لم يعد لشعار‏'‏ انضم للأهلي أو الزمالك لتلتحق بمنتخب مصر‏'‏ قيمة‏,‏ بعد اعتماد الجهاز الفني للمنتخب في اختياراته للاعبين علي ضم الأفضل بغض النظر عن أسماء الأندية‏.

‏ لذا قرر الكثير من لاعبي الأهلي والزمالك الرحيل بحثا عن فرصة في المنتخب‏,‏ فنالها بعضهم‏,‏ ومازال آخرون في الانتظار‏,‏ بعد أن قدموا أوراق اعتمادهم في الدوري‏,‏ واعتراف جهاز المنتخب بأنهم من القوام الرئيسي‏.‏

البداية مع محمد عبدالمنصف الذي تم ترشيحه بقوة للمنتخب بعد رحيله عن الزمالك لينضم للجونة‏,‏ وبالفعل كان النادي الساحلي متنفسا له للترشيح للمنتخب بعد أن كان ضمن قائمته في بطولتي كأس الأمم بالقاهرة وأنجولا‏,‏ وبرغم تجاوزه في الاختيار الأخير لمباراة استراليا فإنه يبقي أحد المرشحين خلال المعسكرات المقبلة‏.‏

يقول عبدالمنصف‏:‏ بعد سنوات من التجميد في الزمالك‏,‏ قرر البحث عن مكان يستعيد فيه نفسه‏,‏ ولياقته‏,‏ ومكانته كحارس كبير‏,‏ ورأي أن اختياره للجونة يحقق له كل ذلك بعيدا عن الضغوط العصبية والجماهير المأجورة التي كانت تهتف ضده بإيعاز من بعض أعضاء النادي أنفسهم‏.‏

وأضاف عبدالمنصف‏:‏ عمري‏'‏ اتسرق‏'‏ في الوعود والتطمينات بأني سأعود لحراسة المرمي‏,‏ مشيرا إلي أن رحيله تأخر‏3‏ سنوات‏,‏ وكان هو القرار الأنسب في ظل هذه الظروف لأن السن لم تعد تسمح‏,‏ مضيفا أن هذه العوامل ساعدته علي التألق بقوة فاستحق الترشيح للمنتخب‏.‏

أما أحمد عيد عبدالملك ـ مهاجم حرس الحدود ومنتخب مصر ـ فيروي تجربة خروجه من الزمالك وكيفية انضمامه للمنتخب بقوله‏:‏ شعوري بالظلم عندما استغني عني الزمالك‏,‏ كان دافعا لي للبحث عن ناد لأتألق فيه‏,‏ وكانت تجربة المحلة ثم أسوان‏,‏ و الأخيرة كانت جيدة‏,‏ وزاد خلالها مستواي‏,‏ فاشتراني حرس الحدود وحاول الأهلي ضمي فرفض مسئولو الحرس الصفقة‏,‏ ومن يومها أصبحت أحد لاعبيه الأساسيين‏.‏

وأضاف عبدالملك‏:‏ الألماني أوتوفيستر ـ المدير الفني الأسبق للزمالك ـ طلب الاستغناء عني بأي طريقة برغم أنني شاركت معه في مباريات رسمية وتألقت فيها‏,‏ مضيفا أن الأجهزة الفنية التي تعاقبت علي الحرس‏,‏ وكذلك اللاعبون‏,‏ لديهم الطموح في تقديم أنفسهم بصورة مختلفة‏,‏ وهو ما حدث‏,‏ برعاية إدارة واعية تلبي كل مطالبهم‏,‏ مما جعل معظم أفراد الفريق نجوما‏,‏ وانضم معظمهم للمنتخبات الوطنية‏,‏ وآخرهم أحمد حسن مكي‏,‏ ومن قبله أحمد سعيد أوكا‏,‏ وأحمد عبدالغني‏.‏

وأضاف‏:‏ لعب لمنتخب مصر بالمصادفة‏,‏ وتحديدا في مباراة أوغندا في ديسمبر‏2004,‏ حيث داهمت الإصابات عبدالحليم علي وعمرو زكي ومحمد محسن أبوجريشة‏,‏ ولم يكن في هجوم المنتخب إلا مجدي عبدالعاطي وعماد متعب‏,‏ فقام حلمي طولان المدير الفني للحرس في هذه الفترة بترشيحي لحسن شحاتة الذي استجاب له وقرر ضمي‏,‏ لأكون ثالث المهاجمين‏,‏ وفي هذه المباراة تألقت وصنعت هدفا لمحمد شوقي ومنذ هذا اليوم لم أبتعد عن المنتخب‏.‏

