كان واضحا أنه شارد الذهن، يجمع كلماته بصعوبة، نادم إلى أقصى درجة، يعرف تماما مصيره، ومع هذا حاول أن يبدي ندمه وأن يقدم اعتذاره وهو يعي تماما أنه قريب جدا من «بدلة الإعدام الحمراء»، ومن ثم «حبل المشنقة».

هكذا يبدو حال القاتل عبدالتواب قاتل (هـ) الكويتية وأمها السعودية (م)، في جريمة غدر وخيانة، عندما التقته «الراي» منفردة، حيث يحجز حاليا على ذمة الجريمة التي ارتكبها، في حجز قسم شرطة سمالوط.في محافظة المنيا، شمال صعيد مصر.

وقال عبدالتواب، والدموع تنهمر من عينيه «نادم على ارتكاب تلك الجريمة الشنعاء، فلم أتخيل أنني أقتل من كانت تحنو وتعطف عليّ في يوم من الأيام».

وأضاف، إن «حبل المشنقة وتابوت الموت، لا يفارقان ذاكرتي لحظة واحدة، في غرفة الحبس الاحتياطي بمركز سمالوط».

وأكد: «أقدمت على ارتكاب الواقعة، بقصد الدفاع عن النفس كرد فعل طبيعي عندما حاولت (هـ) قتلي بسكين المطبخ التي كانت موجودة على (الكمودينو) في غرفة النوم».

وذكر عبدالتواب «لم أقتل السيدة السعودية (م) بل ما حدث هو قضاء وقدر، حيث انزلقت قدماها من أعلى البئر فسقطت في الحال ولم أتمكن من إنقاذها».

وتابع باكيا بشدة «ضيعت أسرتي وعائلة زوجتي وأصبح مصيرهما السجن وخسرت كل شيء في الدنيا والآخرة».

وأضاف إن «كتاب الله الحكيم منع إزهاق الروح وقتلها ولكن غصب عني، وما حدث هو فعل طبيعي عندما حاولت (هـ) الكويتية قتلي».

وأفاد عبدالتواب الذي كان في حال انهيار تام، والخوف يسيطر على أفكاره وحواسه «لم أستطع النوم حتى الآن وكلما حانت لي الفرصة لأنال قسطا من النوم أجد الكويتية تطاردني في كوابيسي، لدرجة أنني بدأت أكلم نفسي وأقول ( أنا عملت كده ليه)؟ فيرد عليّ إحساس داخلي: (إنك كنت بتدافع عن نفسك كأي شخص طبيعي)».

واستطرد: «دائما أتذكر أسرتي التي شردتها وأصبحت خلف الأسوار، في انتظار المصير المحتوم بارتداء البدلة الحمراء، والمؤبد لزوجتي وأشقائها الثلاثة بسبب حماقتي».

وذكر: «كان يجب عليّ مداواة تلك الكارثة وإخبار (هـ) أن والدتها السعودية ماتت قضاء وقدرا، ولكن رد فعلها أجبرني للدفاع عن نفسي عندما حاولت قتلي».

وأكمل: «نعم عطفا عليّ وكانا يحنان عليّ، ولكن (م) استولت مني على مبلغ ألف دينار كويتي لمشاركتي مشروعا معهما، كما وعدتني بإعطائي نسبة من مبلغ 121 ألف دولار الذي تم وضعه في البنك الأهلي بمدينة الشروق شرق القاهرة، ولم تف بوعدها وأخلت به فغافلتها، وقمت بالاستيلاء على 960 ألف جنيه».

ومضى عبدالتواب قائلاً : «ما حدث هو حادث فردي للدفاع عن النفس، وأنا غير راض تماما عما صدر مني وضميري (صاحي) حاليا وأفقت الآن من السكينة اللي ذبحتني».

وزاد:«العلاقة أصيلة ومتينة وقوية بين الكويتيين والسعوديين والمصريين ولا يهزها ذلك الحادث الفردي الذي أنا كنت بطلا فيه وتسببت في تلك الجريمة، وأعلم جيدا أن هذا لا يؤثر على العلاقات بين الشعوب الشقيقة، خاصة أن الشعبين الكويتي والسعودي ساندا مصر في محنتها، وأنا أعلن توبتي ومن خلال جريدة (الراي) أتقدم بخالص التعزية للأسرتين، وأسفي واعتذاري لإخوتي وأشقائي في الكويت والسعودية».

وختم عبدالتواب «حقكم عليّ أنا أخطأت فيكم وادعوا لي بالمغفرة والتوبة واعذروني لأنها لحظة غضب».