سن البلوغ لدى الفتيات أصبح أبكر مما كان عليه المعدل قبل 100 عام. وقد توصلت دراسة حديثة إلى أهم المسببات لهذه الظاهرة، والتي يمكن تجنبها لتخفيض خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي فيما بعد.
تتفاجأ الأم بأن ابنتها صارت بالغة وبدأت عندها الدورة الشهرية، رغم أن عمر الفتاة لا يتجاوز 10 سنوات. حيث بدأ سن البلوغ لدى الفتيات بالانخفاض منذ مائة عام بشكل مطرد. وفيما كان سن البلوغ لدى الفتيات في القرن التاسع عشر يتراوح بين سن 12 و18 عاما، أصبح الآن أبكر بعامين. كما أنه بصدد التراجع بشكل مطرد. وعلى الرغم من أن الأمر يبدو في البداية غير مقلق، إلا أن هناك دراسات تثبت أن بلوغ الفتاة في سن مبكرة يزيد من إمكانية إصابتها بسرطان الثدي فيما بعد بنسبة خمسة بالمائة لكل عام أبكر؟
بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا أصبح بلوغ الفتيات يحدث في سن أبكر؟ "لا تزال الأسباب غامضىة بشكل كبير"، على ما تقول كارين ميشيلز رئيسة الفريق العلمي من كلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية في بوسطن.
ولكن يبدو أن التغذية هي أحد الأسباب، ذلك أن هرمون الأستروجين الأنثوي ينتج في دهنيات الجسم، وبالتالي فإن السمنة والدهون الزائدة في الجسم بإمكانها أن تسّرع من عملية البلوغ.
وتدرس ميشيل وزملاؤها في الوقت الراهن المشروبات المحلّاة، أي تلك التي أضيف إليها السكر، كأحد الأسباب المحتملة التي قد تؤدي إلى بلوغ الفتيات في سن أبكر. ذلك أن الجسم يفرز الإنسولين في الدم كردة فعل على تناول السكر. وبإمكان الإنسولين أن يؤثر على الهرمونات وأن يزيد من تركز هرمون الأستروجين في جسم الفتاة.
وللقيام بالدراسة قام الباحثون بمتابعة حالة 5583 فتاة، تتراوح أعمارهن بين التاسعة والرابعة عشر لمدة خسمة أعوام بأكملها. وإلى جانب التغذية والوزن وعوامل صحية أخرى، قام الباحثون بجمع المعلومات حول عدد كمية المشروبات المحلّاة التي تتناولها الفتاة في اليوم ومتى تبدأ لها دورة الطمث.
ضرورة تجنب المشروبات السكرية
وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الفتيات اللواتي شربن أكثر من كأس ونصف الكأس من تلك المشروبات يوميا قد بدأت الدورة الشهرية عندهن بمعدل 2.7 شهرا قبل الفتيات اللواتي شربن فقط كأسين في الأسبوع من المشروبات المحلاة. وقد بدأ لديهن سن البلوغ في المعدل ب12.8 أعوام بدلا من سن الثالثة عشر. بيد أن المشروبات التي تحتوي على مادة السكر الطبيعي على غرار عصائر الفواكه فلا تأثير لها على بلوغ الفتاة في سن أبكر.
كما أكد العلماء أن تأثير المشروبات السكرية على بدء الدورة الشهرية كان بغض النظر عن وزن الجسم والتغذية أو ممارسة الرياضة وغيرها من العوامل. "دراستنا تزيد من القلق حول الاستهلاك المتزايد للمشروبات السكرية من قبل الأطفال"، كما تقول ميشيلز، مشيرة إلى أن المشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر والتي تعد واحدة من أهم المسببات للسمنة لدى الصغار.
ويرى الباحثون في نتائج دراستهم دليلا آخر على ضرورة تجنب المشروبات السكرية، بحسب ميشيلز: "لا يجدر بنا تجاهل تداعيات المشروبات السكرية على الصحة وتأثيرها على بدء سن البلوغ".