الفوز والهزيمة وجهان لعملة واحدة‏,‏ فمن الممكن أن نلعب ونؤدي بشكل جيد ونخسر‏,‏ ومن الممكن ايضا أن يحدث العكس وتفوز وفي الحالة الأولي قد تكون الجماهير راضية عن النتيجة إذا خسرنا بشرط

 أن نظهر بصورة جيدة تليق بسمعة الكرة المصرية كمنتخب هو بطل افريقيا ومتوج علي عرش القارة السمراء منذ عام‏6002‏ بعد أن أحرزنا كأس افريقيا بالقاهرة وحتي آخر بطولة هذا العام التي أقيمت بانجولا وتلك النتائج الجيدة جعلت المنتخب الوطني يتبوأ مركزا متقدما في التصنيف الأخير لشهر ديسمبر وتقدمنا للمركز التاسع وتخطينا منتخبات عريقة مثل المنتخب الايطالي‏.‏

الهزيمة أمام المنتخب القطري أمس باللقاء الأول الودي الذي أقيم بينهما باستاد خليفة الدولي احدثت ردود فعل غاضبة لدي الشارع الرياضي والصدمة كانت قوية ومدوية للجالية المصرية التي ملأت جنيات استاد خليفة بخلاف الآلاف التي لم تستطع الدخول‏,‏ وإذا كانت الهزيمة هي الوجه الثاني للفوز إلا أن المنتخب الوطني لم يستحق إن يفوز أو يتعادل كان المنتخب القطري قد تفوق تحت قيادة مديره الفني الفرنسي برونو ميتسو تكتيكيا داخل المستطيل الأخضر‏,‏ وكانت هناك أخطاء واضحة من جانب حسن شحاتة من خلال التشكيل الذي بدأ به المباراة وايضا الأخطاء الساذجة التي وقع فيها ثلاثي الدفاع‏,‏ وكلفت شباكنا هدفين في الشوط الأول‏.‏

ولكن يبقي السؤال كيف كانت تلك الأخطاء من خلال التشكيل الذي لعب به المنتخب الوطني أمام نظيره القطري؟‏..‏ وللإجابة السؤال الماضي نتطرق أولا إلي التشكيل وطريقة اللعب لمنتخبنا‏.‏ حيث لعب في حراسة المرمي عبدالواحد السيد وأمامه ثلاثي الدفاع أحمد دويدار ووائل جمعة ومحمود فتح الله وفي الوسط الخماسي أحمد سمير فرج وأحمد فتحي واسلام عوض وابراهيم صلاح وأحمد عبدالملك وفي الهجوم الثنائي محمد أبوتريكة ومحمد ناجي جدو‏.‏

ومن خلال التشكيل السابق نجد تلك النقاط المهمة في طريقة اللعب لمنتخبنا وهي‏:‏

‏1-‏ شحاتة لعب بطريقة‏3‏ ـ‏5‏ ـ‏2‏ ولكن كانت الطريقة تغير حسب خطة المباراة وهي‏3‏ ـ‏4‏ ـ‏2‏ ـ‏1‏ حيث عاد ابوتريكة خلف جدو‏,‏ ووضح من خلال بداية المباراة بان المنتخب لم يلعب برأس حربة صريح بسبب الاصابة المفاجئة التي حدثت لأحمد عبدالظاهر‏.‏

‏2-‏ الظروف التي حدثت قبل اللقاء وبساعات باصابة عبدالظاهر خارج نطاق شحاتة وهو له العذر في ذلك‏,‏ ولكن كيف يذهب لخوض مباراة وفي قائمته‏02‏ لاعبا لايوجد منهم سوي لاعب واحد فقط يلعب في مركز رأس الحربة‏..‏ ولماذا لم يضم أكثر من لاعب في هذا المركز وعلي سبيل المثال وليس الحصر أحمد علي لاعب الاسماعيلي؟

‏3-‏ الفرنسي ميتسو لعب بذكاء مع شحاتة وعرف كيف يقرأ المنتخب المصري في ربع ساعة فقط التي سيطر عليها منتخبنا حيث وضح اعتماد شحاتة علي اللعب في الاطراف بانطلاقات أحمد سمير فرج وأحمد فتحي والأول كان الأفضل والأسرع بعكس فتحي الذي لم يعرف كيف يدافع أو يهاجم ولعب ابوتريكة خلال تلك الفترة بشكل جيد‏,‏ ولكنه لم يستطع أن يكمل المباراة بنفس القوة بعكس أحمد عبدالملك الذي تألق ولكنه تفرغ بعدها باللعب بعصبية شديدة أثر علي ادائه‏.‏

‏4-‏ لاعب الارتكاز اسلام عوض وابراهيم صلاح لم يلعبا ايضا بالشكل المطلوب ولم يستطع أي منهما ايقاف خطورة لورانس من العمق فجاءت سيطرة وسط الملعب للمنتخب القطري الذي تفوق بشكل واضح بفضل صانع العابه وسام رزق وسرعة فابيو سيزار وسبستيان سوريا اللذين ارهقا تماما ثلاثي الدفاع المصري‏.‏

‏5-‏ لعبنا بـ ليبرو صريح وهو أحمد دويدار ومع هذا كانت هناك اخطاء من الدفاع وجاء الهدف الأول القطري من تمريرة سريعة بالجبهة اليسري لم يستطع فتحي تغطية مركزه أو فتح الله أو دويدار في ابعاد الكرة قبل ان تصل للمهاجم سوريا الذي أحرز الهدف الأول‏.‏

‏6‏ـ الهدف الأول لقطر اربك حسابات المنتخب وافتقد تركيزه داخل الملعب وابتعدت الخطوط رغم التغيير الذي اجراه شحاتة بنزول شريف عبدالفضيل بدلا من اسلام عوض وتغيير طريقة اللعب إلي‏4‏ ـ‏4‏ ـ‏2‏ والهدف الثاني الذي جاء بخطأ من وائل جمعة يتحمله وحده لان الف باء آخر لاعب عندما يعيد الكرة إلي الحارس يجب أولا ان تكون بعيدة عن القائمين والعارضة تحسبا بان تكون الكرة سريعة كما حدث واسفر عن الهدف الثاني‏.‏

‏7-‏ التغييرات الـ‏5‏ التي أجراها شحاتة في الشوط الثاني لم تحدث أي جديد في صفوف المنتخب رغم التحسن الملحوظ في الاداء بعكس تغييرات ميتسو المؤثرة‏.‏

‏8-‏ وفي النهاية إذا كنا خسرنا مباراة فاللقاء في حد ذاته مفيد للغاية للجهاز الفني للمنتخب لأن الاخطاء مازالت قائمة منذ ان انطلقت تصفيات افريقيا المؤهلة لنهائيات‏2012‏ بغينيا الاستوائية والجابون عندما تعادلنا أمام سيراليون وخسرنا أمام النيجر والوقت المتبقي نحو ثلاثة أشهر قبل مواجهة جنوب افريقيا بالجولة الثالثة‏,‏ فتلك الاخطاء يجب ان تعالج بشكل جيد اذا اراد اعضاء الفريق وجهازهم الفني ان يدافعوا عن سمعة بطل افريقيا‏.‏