** الدول الصناعية الكبرى سبب «الاحتباس الحرارى».. وإفريقيا تدفع الثمن

** الحل فى طاقة «صديقة للبيئة».. واحترام الطبيعة واجب 

شهدت مصر فى الآونة الأخيرة تغيرات مناخية، غير معهودة، كانت إيذانا بأن الطبيعة غاضبة، وأن خطرًا قادمًا لا بد أن ننتبه إليه، للتعرف على التغيرات المناخية والكواراث البيئية المترتبة عليها، وسبل مواجهتها التقت «التحرير» الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد، ليكشف لنا عن حقائق صادمة.. فإلى الحوار.


الاحتباس الحرارى         
- ما الأسباب العلمية وراء التغيرات المناخية فى مصر؟
التغيرات المناخية حدثت على مستوى العالم، وتأثرنا فى السنوات الأخيرة نتيجة استخدام غازات «الاحتباس الحرارى» التى تسبب فيها الإنسان فى المقام الأول، نتيجة استخدامه المفرط لمشتقات البترول والفحم، وانبعاث ثانى أكسيد الكربون والميثان التى أدت إلى الاحتباس الحرارى.

غطاء صناعى
- كيف يحدث ذلك؟
هذه الغازات شكلت ما يسمى بـ«غطاء صناعى للكرة الأرضية»، حيث تمتص الأرض أشعة الشمس فى النهار، وأثناء الليل لا تخرج بعض هذه الأشعات للفضاء الخارجى بسبب الغلاف، الذى تم تشكيله بسبب أول وثانى أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحرارى، فيرتد مرة أخرى، وترتفع حرارة الأرض، ولذلك فى الصيف تكون درجة الحرارة عالية جدا، وفى الشتاء نجد درجة حرارة الأرض لا تزال عالية، وأى طبقة هواء باردة تأتى من أوروبا يكون هناك فرق كبير بينها ودرجة حرارة الأرض الساخنة، وهو ما يؤدى إلى عدم الاستقرار، وتبدأ الأمطار تتزايد، وهذا ما يحدث فى مصر الآن.

طاقة صديقة للبيئة
- ما سبل مواجهة هذه الكارثة؟          
يجب أن يلجأ الإنسان إلى استخدام بدائل الطاقة الجديدة والمتجددة مثل أشعة الشمس، والرياح والطاقة النووية، وهناك الكثير من الطاقات التى يمكن استخدامها فى توليد الكهرباء لا تؤثر على الطبيعة.

أوروبا السبب
- لماذا تتأثر مصر بهذه الظاهرة رغم أنها لا تستخدم الغازات المسببة للاحتباس الحرارى بشكل واسع؟
إفريقيا تشارك 0.5% من غازات الاحتباس الحرارى فقط، بينما أوروبا تشارك بـ28% من غازات الاحتباس الحرارى، وفى أمريكا تصل النسبة إلى أكثر من 29%، وبالتالى الدول الصناعية الكبرى هى التى سببت التغيرات المناخية، والدول الفقيرة والأكثر فقرًا هى المتأثرة بشكل كبير بهذا التغير المناخى.

مصر بريئة
- هل تقصد أن مصر ليس لها ذنب فى التغيرات المناخية التى تواجهها؟
أمريكا هى من أثرت على ما يحدث فى مصر من تغيرات مناخية، والهواء لا يعترف بالحدود، وبالتالى يتحرك من الغرب إلى الشرق، ويأتى من أوروبا أو أمريكا.

غضب الطبيعة
- هل ستظل السيول والمشاكل البيئية تواجه مصر أم أنها فترة مؤقتة؟
الطبيعة غاضبة علينا طالما الإنسان لم ينتبه لما يفعله تجاهها.

- لماذا تعرضت البلاد إلى تغيرات مناخية بشكل مفاجئ؟
لم تحدث بشكل مفاجئ، إنما بدأت التغيرات المناخية تظهر تدريجيا، سنة بعد أخرى فى آخر أربع سنوات.

احترام الطبيعة
- هل من المتوقع تعرض مصر لكوارث مناخية بصورة أسوأ؟
من الممكن جدًا أن يتغير بشكل أسوأ، لا يوجد مانع، «طول ما إحنا لا نحترم الطبيعة لن تحترمنا، عمرها ما تخاف علينا طالما إحنا كده»، الإنسان يزيد ويقلل من غازات الاحتباس الحرارى، ويقطع الأشجار ويحرقها ويقلل أماكن المزروعات، كل هذه الأمور تؤثر على الطبيعة بصورة كبيرة، «هنفضل فى الكوارث إلا إذا انتبه الإنسان ولجأ إلى استخدام الطاقة المتجددة»، وهى مسألة سيتم مناقشتها المفترض فى مؤتمر باريس الشهر القادم، والدول المتقدمة تحمّل الدول الفقيرة نفس المسؤولية، مع أنها لم تشارك فى غازات الاحتباس الحرارى إلا بأقل القليل.

- ما حالة الطقس المتوقعة الأيام المقبلة؟
الجو فى تحسن تدريجى حتى نهاية الأسبوع، حتى وإن ظهرت السحب المنخفضة والمتوسطة، وكان هناك بعض الأمطار الخفيفة على الساحل الشمالى الشرقى، إلا أن التحسن التدريجى يبدأ من اليوم حتى نهاية الأسبوع.

- لماذا تعد المناطق الساحلية أكثر تعرضًا للسيول؟
لأنها المدن الأقرب للكتل الهوائية الباردة القادمة من أوروبا أو روسيا.