في احدث تطورات القضية التي شغلت الرأي العام والتي تعتبر سابقة من نوعها في الكويت، قام المتهمون بتعذيب المواطن محمد غزاي المطيري حتى لفظ انفاسه الاخيرة، بحضور وكيل النائب العام، بتمثيل وقائع جريمتهم داخل الجاخور الذي شهد جانبا من عملية تعذيب المطيري وذلك قبل نقله الى مباحث الاحمدي حيث لقي مصرعه هناك متأثرا بالتعذيب الذي امتد لأيام.
وقالت مصادر مطلعة ان وكيل النائب العام طلب من جميع المتهمين سواء ضباط أو أفراد شرح دور كل منهم وكيفية قيامهم بتعذيب المواطن كما اطلع على الادوات التي استخدمها المتورطون في الاعتداء من بينها عجرة غليظة وشواية.
وكشفت المصادر ان عملية تمثيل الجريمة امتدت لأكثر من 4 ساعات حيث حرص وكيل النيابة على الاستماع بإسهاب وتصوير كل وقائع التعذيب.
على صعيد آخر، تراجع عدد من المتهمين عن اقوالهم السابقة بشأن علم مدير مباحث الأحمدي بواقعة التعذيب مؤكدين ان مدير المباحث لم يكن على علم بكل هذه التفاصيل اي تفاصيل اقتياد المواطن المطيري الى الجاخور والاعتداء المبرح عليه بالضرب.
واضافوا انهم اتفقوا فيما بينهم على ان توجيه الاتهام بالتورط الى مدير المباحث مرده اعتقادهم أن هذا هو السبيل للنجاة.
وكشفت المصادر ان النيابة العامة وحتى يوم امس لم تكن مقتنعة بأن يكون وراء هذا الكم الكبير من التــعذيب قضية تتعلق بحيازة مواد مسكرة مشــيرة الى ان النـــيابة العامة تعتقد ان هناك امورا ربما تكـــون خـــاصة كانت وراء هذا الكم الكبير من التعذيب الذي تعرض له المجني عليه وصولا الى موته بعد ايام من التعذيب؟
سر غامض
واكدت المصادر ان النيابة العامة تحاول جاهدة الوصول الى سر لم يفصح به المتهمون حتى هذه اللحظة الا وهو لماذا كل هذا الكم من التعذيب؟!
من جهته، قال شنيتر المطيري شقيق المواطن محمد غزاي المطيري والذي لقي حتفه بعد تعرضه للتعذيب على يد رجال الشرطة في مخفر الاحمدي انه لا يمكن ان يصف حجم الاصابات التي لحقت بشقــيقه، مشــيرا الى انه احد من شاهدوا جثة الفقــيد قبل دفنها، وشاهد ما لا يمكن تصديقه، لافتا الى ان جسد اخيه كانت عليه آثار تعذيب رهيب.
وقال شنيتر المطيري، في اتصال هاتــفي مع «الأنباء»: اثناء تغسيل الجثة صدمنا من حجم الاصابات التي بها، كما ذهل مغسل الموتى، فنحن لم نجد في جسد شقيقي مساحة 5 سم الا وقد طالها التعذيب والضرب.
واضاف شنيتر: اقسم بالله العظيم انني ومن شاهد جثة شقيقي قلنا ان الجناة الذين عذبوا شقيقي حتى الموت لو كان الفقيد قد قتل امهاتهم او ابناءهم ومثل بالجثث على افتراض ذلك لما كانوا قد عذبوه ذلك التعذيب الرهيب والذي من غير الممكن ان يحصل لحيوان لا لانسان، انه صعب تحمله.
ومضى قائلا: منذ ان شاهدت هذا التعذيب في جسد شقيقي والذي افتقدته اسرته، وكان يعيل ابناءه وزوجته وابناء شقيقه والذي توفي قبل 8 اشهر تاركا 8 اطفال.
واضاف: انني اشاهد هذه الاصابات كلما اغلقت عيني وأظل لساعات حتى يرهقني التعب واستسلم للنوم.
وقال: من غير الممكن ان اصف لكم شعور جميع افراد اسرته خاصة ابنته الصغيرة غلا، فأمنا داخل المستشفى وابلغناها بصعوبة بالغة ان اخي محمد انتقل الى جوار ربه، ولم نكن نستطيع ان نسرد لها انه مات من التعذيب، لدرجة اننا حجبنا عنها الصحف داخل المستشفى حتى لا تعلم ان ابنها وحبيبها وفلذة كبدها مات من التعذيب الوحشي الصادر عن وحوش وليس عن بشر.
القصاص مطلبنا
واضاف: كل ما نطلبه هو القصاص ولا شيء غير القصاص، وان تكون عقوبة الوحوش البشرية الذين نفذوا جريمة قتل شقيقي ان ينالوا عقابهم وبما يتناسب مع جرمهم.
ومضى بالقول: لن نرتاح كأسرة حتى يأخذ الجناة عقابهم العادل.
وحرص شنيتر على توجيه عظيم الشكر الى صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد على برقيته وايضا الى سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.
وشدد على ضرورة ان توجه الى الضباط الافراد المتهمين بقتل شقيقي جراء التعذيب تهمة حيازة مواد مسكرة بقصد الاتجار الى جانب سلسلة الجرائم الاخرى التي بانتظارهم باعتبارهم احضروا زجاجات خمر وادعوا انها ضبطت بحوزة شقيقي المتوفى.
البحث عن رباعية الدفع
من جهة اخرى، قال فيصل الطويح ابن عم القتيل محمد غزاي المطيري ان رجال مباحث النيابة يبحثون الآن عن مركبة رباعية الدفع تستخدم كسجن متنقل لتعذيب الناس وترويعهم، مؤكدا ان اسم هذه السيارة ورد في سير التحقيقات التي جرت مع المتهمين في قضية مقتل ابن عمه، مشيرا الى ان المباحث في حالة طوارئ قصوى لضبط هذه السيارة بأسرع وقت.
واضاف ان فرقة المباحث المناط بها البحث في هذه القضية ذهبت لمنزل قيادي كبير للعثور عليها خاصة بعد ورود معلومات بهذا الخصوص.
وكشف الطويح ان بعض القياديين خاصة التي تحوم حولهم الشكوك في التورط في اضلاع القضية قاموا باتلاف ملفات خاصة بعدد من الاشخاص الذين تم تعذيبهم، حيث اطلقوا سراحهم بعد ان هددوهم باعادتهم مرة اخرى للسجن اذا ما كشفوا عما تعرضوا له.