«خلقت من الحديد اشد قلبا وقد بلى الحديد وما بليت
وفى الحرب العوان ولدت طفلاً ومن لبن المعامع قد سقيت
وإنى قد شربت دم الأعادى بإقحاف الرؤؤس وما رويت
فما للرمح من جسمي نصيب ولا للسيف فى أعضائى قوت»
المشهد الأول
عنترة بن شداد أوعنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد بن مخزوم بن ربيعه، كما ذكره صاحب الأغاني أبو الفرج الاصفهانى فى كتابه، يعود نسبه إلى قبيلة عبس العربية، حيث إن والده هو شداد بن مالك الذى رفض الاعتراف به في البداية لان أمه جارية تدعى «زبيبة»، وهى فى الحقيقة تم أسرها في إحدى الحروب، وكانت تدعى «تانه بن ميجو». ويرجع المؤرخون مولد عنتره بن شداد إلى عام 530 م وذلك لأن العديد من النصوص حكت اجتماع عنتره بالشاعر عروه بن الورد وهو من شعراء هذه الفترة.
عاش عنتره بن شداد عبد فى قومه لفتره طويلة حتى بلوغ الشباب، ولكنه كان يعرف من أمه أنه بن شداد بن مالك، ولم توافق قبيله عبس اكبر القبائل فى هذا الوقت الاعتراف بعنتره وإعطائه حريته، وفى ذلك كثرت الأساطير، ويقال إن شدادا اعترف به بعد إحدى الحروب وذلك لدفاع عنتره عن القبيلة.
المشهد التانى
عنتره الفارس المغوار لم تخلو حياته من العشق والهوى، فاحب ابنه عمه عبله بنت مالك التى كانت يشيع عنها جمالها وحسنها وقال فى حبها الأشعار.
«يا عَبلَ إِنَّ هَواكِ قَد جازَ المَدى َأَنا المُعَنّى فيكِ مِن دونِ الوَرى
يا عَبلَ حُبُّكِ في عِظامي مَع دَمي َمّا جَرَت روحي بِجِسمي قَد جَرى
وَلَقَد عَلِقتُ بِذَيلِ مَن فَخَرَت بِهِ َبسٌ وَسَيفُ أَبيهِ أَفنى حِميَرا»
خاض عنتره الكثير من المعارك ولكن معركة الفوز بعبله والزواج منها كانت الأشرس والأقوى، فتأمر عليه أخو عبله وزوج اختها مروة للقضاء عليه وإبعاده عنها، لكنه خاض كل الحروب من أجلها وبات كل محاولاتهم بالفشل، وعندما فشلوا في إبعاده عن عبلة، فطلب أبيها مالك مهر ظن أن عنتره لن يحضره وهو ألف ناقه من «النوق العصافير» الموجود عند ملك العراق النعمان بن المنذر، واستطاع عنتره احضارهم ووافق مالك على الزواج.
المشهد الثالث
«الإماء بين أيديهم يضربن بالدفوف والمزاهر، وبين أيديهم عبلة البهيه كأنها الشمس المضيئة بحواجب كأنها عيون الغزلان، وفم كخاتم سليمان وأسنان كأنها اللؤلؤ فى سلك مرجان ووجه كأنه القمر وقد أسعده مولاه وأفخاذ كأنها وسائد قد حشيت بريش نعام».. هكذا وصف زفاف عنتر وعبلة في مشهد أقرب لمشاهد النهاية السعيدة في الأفلام المصرية القديمة، ليعيش عنترة ومحبوبته التي أصبحت زوجته «في تبات ونبات»، لكن القصة لم تنتهي هنا.
المشهد الرابع
بعد زواج عنترة من عبلة بسته أشهر لم تظهر عليها أعراض الحمل، وخاض عنترة الكثير من الغزوات والحروب، وتزوج على عبلة ثمانية نساء، وهذا ما ذكره كتاب «سيرة عنتره بن شداد».
