الاحتراف المصري للاعبي كرة القدم من إحدى المنظومات الفاسدة داخل المجال الكروي الرياضي خاصة أن المنظومة تسير بشكل عشوائي كبير ويستفيد منها البعض سواء رؤساء أندية أومدربين أو القائمين على العملية الاحترافية حتى كان للسماسرة دور بارز في هذه اللعبة وأن الاستفادة الطائلة من خلال العمليات المشبوهة والتي يحاسب عليها القانون حسب لوائحه ومواده التي كفلها لمحاسبة المفسدين خاصة أن الغالبية لا تدفع الضرائب الخاصة بهذه العمليات المشبوهة الفاسدة.. الآراء التي جمعناها عبرت عن آراء من صرحوا بها وهي التي كشفت الآلام والأوجاع لديهم والتي تعبر بالكثير ممن بداخل غالبية الشباب المصري.

على العموم كانت الصراحة والمصداقية النابعة هي الفيصل في هذا التحقيق الذي كشف الكثير من الفساد داخل المنظومة الرياضية.

أكد مصطفى يونس أن المنظومة الخاصة بالشباب لابد وأن تنقلب تماما ويعاد تنظيمها خاصة أن ارتفاع أسعار لاعبي الكرة ليس المشكلة لكن الأهم هو من المستفيد من بيع هذا اللاعب بهذا الرقم الكبير ومن يستفيد من هذه اللعبة ويبني القصور والبيوت الفخمة من هذه الأسعار التي سببت الكثير من الغيرة والأحقاد لدى نفوس الشباب خاصة أننا نسمع أرقاما فلكية كبيرة لا يستحقها اللاعب لمجرد العمولة الكبيرة التي يستفيد منها كل الأطراف.

أضاف مصطفى يونس: هناك فساد كبير داخل الأندية والاتحادات ومايشوب عملية شراء اللاعبين وأمور أخرى غاية الخطورة لابد من استغلال الفرصة الحالية مع ثورة الشباب لإحداث التعديلات الهامة ولابد من عودة قانون من أين لك هذا ومحاسبة المفسدين بعدما كثر الفساد.وأكد مصطفى يونس بأنه يجب إعادة النظر في الامور الايجابية وتدعيمها مع تطوير الفكر فلا يعقل مثلا ان نلغي اندية الشركات التي اضافت للرياضة المصرية لمجرد تحصيل اموال من قبل المواطنين لتدعيم هذه الاندية مثل اندية البترول والتي يخصص لها دخل من مبيعات البترول من اجل تدعيمها وكذلك في الاتصالات والمؤسسات الاخرى.

وقال يجب ان يكون هناك اعادة نظر من جديد لمراكز الشباب التي كانت منتجة لخيرة لاعبي الاندية التي قدمت للكرة المصرية والرياضة بصفة عامة الكثير من الانجازات واين هي مراكز الشباب حاليا والدعم الذي يقدم لها من اجل توحيد الشباب وابراز طاقتهم المخزونة وبصراحة لو وجه الدعم لهذا الشباب من البداية لما كنا وصلنا لهذه المرحلة الخطيرة . واشار بان الفرصة مواتية الآن لاعادة الامور لطبيعتها مع الوضع في الاعتبار بان محاسبة المفسدين امر غاية الخطورة واعلان النتائج خاصة أن الفرصة سانحة للاصلاح في ظل هذه الثورة الشبابية ولابد من اغتنامها جيدا.

ويقول المستشار اسامة الصعيدي عضو مجلس ادارة نادي المقاولون العرب وأحد رجالات القضاء التي حاربت الفساد حيث أكد بأن كرة القدم والرياضة هي محط انظار السواد الاعظم من الشعب المصري الشجاع وعلى كافة المستويات الثقافية والاجتماعية حيث تلعب الرياضة دورا هاما في تحديد بعض الاتجاهات خاصة الثقافة الاجتماعية ويقول سبق وحذرت بان هناك الكثير من الفساد داخل الاندية والاتحادات باعتبار الاندية والاتحادات مال عام والقائمون على ادارتها يعتبرون في حكم الموظفين وان الاجهزة الفنية والادارية والطبية واللاعبين انفسهم يقعون بحكم العلاقة التعاقدية تحت قانون العقوبات الجنائية في حال الاخلال بالالتزامات التعاقدية وهي احدى الجرائم المنصوص عليها وانه بمجرد وجود فساد في هذه المنظومة لابد من عقابهم بالمواد المنصوص عليها بالباب الرابع والخاصة بالاختلاسات للمال العام.وقال ان الاحكام التي توقع عليهم تصل للمؤبد لأن الاموال التي تدفع في عمليات الشراء الخاصة باللاعبين يدفعها الاعضاء ودعم الدولة وايراد الاعلانات وان الاموال يجب ان يستفيد بها من يدفعها بدلا من دفعها للسمسرة وشراء اللاعبين وبطريقة ملتوية ومقززة.

ويقول بانه بات ضروريا الآن ان تتغير ثقافة الادارة الرياضية نحو مكافحة الفساد فالرياضة هدفها النهوض بمستوى المجتمع.

