفاء الجريمة، وهي دفن الجثة في "سحارة السرير" وسكبت عليها كمية كبيرة من الأسمنت لتتحلل، وجلست يوما كاملا بالشقة تفكر أيضا في طريقة للهرب، فأغلقت الشقة وفرت هاربة؛ حيث مكثت يومين بالشارع حتى تم إلقاء القبض عليها، ووجهت النيابة للمتهمة تهمتي القتل العمد وحيازة سلاح أبيض، وأمرت بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيق.
التحريات
وكشفت التحريات الأولية التي أجريت بإشراف اللواء مجدي عبد العال، مدير الإدارة العامة للمباحث، أن حماة القتيل لاحظت تغيب ابنتها وزوجها لعدة أيام، وعدم إجابة أي منهما على هاتفه، فتوجهت لشقتهما بمنطقة أرض الجمعية بإمبابة؛ لاستطلاع الأمر، وفور وصولها للشقة اشتمت رائحة كريهة تنبعث من داخلها، فنظرت عبر نافذة مطلة على سلم العقار، فشاهدت جثة فاستعانت بالجيران الذين أبلغوا الشرطة، فانتقلت قوة من مباحث قسم إمبابة ترأسها المقدم محمد أمين رئيس مباحث إمبابة، والرائد هيثم سكر رئيس مباحث نقطة المنيرة الغربية، والنقيب أحمد رشدي معاون مباحث قسم إمبابة.
كشف الجريمة
وبعد فتح باب الشقة، عثر على الجثة مدفونة أسفل سرير بغرفة النوم، والجثة في حالة تحلل، ووضع كمية من الأسمنت لإخفاء الجثة.
وأمرت النيابة بحبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وتم التجديد لها في الموعد المحدد، وما زالت الحادثة منظورة أمام نيابة حوادث شمال الجيزة الكلية؛ لبدء إحالتها إلى محكمة الجنايات لمحاكمتها.