أكد سفير جمهورية مصر العربية لدى الكويت عبدالكريم سليمان أن حنكة
صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وقيادته الحكيمة كانت الخط العريض
والفاصل والداعم الأكبر للمحافظة على العلاقات بين البلدين، وأضاف في لقاء
خاص مع «الأنباء» ان حجم التبادل التجاري بين البلدين شهد زيادة خلال
السنوات الأربع الماضية حيث وصل الى 450 مليون دولار بدون مشتقات البترول،
مشيرا إلى توقيع 14 اتفاقية في جميع المجالات بين البلدين، واصفا تجربته في
الكويت بفصل من فصول الديبلوماسية التي أضيفت لخبراته، معتبرا ان أصعب
المراحل التي مرت على مصر هي فترة حكم الإخوان الذين لفظهم الشعب بمجرد
سقوط أقنعتهم، كاشفا عن إعادة هدم وبناء السفارة المصرية اعتبارا من نوفمبر
المقبل تزامنا مع الانتخابات البرلمانية المقبلة ودمج السفارة والقنصلية
في مكان واحد وهو ما سيحد من المشاكل.
وأوضح سليمان ان موضوع انشاء
مدرسة للجالية المصرية تم بحثه على جميع الأصعدة والمستويات واللجان
المشتركة، الا ان ادارة الفتوى والتشريع الكويتية أكدت عدم جواز بناء مدرسة
عربية داخل دولة عربية، معربا عن تفاؤله بتصريح وزير التربية د.بدر العيسى
بقرب انشاء مدرسة مصرية.. والى تفاصيل اللقاء:
كنت ممثلا لرئيس جمهورية مصر العربية في حقبة زمنية صعبة توالت عليها أنظمة مختلفة..حدثنا عن كواليس وخفايا هذه الحقبة؟
&<645;
عاصرت خلال 4 سنوات هي فترة وجودي بالكويت 5 رؤساء حيث تغيرت الأنظمة
والسياسات والأيديولوجيات وتعاقب 6 وزراء على وزارة الخارجية، وكان آخر
قرار جمهوري وقعه الرئيس مبارك ضمن حركة التنقلات للسفراء في وزارة
الخارجية، هو قرار تعييني بالكويت، وعندما قامت ثورة 25 يناير، وقع أوراق
اعتمادي المشير حسين طنطاوي ، ثم جاءت الانتخابات الرئاسية وتولى المعزول
محمد مرسي حكم مصر، ثم قامت ثورة 30 يونيو، وتولى المستشار عدلي منصور
رئاسة الدولة، ثم أجريت الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي فاز فيها الرئيس
عبدالفتاح السيسي بأغلبية ساحقة، وهي فترة عصيبة في تاريخ مصر، وكان من
ضمن التكليفات التي كلفت بها قبل مجيئي للكويت تنمية وتطوير وتعزيز
العلاقات الثنائية والحفاظ عليها بين البلدين، كأولوية أساسية من مهامي
الرئيسية، وما أود ان أؤكده هنا ان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد
بحكمته وحنكته الديبلوماسية كان الداعم الأكبر للمحافظة على العلاقات بين
البلدين، والخط العريض والفاصل في المحافظة على العلاقات بين البلدين هو ان
الكويت الشقيقة حكومة وقيادة وشعبا تقف دائما مع خيارات الشعب المصري،
لذلك لم تتأثر العلاقات بين البلدين، على العكس من بعض الدول التي لم تقف
مع خيارات الشعب المصري فتأثرت العلاقات بينها وبين مصر.
