حذر أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، من مغبة تنامى ظاهرة الإرهاب واتساع رقعته بمختلف أشكاله وصوره فى السنوات الأخيرة واشتداد ضراوته وعنفه حتى أصبح يهدد أمن الدول واستقرارها. وأكد الأمير صباح الأحمد فى كلمة ألقاها اليوم الخميس، بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك أن ذلك يحتم على المجتمع الدولى بأسره تكريس طاقاته كافة للتصدى للإرهاب والقضاء عليه وتجفيف منابعه لتنعم الدول والشعوب بالأمن والسلام. وقال إن على المجتمع الدولى أيضًا تعزيز جهوده للحد من انتشار ظاهرة الاحتقان الطائفى البغيض، ومنع اتساع رقعته لما يشكله من تهديد لكيان الأمم وتفتيت وحدتها. وأضاف الشيخ صباح "أننا ونحن فى هذا الشهر الفضيل شهر الجود والإحسان علينا أن نتذكر ما تعانيه العديد من دولنا العربية الشقيقة من ويلات الصراعات والحروب وفقدان الأمن والأمان وما نتج عن ذلك من مآس إنسانية تدمى القلوب أدت إلى تجويع شعوبها وتشريد مواطنيها داخل وخارج أوطانهم وعهدنا بكم أهلنا فى الكويت ممن جبلوا على حب الخير والبر والإحسان منذ القدم أنكم سباقون فى مد يد العون حيث سجلتم دورا متميزا فى هذا المجال". وكان وزراء الداخلية فى دول مجلس التعاون الخليجى قد تنادوا فى أعقاب التفجير الإرهابى فى مسجد (الصادق) إلى اجتماع فى الكويت، أعربوا عن إدانتهم الشديدة للأعمال الإرهابية التى تستهدف شعوب دول المجلس واستقرارها. وأكد الوزراء فى بيان أصدروه فى ختام الاجتماع، أن هذه الأعمال الإرهابية لا علاقة لها بالدين الإسلامى الحنيف وقيمه السمحاء التى تنبذ العنف وقتل الأنفس البريئة والتسبب بالدمار والخراب. وجدد الوزراء الدعوة إلى الشباب المسلم لتغليب المصلحة الوطنية باليقظة وعدم الانسياق وراء الأفكار الهدامة ومن يروج لها والتى هى بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامى. ولفتوا إلى دور علماء الدين ووسائل الإعلام فى إيضاح الصورة الحقيقة للإسلام "الوسطى المعتدل البعيد عن الغلو والتطرف والعنف" مشددين على ضرورة مضاعفة الجهود الدولية لمواجهة هذه الآفة والعمل على استئصالها والتنسيق والتعاون فى مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله عبر تكثيف التعاون بين الأجهزة المعنية فى دول مجلس التعاون ونظيرتها فى دول العالم بهدف القضاء على ظاهرة الإرهاب. واستذكر الوزراء فى البيان الأعمال الإرهابية التى ارتكبتها أيادى الإرهابيين فى الآونة الأخيرة فى كل من السعودية والبحرين واعتداءاتهم المستنكرة ضد دور العبادة فى كل من مدينتى الدمام والقديح بالمملكة العربية السعودية، واستهداف موكب إغاثى من دولة الإمارات العربية المتحدة بالصومال. وشددوا على أن هذا المخطط الإجرامى الذى يتبناه الإرهابيون استهدف المدنيين الأبرياء فى دور العبادة وزرع الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، معتبرين أن هذا المخطط الإجرامى خروج على مبادئ الدين الإسلامى الحنيف الذى يدعو إلى الوسطية والتسامح والاعتدال. وأشادوا بالعمل الأمنى الجماعى فى دول المجلس، مؤكدين أن أمن وسلامة المجتمعات الخليجية كل لا يتجزأ "وأن دول المجلس ستبقى بإذن الله عصية على الإرهابيين المجرمين الذين تجردوا من كل القيم والمبادئ الإسلامية، واتخذوا العنف والقتل وسفك الدماء سبيلا لتحقيق أهدافهم الدنيئة".