1- مهرية
أولى زوجات عنترة تدعي «مهرية»، والتقاها فى أرض بنى دارم عندما سرق منه حصانه الأبجر، فأعجب بها وبات عندها الليلة، ثم تركها دون أن يعلم أنها حملت منها. وربت مهريه ابنها «ميسرة» بعيداً عن قومها، ولم تخبر أحد الحقيقه حتى كبر وتبارز مع عنتره، فأخبرته الحقيقه وأكرمها بأن جعل لها سراجق خاض بها فى منزلها.
2- سروة
«سروة» هي أميرة وقعت عين عنتره عليها في إحدى الغزوات، بعد أن وجدها نائمة فى هودجها، وقيل له أن أبوها قد ذهب لإحضارعلاج لها من الجن، فعالجها عنتره بتعويذه وطلب من أبيها أن يتزوجها، فوافق تحت ضغط. ومكث عنتره معها ثلاث ليالي ثم تركها ليفاجأ أبيها بحملها، وقد تركها عنترة أيضاً دون أن يعرف بحملها ووضعت «سروة» ابنها «الغضبان»، الذي تبارز معه عنترة أيضاً دون أن يعلم أنه ابنه.
3- الهيفاء
عرفت بقناصة الرجال وذلك لأنها كانت فارسة ومحاربة، وكان عنتره صديق لأخيها ربيعة بن المقدم الذى أعجب بفروسيته وطلب منه أن يتزوج أخته الهيفاء، ليتزوجها عنتره وينجب منها «عنيترة». وكانت الهيفاء صديقه مقربة من زوجة عنترة ومحبوبته «عبلة»، ولم يتغير الوضع بعد زواج عنترة منها، إذ كانت «عبلة» تحنو على أولادها واستمرت صداقتهما.
4- غمرة
كانت فارسة ومحاربة ظلت تحارب عنترة، ولم تيأس وهو يحاربها دون أن يعلم أنها امرأة، وبعد أن عرف ونظر إليها أغرم بها ونسى كل حبه لعبلة، وأوقعها عن فرسها واغتصبها عنوة وقسوة ثم تركها وهو لا يعلم أنها تحمل في أحشائها ابنه «غصوب»، لكن «غمرة» لم تعترف بهذا الابن، وربته على أنه عبد من المقربين إليها.
5- مريم
هي أميرة من بلاد الروم أعجبت بعنترة وحدثت أخيها «الأمير بلقان» عنه، وفذهب إلى عنترة وطلب منه أن يتزوجها، فتزوجها «عنترة»، وعندما أراد العودة إلى بني عبس طلبت منه الذهاب معه، ولكنه خشى على عبله والهيفاء فتركها عند أخيها.
6- مريمان
أثناء وجود عنترة فى بلاط القيصر وجد الأميرة مريمان أمامه تطلب منه أن يحرر أحد فرسان الروم، فوافق عنتره وتزوجها وهو الذي كان قد قتل أبيها قبل ذلك وقاتل أخيها. وأنجبت الأميرة مريمان لـ«عنترة» ولدين هما «الغضنفر» و«الجوفران».
7- در ملك
هى فتاة من قبيله «بنى كنانة» تزوجها عنترة وأنجبت له صبيان، هما «جارالمعلم» و«زيدان».
المشهد الخامس
و بالرغم من أن عنترة تزوج على عبلة أكثر من مرة، إلا أنه كان يعود إليها في النهاية، فقد ذكرت السيرة أنه لم يحب زوجه له أكثر من عبلة. أما عبلة نفسها فلم تكره عنترة بسبب تعدد زوجاته، علي العكس كانت تقول: «لو ملك عنتر مائه امرأة ما يريد سواي، ولو شئت رددته إلى رعى الجمال وحق ذمه العرب أنه يبقى لشهر والشهرين لم أخليه يدنو منى حتى يقبل يدى ورجلي، وإنى معه هذا الزمان ما رزقت منه بولد».