بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقت الكويت أمس نبأ وفاة العم خالد يوسف المرزوق، رحمه الله، الذي وافاه الأجل المحتوم في القاهرة عن عمر يناهز الثمانين عاما.
وبهذا المصاب الجلل فقدت الكويت أحد رجالاتها الأبرار وأبنائها الأخيار، الذي بذل الغالي والنفيس من أجل رفعة شأنها وكرامة أبنائها، ولم يدخر جهدا ولا مالا في سبيل واجبه الوطني الذي جبل عليه منذ طفولته واستمر معه نهجا ومبدأ لم يحد عنه طوال مسيرته، وعززه بإنجازات واضحة المعالم تحكي قصة البناء والعطاء والإيثار لوطن كان هو الهم وغاية القصد.
إن القلوب يعتصرها الألم ويملأها الحزن والأسى لوفاة العم خالد يوسف المرزوق، رحمه الله، وفقدان رجل عوّد من حوله على أن يكون لهم أبا وأخا وناصحا ومرشدا احتوى الجميع بمحبته وسعة صدره وخلقه الدمث وحبه الجم لفعل الخير ومساعدة المحتاجين.
وتعد وفاة العم خالد يوسف المرزوق رحيلا لأحد أبرز رموز عصر البناء والتعمير نظرا لإسهاماته الواضحة في إدخال النماذج المعمارية الجديدة الى البلاد، وأدواره المشهودة في تأسيس العديد من الشركات الناجحة التي كانت لها بصمات واضحة في عهد النهضة، بالإضافة الى دوره المهم في تأسيس العديد من البنوك المحلية التي شكلت منظومة النظام المصرفي في الكويت.
ولم يقصُر العم خالد يوسف المرزوق، رحمه الله، جهده على القطاع الاقتصادي، بل تعدى ذلك الى حقل الإعلام، حيث أضاف الى هذا القطاع أحد أعمدة الإعلام الكويتي بإصداره وتأسيسه لجريدة «الأنباء» التي كانت ولاتزال وستبقى تحمل رسالته الوطنية الخالدة على مرّ الأزمنة. ولقد تجلى دوره الوطني، رحمه الله، إبان محنة الاحتلال العراقي الغاشم عام 1990 حيث أصدر تعليماته باستمرار صدور الأنباء من القاهرة دون مقابل لإكمال المسيرة ولتكون صوت الشعب الكويتي.
وكان العم خالد يوسف المرزوق، رحمه الله، العضو المدني الوحيد في حكومة الطائف خلال فترة الاحتلال العراقي، تلك الحكومة التي استطاعت المحافظة على شرعيتها بما يمكنها من ممارسة سلطاتها وصلاحياتها الدستورية.
إن احتباس الدمع في المآقي والحرقة في القلب والكية في الكبد والألم المتشبع بالشوق لفقدان من ليس له رجعة هي الألم والأسى الحقيقيان اللذان يواجههما الإنسان في حياته. لكن عندما يكون الفقيد ساكنا فينا وخالدا في قلوبنا ونراه حولنا إحساسا ونبضا فسوف يبقى «خالدا».