ما مدى انعكاسات ثورتي 25 يناير و30 يونيو على مشاركة المصريين في الاستحقاقات السياسية بالكويت؟
&<645;
الشعب المصري يعي جيد ماذا يريد، ولديه الحكمة والرؤية لخياراته السليمة،
والدليل على ذلك عندما سقط قناع الإخوان ولمس الشعب أنهم جماعة تسعى الى
احتكار السلطة، لفظهم، فقامت ثورة 30 يونيو، وفترة ما بعد الثورتين ومشاركة
المصريين في الانتخابات فترة مهمة، وأكاد أكون السفير الوحيد بالخارج الذي
عاش فترة الانتخابات من بدايتها حتى الآن مع إعادتها مرتين مع الوضع في
الاعتبار تعداد الجالية المصرية الكبير في الكويت، وكانت نسبة الحضور هي
الأولى بين سفارات مصر بالخارج، فقد كنا في اليوم الواحد نتعامل مع 30 ألف
ناخب مع أسرته، لذلك كان لهاتين الثورتين انعكاسات سياسية على المصريين،
وهو ما تطلب من السفارة مضاعفة الجهود لاستيعاب انعكاسات الثورتين ، خاصة
ان ثورة 30 يونيو كانت تصحيح مسار لثورة 25 يناير، فقد اخذتنا ثورة 25
يناير الى منعطف خاص بجماعة، فصحح الشعب المصري مسار الثورة وأعادها الى
طريقها الصحيح في 30 يونيو.
والمصريون بالكويت يمثلون عددا كبيرا ومتنوعا
من فئات المجتمع لذلك يصح القول بتسميتهم «مصر المضغوطة» فهم يمثلون
المجتمع المصري بكل فئاته ولكن بصورة مصغرة نظرا للتنوع الفكري والثقافي
فيما بينهم. والقاعدة العريضة للمصريين بالكويت هي نفسها الموجودة بمصر،
الا قلة قليلة للغاية، وبصفة عامة فالمصريون بالكويت تأثروا بالثورتين وهو
ما انعكس على علاقاتهم بالسفارة، والحمد لله تجاوزنا المرحلة بالصبر
والحكمة، وما استطيع قوله انه بالرغم من الاختلافات فالأغلبية العظمى
للمصريين مع النظام والجيش والشرطة ومع أهداف ثورة 30 يونيو.
ما أبرز مشاكل المصريين بالكويت؟
&<645; هناك مشاكل
قنصلية وهي عادية مثل تأخر جوازات السفر وشهادات الميلاد، وفرض الغرامات
على الجوازات والتي سببت ربكة للقنصلية تزامنت مع تحديد منظمة الطيران
المدني «الايكاو» يوم 24 نوفمبر كحد أقصى لاستخدام جوازات السفر العادية،
ما أدى للضغط على القنصلية بالكويت ووزارة الخارجية والداخلية في مصر،
لتجديد 100 ألف جواز في نفس التوقيت، إضافة إلى مشاكل شركات العمالة
الوهمية والتي يتعامل معها المكتب العمالي، وهناك مشاكل مزمنة تتطلب وقت
لحلها.
المدرسة المصرية
السفارة المصرية قطعت شوطا كبيرا لإنشاء مدرسة مصرية لأبناء الجالية أين وصلت الأمور وما سبب التأخير؟
&<645;
على مدار فترة عملي بالكويت قمنا بترتيب زيارات لعدد من وزراء التربية
المصريين الى الكويت لبحث الموضوع بالإضافة لبحث وطرح ومناقشة الأمر سواء
على مستوى اللجان المشتركة بين البلدين او على مستوى الزيارات الرسمية
ومازال الأمل موجودا حيث منذ فترة قريبة صرح وزير التربية والتعليم د.بدر
العيسي بقرب انشاء مدرسة مصرية والعمل جار لتحقيق ذلك الأمل.
الميزان التجاري بين البلدين الى أين وصل؟ وماذا عن الاستثمارات الكويتية ـ المصرية؟
&<645;
هناك زيادة في حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الأربع سنوات الماضية
فقد كان 330 مليون دولار ووصل الآن الى 450 مليون دولار من دون البترول
ومشتقاته، كما ان حجم الاستثمارات يصل الى 3 مليارات دولار، وقد شهدت
الفترة السابقة ارتفاعا في أعداد الشركات الكويتية التجارية المستثمرة بمصر
لأكثر من 150 شركة خلال الأربع سنوات الماضية، إضافة الى تجاوز عدد
الشركات المصرية بالكويت الى 2700 شركة، إضافة الى زيادة حجم العمالة
المصرية بالكويت وتوفير فرص عمل لها.
