جلست «شيماء»، 26 عاما، أمام موظفة التسوية بمحكمة الأسرة بمنطقة «الكيت كات»، بدت من الوهلة الأولى كأنها أصيبت فى حادث مروع، فوجهها يحمل الكثير من الكدمات، بكت كثيرا عندما شعرت بأن الجميع يشفق على منظرها.
وبصوت حزين بدأت تروى تفاصيل عام ونصف العام من الحياة الزوجية البائسة: تقدم للزواج منى، وحدد ميعاد الخطوبة، واتفق مع والدى على الزواج بعد عامين، لكنه غير رأيه وقرر عقد القران خلال أشهر، وعلل ذلك بأنه جاهز فلماذا التأخير، بعد الزواج عشت معه أياما قليلة فى سعادة ظننت أن الحياة ابتسمت لى، وأنى سوف أرتاح من عناء السنوات الماضية، لكن بعد 3 أشهر بدأت الكوارث تحل على زوجى فى عمله، وتعرضت الأسهم الخاصة بشركته لخسارة فادحة فى البورصة، وصار عصبيا جدا، حاولت مساعدته على تجاوز هذه المحنة، لكنه لم يستجب، وزادت الخلافات، وبدأ فى إهانتى وضربى، وبدأ فى تشويه صورتى أمام الجميع واتهمنى بأننى السبب فى مصائبه، وصدقه الجميع وظنوا أننى نحس رغم أننى وقفت بجانبه».
سكتت للحظات قبل أن تستكمل حديثها قائلة: «استمر الوضع على هذا الحال، وفى أحد الأيام شعرت بتعب شديد وذهبت لزيارة الطبيب وأخبرنى بأننى حامل، وشعرت بفرحة كبيرة، وظننت أن هذه المفاجأة سوف تغير كل شىء عندما أخبر زوجى بها، ولكن الأمر ازداد سوءا، فقد فقدت الجنين بسبب الضغوط العصبية، واتهمنى زوجى بأننى السبب فى ذلك، ومن هذه اللحظة أصبح يعتدى على بالضرب وطردنى من المنزل أكثر من مرة، وكنت أعود إليه بسبب ضغوط أهلى علىّ، بينما لم يعد يكترث للحياة معى، وأصبح يغيب عن المنزل فترات طويلة، حاولت أن أساعده كثيرا، لكنه لم يتوقف عن نشر الأكاذيب، فطلبت الطلاق ورفض حتى لا أحصل على حقوقى، لذلك قررت التوجه إلى محكمة الأسرة لإقامة دعوى خلع، وقد تم استدعاؤه لسؤاله، وأمام الخبراء أكد أننى نحس ووراء خسارته فى البورصة، وقد حاولوا الصلح بيننا لكن دون جدوى فأحيلت الدعوى للمحكمة التى قضت بخلعى».