عاشت الكويت أمس على مدى ساعتين مع عدد كبير من الدول ظاهرة فلكية لا تتكرر كثيرا وهي الكسوف، تلك الظاهرة التي تشعرنا بعظمة الخالق في خلق هذا الكون العجيب.
الخبير الفلكي د.صالح العجير قال: ان الكسوف بدأ من الساعة الـ 11 وحتى قرب الـ 1 ظهرا والذروة كانت في الساعة الـ 12، وكان من الممكن مشاهدته بنسبة 43% بواسطة زجاج مظلل او نظارات خاصة للكسوف، مؤكدا أنه لا يلزم ان نبالغ في الأقاويل عن مخاطر النظر إلى الشمس، فالكسوف موجود منذ زمن بعيد والناس كانوا يشاهدونه من دون نظارات، لكن إذا كانت النظارات موجودة يكون الوضع أفضل.
وأضاف: في الماضي لم نكن نعلم موعد كسوف الشمس او خسوف القمر وكان التنبيه بالمناداة في الطرق التقليدية، مبينا ان خسوف القمر يكون له لون برونزي رائع.
من جهته أوضح رئيس مجلس إدارة النادي العلمي إياد الخرافي أن هذا الحدث لا يتكرر كثيرا على مدى الأعوام، وان تكرر فهو حالة نادرة، لافتا إلى أن مرور القمر بين الشمس والأرض هو حالة فريدة ودليل على الإعجاز الكوني الموجود.
وأضاف: خلال 6 سنوات ماضية جاء هذا الحدث 4 مرات وفي كل مرة اشعر برهبة مما يبين مدى الإعجاز الخالق في تحريك الكواكب، وهي على مسافات كما تلاحظون ان هذه الظاهرة هي تجربة تبين للمشاهدين كيفية مسارات الكواكب.
من جهته قال الأمين العام للنادي العلمي الكويتي م.أحمد المنفوحي ان النادي حريص على متابعة مثل هذه الظواهر، مشيرا إلى ان الموجودين خلال ملاحظة الظاهرة هم من خريجي النادي مما يشعرنا بالفخر والاعتزاز، معلنا ان دفعة جديدة من الشباب المختص في علم الفلك سيتخرجون قريبا من هذه الإدارة.
وأعلن أيضا عن استعدادات يجريها المعهد للبدء في مسابقة مكانيكا السيارات، لاسيما أن هذه الأنشطة يشارك فيها الطلبة وهم قريبون جدا من الحصول على إجازة القيادة، بحيث نوفر لهم التوعية المرورية، شاكرا وزارة الداخلية على تعاونها وتبنيها للمسابقة، بمشاركة تزيد على 2000 طالب وطالبة.
وفي مرصد الفنطاس كانت الظاهرة مناسبة لتجمع ديبلوماسي شعبي كبير حيث حضر سفير الجمهورية العربية السورية بسام عبدالمجيد والقائم بالاعمال لجمهورية روسيا الاتحادية والوفد المرافق له، وعدد كبير من طالبات مدرسة فاطمة الحقان بالفنطاس، اضافة الى حضور غفير من اهالي الكويت، تمت في مرصد الفنطاس الفلكي مراقبة كسوف الشمس الجزئي صباح امس، والذي بدأ كما كان متوقعا في الساعة العاشرة و42 دقيقة، واستمر الى نحو الساعة الواحدة ظهرا، وتزامن هذا الكسوف في عدة دول منها دول النصف الشمالي من القارة الافريقية ومعظم دول اوروبا ومنطقة الشرق الاوسط وروسيا.
وقد قام خبير التصوير جابر البلوشي بتصوير مراحل الكسوف ونقلها الى شاشة الحاسب الآلي، في حين ألقى الباحث والخبير الفلكي عادل السعدون محاضرة موجزة باللغة الانجليزية لطالبات مدرسة الحقان، استعرض فيها كيفية حدوث كسوف الشمس من الناحية الفلكية واسبابه، لافتا الى ان الكسوف يحدث دائما في اول الشهر القمري (الهجري) عندما يعبر القمر امام قرص الشمس ويحجب اشعتها عن الارض، في حين يكون كسوف الشمس كليا عندما يعبر القمر على مركز العقدة الصاعدة او الهابطة ويكن جزئيا عندما يبتعد القمر عن مركز العقدة.
آلاف المسلمين أدوا صلاة الكسوف
شهدت محافظات الكويت الست تلبية من قبل الأئمة والخطباء والمؤذنين وجمهور المسلمين لدعوة وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية المساعد لشؤون المساجد ندبا، فريد عمادي، الى اقامة صلاة كسوف الشمس والذي شوهد صباح امس الثلاثاء مع دخول الدقيقة الثانية والأربعين بعد الساعة العاشرة صباحا. وكان وكيل الأوقاف المساعد لشؤون المساجد ندبا، فريد عمادي، قد دعا يوم امس الاول جمهور المسلمين الى صلاة الكسوف مستشهدا بما جاء في الصحاح ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى لكسوف الشمس وخسوف القمر، وثبت في السنة النبوية الشريفة، انه قال صلى الله عليه وسلم «ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى، لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم».وأضاف عمادي انه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وعملا بسنته المطهرة وإحياء لها فقد أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية تعميما اداريا تم توزيعه على ادارات المساجد قبل يوم اول من امس الاثنين دعت فيه الأئمة والخطباء الى اقامة صلاة الكسوف في المساجد التي تم تعيينها في كل محافظة من محافظات الكويت الست.