إقتربت دورة حوض النيل لكرة القدم من نهايتها, حيث لم يتبق سوي مشهد النهاية والختام المقرر ان يقام غدا بالاسماعيلية بمباراة مصر وأوغندا في النهائي.
ولكن بعد لعب المنتخب الوطني لأربع مباريات حتي الآن, ما هي حقيقة الاستفادة المصرية من التجارب النيلية؟! هناك تصريحات رنانة تخرج في المطلق, ولا تحمل ما يشير إلي حقيقة الوضع الحالي للمنتخب الوطني الذي من المفترض انه يعتبر هذه الدورة خطوة استراتيجية مهمة علي طريق الاستعداد للمباراة المهمة امام جنوب افريقيا في مارس المقبل حتي يستطيع استكمال المشوار نحو التأهل لنهائيات كأس الامم الافريقية2012, فالبعض يتحدث عن الاهداف وغزارتها وهاتريك بلال في كينيا أمس الاول وآخرون يتشدقون بتألق اللاعبين في مباريات الدورة متناسين فارق المستوي بين منتخب مصر والمنافسين, وغير مدركين أن هذه التوليفة ستتغير بنسبة تتجاوز الخمسين في المائة الشهر المقبل حين نلعب وديا مع امريكا في التجربة او البروفة الاخيرة قبل السفر لجوهانسبرج, حين يعود أحمد المحمدي وزيدان, وانتظار استعادة متعب وعمرو زكي وسيد معوض لمستواهم, واستشفاء حسني عبدربه, وانتهاء ايقاف عصام الحضري, وربما شفاء أحمد حسن, أي ان الموقف الحالي لا يعد تعبيرا عن الواقع المنتظر, وهنا لابد ان نتوقف عند الاستفادة الحقيقة من هذه الدورة, التي لابد ألا تختزل, كما قال البعض من كلام هزلي عن أنها ستفيد في مباراة النيجر, وليست جنوب افريقيا, وكيفية التعامل مع فريق يدافع جيدا ومستواه أقل!!
يضاف الي ذلك ان مصر لن تلعب بدون تأمين دفاعي أو ليبرو ـ أمام جنوب افريقيا, برغم أنها تلعب الآن بشكل مختلف, وهنا أتوقف مع صراحة الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة حسن شحاتة المدير الفني في توصيفهم لحجم الاستفادة من هذه الدورة والتي تم تلخيصها في ان افضل ما في مبارياتها انها اقيمت في غياب عدد كبير من الاساسيين!!
وقد يري البعض انه كلام غريب لفريق يستعد لمباراة مهمة ويحتاج تجهيز عناصره التي سيعتمد عليها ولكن لولا غياب المنتظر عودتهم في مباراة امريكا لما تم اكتساب الثقة بهذا الشكل في احمد سمير فرج ناحية اليسار, ولم يخرج مخزون الثقة والطاقة الكامنة لدي أحمد فتحي في ناحية اليمين الذي سيفيد ناديه الأهلي فيها جيدا خلال الفترة المقبلة, لاسيما ان اللاعب مر بمرحلة من المرونة وتعديل مراكز لعبة بين هذا المكان احيانا ووسط الملعب احيانا اخري, مما جعله يفقد هويته التي استعادها في هذه الدورة!!
وشرح الجهاز الفني اكثر, فتحدث عن الفوائد الحقيقية بتجهيز عناصر قد تكون بدائل جيدة حين يحتاجها مثل ابراهيم صلاح وعمرو السولية في وسط الملعب, وكذلك اصبح لديهم مهاجم عاد ثانية اسمه السيد حمدي, يضاف الي ذلك عودة شيكابالا لأجواء المنتخب الوطني من جديد, موضحين ان طول فترة هذه الدورة أذاب جليد توتر العلاقة, وأصبح شيكابالا مكسبا للفريق, مع النظر ايضا لاستعادة الثقة لدي وائل جمعة وأبوتريكة في أنفسهما من جديد خلال المباريات بعد مرحلة لم تكن جيدة نفسيا نظرا لبعض الهجوم الدائر في محيطهما بعد اهتزاز سيراليون والنيجر!!
بالفعل هذه مكاسب جيدة وكلام يحمل مضمون الحقيقة دون مبالغة او كلام غير مهضوم وهو ما دعمه أيضا أحمد سليمان مدرب حراس المرمي حين تحدث عن عبدالواحد السيد والتجانس الذي بدأ يحدث في كيمياء تعامله مع خط دفاع المنتخب وهذا ما دفع لمحاولة تثبيته ومنحه الفرصة الأكبر, حيث قال سليمان: كان عبدالواحد يحتاج هذه المباريات التي ارتقت به كثيرا ومسحت مشهد هدف مباراة قطر الودية!!
وبعد هذه الكلمات السابقة, ووضوح الصورة الحقيقية لمدي الاستفادة من دورة حوض النيل قبل نهايتها غدا, يبقي القول أن الفريق اكتفي بالأمس فقط بأداء تدريبات بالجيمانيزيوم للاستشفاء قبل مغادرة القاهرة اليوم في الاتجاه للاسماعيلية لاداء مران وحيد بها قبل لعب النهائي غدا امام اوغندا.