ويؤكد حسن فريد رئيس نادي الترسانة أنه نادى من قبل بقضية الارتفاع الكبير في أسعار اللاعبين منذ فترة زمنية طويلة وتحديدا منذ 5 سنوات موضحا أن المبالغ المالية الطائلة التي يتقاضاها اللاعبون من المؤكد أنها ستثير الحقد والغيرة بين الجماهير واللاعبين مؤكدا أن هذا الارتفاع الكبير في أسعار اللاعبين ليس في الصالح العام.

ويضيف بأن خراب الأندية الجماهيرية يتمثل في دخول أندية الشركات والمؤسسات في الدوري الممتاز مما أدى إلى ارتفاع اسعار اللاعبين بشكل كبير في أسعار اللاعبين مما أثار نوعا من الفساد الرياضي في ظل عدم وجود مسئول يقوم بمحاسبة المتسببين في ارتفاع أسعار اللاعبين. وأوضح فريد بأن دخول أندية الشركات والمؤسسات في المنافسة على درع بطولة الدوري الممتاز دفعه إلى المطالبة بتطبيق المادة 18 من لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا" والتي تقضي بعدم تحول الدوري الممتاز إلى دوري شركات مشيرا إلى أن أندية الشركات والمؤسسات طغت بشكل ملحوظ على حساب الأندية الجماهيرية.

وفيما يتعلق بالارتفاع الملحوظ في أسعار وكلاء أعمال اللاعبين.. قال حسن فريد إن هذا الارتفاع الكبير في أسعار وكلاء اللاعبين ساهم في خلق نوع من الحقد والكراهية بين وكلاء اللاعبين والجماهير خاصة أنه لا يتم أي ضرائب عليهم نهائيا.

من ناحيته تحدث محمد عمر المدير الفنى السابق لمنتخب الناشئين عن ارتفاع أسعار اللاعبين فى الدورى المصرى بطريقة استفزت الشارع المصرى على الرغم من عدم وجود العائد المادى المناسب و الدخل الثابت للاندية الذى يعوض المبالغ الضخمه المدفوعة فى اللاعبين رافضا ان يعتبره فسادا من المنظومة الكروية و لكنها سذاجة فى تطبيق الاحتراف فى دورينا المصرى.

و حدد أسباب ارتفاع أسعار اللاعبين فى ثلاثة أسباب و هى دخول رجال الأعمال فى المنظومة الكروية سواء فى مجالس إدارات الأندية أو الاتحادات و الثانى معدل الارتفاع الطبيعى تبعا لتحرك الزمن فمن المعروف ان الاسعار تزيد بالتدريج يوما بعد الآخر أما السبب الثالث تقسيم اللاعبين الى شرائح الادنى اللاعبين العاديين بوصف الاعلام و المدربين و الاقصى فيها النجوم او من يطلق عليهم النجوم و هم من يبدأ عقدهم من مليون الى اكثر من خمسة ملايين فى الموسم الواحد.

و طالب عمر اتحاد الكرة ان يقوم بتقنين اسعار اللاعبين ووضع سقف مادى للانتقالات مما يحد من هذه الأسعار المبالغ فيها .. و أشار إلى أن العديد من الدول قامت بوضع أكثر من طريقة للحد من زيادة أسعار اللاعبين فمثلا فى الدورى البرازيلى وضع اتحاد الكرة هناك حدا للانتقالات و المبالغ المستخدمة فى هذه العملية حيث يقوم بتصنيف اللاعبين بداية كل موسم إلى أكثر من شريحة باختيار خبراء كرة القدم و الاعلاميين تبعا لمستوى اللاعبين فى نهاية المواسم المنقضية بحيث تصل الشريحة الاغلى الى 600 ألف دولار فى الموسم و لا تزيد و الشريحة الادنى لاتقل بأى حال من الأحوال عن 70 ألف دولار.

ويقول تامر عبد الحميد المدرب العام السابق لمنتخب الناشئين إن المنظومة الرياضية في مصر فاسدة بكل المقاييس .. فقد ارتفعت أسعار اللاعبين المحترفين بشكل مبالغ فيه .. في ظل وجود عدد كبير من الشباب المصري لا يجد فرصة عمل بعدة جنيهات قليلة .. ويضيف بأن جميع الوسط الكروي يعرف جيدا أن أسعار اللاعبين زادت بطريقة مبالغ فيها مما وضع الأندية الشعبية في ازمة كبيرة و اصبحوا قاب قوسين او ادنى من "الشحاتة".. فخزينة نادي الزمالك أصبحت خاوية تماما وهو ما يهدد مسيرة النادي في الفترة القادمة بل انه بدأ الآن يبحث عن معونات مادية .. و الاهلي يظهر متماسكا و لكن إذا استمر ارتفاع الأسعار فلن يصمد طويلا .. ويؤكد بأن هناك أشخاصا كثيرة متورطة في ارتفاع الأسعار أمثال وكلاء اللاعبين الذين يهمهم فقط ارتفاع سعر اللاعب حتى يحصلوا على نسبة مادية كبيرة .. كما أن بعض أعضاء مجالس الإدارات و المديرين الفنيين يرفعون من سعر اللاعبين و يدخلون في صفقات مشبوهة من أجل الحصول على بعض الآلاف من الجنيهات.

واختتم عبد الحميد حديثه قائلا على أن المنظومة الرياضية ضبط أسعار اللاعبين المبالغ فيها لتتساوى جميع فرص اللاعبين .. و أنه لابد من تقنين الأسعار بأي شكل من الأشكال.