ما ابرز الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين وفي اي المجالات؟
&<645;
اول لجنة مشتركة عقدت بين البلدين كانت في 2010، وفي ديسمبر الماضي تم
توقيع 14 اتفاقية في كل المجالات رياضية وثقافية وعلمية وتعليمية وقنصلية
بين المعهد الديبلوماسي المصري والكويتي، وتم اختيار عام 2015 عاما للثقافة
المصرية ـ الكويتية، ومن خلال المكتب الثقافي المصري قمنا بالعديد من
الأنشطة تمثلت في عدد من الفعاليات، منها استضافة الفرق المصرية للفن
الشعبي، واقامت السفارة العديد من الندوات لتأبين نجيب محفوظ والابنودي،
بالإضافة الى تكريم عدد من الفنانين التشكيليين وكتاب كويتيين فضلا عن
تنظيم المعارض والأمسيات الفنية والثقافية.
دمج القنصلية والسفارة
ماذا عن تحويل القنصلية العامة المصرية الى قنصلية فقط وبنفس الأعداد؟
&<645; القنصلية تحولت منذ 4 سنوات قبل مجيئي
للكويت من قنصلية عامة الى قنصلية، وذلك لعدة أسباب أهمها ترشيد الإنفاق
بعد ثورة 25 يناير، وقنصلية الكويت هي آخر قنصلية عامة مصرية تقع في نفس
العاصمة تخفض على مستوى العالم ورغم ذلك فقد تمت زيادة أعداد العاملين
بالقنصلية لضمان تقديم خدمات أسرع نظرا لعدد الجالية الكبير ولكن القنصلية
بحاجة لدفعة كبيرة من العمل لتطوير الأداء من وجهة نظري ولضمان خدمات أفضل
للجالية لابد من دمج مبنى القنصلية والسفارة في مكان واحد، ونأمل مع تسلم
القنصل الجديد السفيرة هويدا عبدالرحمن حدوث تطوير ودفعة في العمل القنصلي.
منذ توليكم مهام عملكم كسفير تم تكليفكم بإعادة بناء مبنى السفارة وتم وضع تصور ورسم للماكيتات الخاصة بالمبني، أين وصل الأمر؟
&<645;
كان من بين المهام والتكليفات التي كنت مكلفا بها إعادة بناء مبنى
السفارة، وهناك جزء خاص بالأوراق والإجراءات الروتينية والتي استغرقت وقت
مع السلطات الكويتية، وهناك أمر آخر وهو انه اذا تم هدم السفارة خلال
الفترة الماضية في ظل التطورات التي شهدتها مصر فلم يكن من المتاح اقامة
الانتخابات في مبنى آخر، نظرا لأن مساحة السفارة كبيرة وتستطيع استيعاب
الأعداد الكبيرة للجالية المصرية، مع توفير درجة التأمين المطلوبة،
واستطعنا الحصول على التراخيص والموافقات الخاصة بهدم واعادة بناء السفارة
اعتبارا من نوفمبر المقبل، وستتزامن مع الانتخابات البرلمانية المقبلة.
لا علاقة للسفارة بمجلس الجالية
مجلس
الجالية المصرية يعاني من العديد من المشاكل والاختلافات فيما بين أعضاؤه
ما الأسباب.. ودائما توجه الاتهامات للسفارة فما علاقة السفارة بمجلس
الجالية؟
&<645;
مشكلة مجلس الجالية بالكويت هي ارتباطه بالسفارة رغم انه من المفترض انه
كيان منفصل عن السفارة، وقد تم حله بعد انتهاء ولايته القانونية في 31
أكتوبر الماضي وللأسف هناك ربط شديد بين مجلس الجالية والسفارة الى الحد
الذي عندما تتم مهاجمة مجلس الجالية يهاجم السفير وهذا من ضمن الأعباء التي
تحملتها منذ توليت مهامي كسفير، والمفترض ان تجرى انتخابات جديدة، وقد
التقيت ممثلين لعدد من الروابط المصرية بالكويت وتم الاتفاق على ان ننتظر
الى إن يتم انتخاب ممثل للمصريين بالخارج في الانتخابات البرلمانية المصرية
المقبلة، ومعرفة صلاحياته ومهامه ليتسنى بعدها اجراء انتخابات لمجلس
الجالية وتحديد مهامه.
