الطفل.. لسانه بطوله، إن لم يكن أطول، طفل صغير لا تكاد تراه يطرح عليك أسئلة تحتار في الإجابة عليها، كيف خطرت في باله وكيف فكّر بها، بعضها يتطلب منك التفكير لفترة للإجابة عليها والبعض الآخر قد يجعلك تستشيط غضبًا في وجه طفلك لأنك عجزت عن الرد المقنع لها.
 
نعم كثيرة هي الأسئلة التي يفاجئنا بها الصغار منذ أن يتموا عامهم الثالث، بعضها محيّرة لا نعرف لها إجابة، والبعض الآخر يجعلنا نشعر بالحرج من الإجابة، لكن لا بد لنا من الإجابة وإلا سنلمس العواقب وخيمة مع بداية الوعي لديهم وبحثهم بمفردهم عن إجابات قد تشوه مفاهيمهم وتنعكس على تصرفاتهم وسلوكهم.
 
ولعل أبرز أسئلة الطفل المحيرة.. كيف جئت إلى الدنيا؟ وقد لا تدري الأم ما هو الرد المناسب الذي يجب على الأم قوله لطفلها الصغير.
 
أكدت الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي والعلاج الأسري: على أن الطفل لا يقبل الردود التقليدية فكلما كان الرد «هو كده» فعليك أن تتأكد أن رده المقابل لن يكون سوى «ليه؟!» لتجد نفسها داخل دائرة لا تنتهي من علامات الاستفهام، لذلك فإنها من الأفضل أن تتلقى الأم جميع أسئلة طفلها بصدر رحب ودون تذمر أو انزعاج مع الحرص على اختيار لغة الحوار، التي لا تعتمد على الترهيب والتنفير من الله. 
 
وأشارت "حماد": أن ينبغى على الأم منح الطفل الإجابة التي تتناسب مع عقله ومستوى ذكائه وتفكيره، وبصورة عامة فالطفل بمجرد أن يبلغ عامه العاشر إلى الحادي عشر، يجب تقديم الإجابات الصحيحة والصريحة لجميع أسئلته الجنسية أيا كانت، ففى تلك المرحلة هو على أعتاب سن البلوغ، ومن الضروري أن يدرك أبعاد ما سيتعرض له من تغيير ويجد تفسيرا منطقيا له وبصورة كاملة، أما ما دون العاشرة فيمكن منحه نبذات بسيطة ومحددة عن أسئلته المتعلقة بالنواحى الجنسية.
 
وحذرت "حماد": من خطورة اختلاق القصص الوهمية للإجابة عن أسئلة الطفل الجنسية، وأكثرها شيوعا بالطبع تلك التي يخبرها بعض الآباء لأطفالهم بأنهما وجداه على باب الجامع أو الكنيسة أو وضعنا قليل من السكر تحت السجادة فوجدناك، حيث إن جميع تلك الخرافات تؤثر على حالة الطفل النفسية سلبا، وتفقده شعور الانتماء لأبويه، كما أنها قد تصيبه بمشاكل نفسية كالكوابيس الليلية المزعجة والتبول اللاإرادي، وتفقده الثقة في أمه وأسرته فيما بعد عندما يدرك حقيقة الأمر.
 
وأوضحت "حماد" أن التعامل الصحيح مع أسئلة ألاطفال المحرجة تتمثل في استعراض النقاط الآتية:
 
1- توضيح أن الله خلق الرجل والمرأة، وبمجرد أن يقعا في حب بعضهما البعض ويتزوجا، يمنحهم الله نعمة الإنجاب، حيث يضع الأب في بطن الأم شيئا ما لديه، وتضيف إليه الأم شيئا آخر، وتحتفظ بالجنين داخل بطنها ليكبر ويتحول لطفل كامل يحمل صفات وملامح الأب والأم معا.
 
2- الإجابة على الأسئلة المحرجة للطفل تتوقف تبعا للمرحلة العمرية للطفل، فقبل سن السابعة يمكن أن نخبره أن الطبيب أعطى للأم حقنة مخدرة أو منومة، وقام بفتح بطنها وإخراج الجنين وأغلق تلك الفتحة مرة أخرى، أما بعد تجاوز الطفل لعامة السابع وهو السن الذي يبدأ عندها توضيح الفروق بين جسد الرجل والمرأة بصورة أكثر، وبالتالي تكون إجابة السؤال بأن هناك مخرجا يشبه مخرج البول في جسد الأم، وهو ما تتم الولادة من خلاله.
 
3-تعريف الطفل أن أعضاء الولد التناسلية، تختلف في شكلها عن أعضاء البنت التناسلية، وهو يمتلك عضوا بارزا يمكنه من التبول أثناء الوقوف، كما يمكن ضرب الأمثلة على اختلاف الشكل بين الذكر والأنثى في الكائنات الأخرى، كالنباتات والحيوانات، وتوضيح أن جميع المخلوقات لديها الذكر والأنثى وكل منهما يختلف في شكل جسده عن الآخر.
 
4- التوضيح لطفلك أن الله خلق للمرأة سمات ومميزات جسدية مختلفة عن الرجل، تمكنها من الحمل وتغذية الطفل، ولهذا السبب ثدى المرأة أكبر من الرجل؛ لأنه يحتوى على اللبن، والذي يعد الغذاء الأساسي للطفل الصغير.
 
5- تعريف الطفل أن الله اختص كلا من الرجل والمرأة بمهام محددة للحفاظ على البشرية، فالمرأة من أهم وظائفها الحمل والإنجاب وإطعام الأطفال وإرضاعهم وتربيتهم، فيما يتحمل الرجل مسئولية رعايتهم والإنفاق عليهم والاهتمام بصحتهم، وتوفير سبل الحياة الكريمة لعائلته.