تعرضتم للانتقادات والشائعات كيف تجاوزتم ذلك، وماذا عن تجربتكم الديبلوماسية بالكويت؟
&<645;
الشائعات نوع من الشوشرة ضمن نظرية الإرباك، وهذه امور طبيعية لأي شخصية
عامة، وفي بداية وصولي تم ربط اسمي مع الراحل اللواء عمر سليمان فأصبحت من
الفلول، ثم اتهمت بالانتماء للإخوان وربط اسمي بوزير العدل الأسبق في زمن
الإخوان احمد سليمان. وقد كنت مساعدا لوزير الخارجية قبل تسلم عملي كسفير
بالكويت، وخبرتي العملية والديبلوماسية جعلتني أكثر تحصنا من التأثر بمثل
هذه العوارض السطحية والمغرضة. وفيما يخص اتهامي أثناء لقائي مع احمد موسى،
فقد كان هناك اتفاق لتسليط الضوء على زيارة الرئيس السيسي، مع الاتفاق على
عدم استقبال اتصالات نهائيا ولكن البرنامج نكث بوعده وفوجئت بكم من
الاتصالات توجه لي، وما حدث جاء لصالحي وما اضعف الاتصالات أنها كانت موجهة
وتسير في اتجاه واحد، وهو نوع من الشوشرة للإرباك كما قلت.
وفيما
يخص عملي بالكويت فانا اعتبر الكويت فصل من فصول المدرسة الديبلوماسية
وإضافة لخبراتي السابقة، حيث كانت أول مرة اعمل في دولة عربية خليجية، وقد
عملت لمدة 30 عاما كديبلوماسي في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، ولكن
العمل بالكويت مختلف، خاصة ان عدد الجالية يصل إلى نحو 750 ألف مصري، من
مختلف الفئات والثقافات.
وقد سهلت الخارجية
الكويتية لي الكثير من الأمور، والمجتمع الكويتي منفتح ويستطيع المرء
الاندماج معه بجميع أطيافه وفئاته، وقد ارتبطت مع الكويتيين بصداقات طيبة،
ووجدت تواصلا وتواجد إعلامي مميز ومختلف عن إي دولة عملت فيها، لذلك
فالكويت بالنسبة لي إضافة مميزة لخبراتي في العمل الديبلوماسي ومما يستحق
الإشادة هو أن التواصل مع الحكومة الكويتية والشعب الكويتي خفف مهام عملي
سواء خلال فترة الانتخابات أو مرحلة تغير الأنظمة في مصر.
قناة السويس معجزة بشرية
اكد السفير عبدالكريم سليمان ان قناة السويس معجزة بشرية وشاهد على عظمة
المصريين وقدرتهم على صنع المعجزات بأي وقت، بداية من تجميع الـ 64 مليارا
خلال أسبوع وهي المعجزة الأولى، والحفر خلال عام كامل بدون توقف وهو
المعجزة الثانية.
والآن لدينا معجزتين في السويس إحداهما قام بها
الأجداد والأخرى نفذها الأحفاد في نفس المكان وبنفس الأسلوب، كما قال
الرئيس عبدالفتاح السيسي ان القناة الجديدة هي هدية مصر للعالم والتجارة
العالمية، ومع أن مصر ستحقق عوائد مستحقة من ورائها فإن العالم اجمع
سيستفيد أيضا، فتحية من القلب لكل من فكر او ساهم او تبرع لإقامة هذا الصرح
العظيم والتي اعتمدت على أموال الشعب وسواعده، وتحية لكل من بذل مجهود
لحفرها، وتحية للقوات المسلحة المصرية، وقد قررت السفارة إقامة احتفالات
العيد الوطني وافتتاح قناة السويس هذا العام يوم 10 أغسطس.