ويروي أحمد سمير فرج ـ هداف الإسماعيلي والدوري ـ قصة ابتعاده عن الأهلي وتألقه في الإسماعيلي ليكون واحدا من القوام الرئيسي للمنتخب قائلا‏:‏ كنت أحد ناشئي الأهلي وسافرت للاحتراف في سوشو الفرنسي في سن صغيرة وكان عمري‏18‏ عاما وبدأت بشكل جيد مع فريق الشباب لسوشو ولكن لظروف التجنيد عدت للأهلي‏.‏

ونفي فرج ما تردد عن فشله في القلعة الحمراء‏,‏ مشيرا إلي أنه لم يشارك إلا في أربعة أشواط في مباريات‏:‏ غزل المحلة والكروم والاتحاد وطلائع الجيش‏,‏ أثني خلالها الجميع علي أدائه‏,‏ برغم أنه لم يحصل علي الفرصة مثل غيره‏,‏ مضيفا أنه وجد نفسه في الإسماعيلي في مركز الظهير الأيسر‏.‏

وأضاف‏:‏ إسماعيل حفني وحمزة الجمل اللذين كانا يتوليان مسئولية الإسماعيلي وقتها‏,‏ هما صاحبا فكرة تغيير مركزي من رأس الحربة الصريح‏,‏ أو اللعب تحت رأسي الحربة‏,‏ فقد حدث أن أصيب سيد معوض قبل احترافه ثم انتقاله للأهلي‏,‏ وطالباني بالمشاركة بدلا من معوض‏,‏ ولم يكن أمامهما سواي ثم كانت الانطلاقة‏,‏ ليصبح أحد اللاعبين المهمين في المنتخب برغم التجاوز عن اختياره كثيرا‏.‏

أما أحمد حسن مكي‏,‏ مهاجم الحرس‏,‏ الذي لم يخرج عن اختيارات شحاتة كثيرا خلال الفترة الأخيرة‏,‏ فيروي قصة التحاقه بالأهلي ثم خروجه منه وانضمامه للمنتخب بقوله‏:‏ انتقلت للأهلي مصادفة‏,‏ وكان عمري‏12‏ سنة‏,‏ حيث كنت ألعب لفريق كفر الدوار‏,‏ فاتصل بي مدرب ألعاب دمنهور وقال لي إن فريقه سيلتقي مع ناشئي الأهلي وديا‏,‏ واستعان بي للمشاركة مع الفريق‏,‏ وبالفعل شاركت وقدمت مستوي جيدا وأحرزت هدفا في أول‏5‏ دقائق في مرمي أحمد عادل عبدالمنعم‏,‏ وكان الفريق يضم وقتها شريف أشرف وعبدالله فاروق‏.‏

وفوجئ مكي بعد إحرازه الهدف بمدرب الأهلي وقتها بدر رجب يطلب منه ترك الملعب ووقع مع والده ـ الذي كان حاضرا في ملعب مختار التتش ـ أوراق انضمامه للأهلي‏.‏

ويضيف مكي أنه استمر في الأهلي‏5‏ سنوات‏,‏ وفوجئ بأن النادي يستغني عنه لأن عمره وقتها لا توجد له مسابقات رسمية وكان المسئول عن الفريق علاء ميهوب المدرب العام الحالي للأهلي الذي كان يضع يده علي العناصر التي تم تصعيدها للفريق‏,‏ ولم يكن هناك وقت لمشاهدة كل اللاعبين‏,‏ فانضم لحرس الحدود‏,‏ ومنه إلي المنتخب‏.‏

وقال أمير عبدالحميد ـ حارس مرمي المصري ـ الذي تم ضمه للمنتخب لمباراة استراليا الودية ـ إنه رحل عن الأهلي ليقدم نفسه بصورة جيدة‏,‏ وترك بصمة في المصري‏,‏ ثم الانضمام لمنتخب مصر‏,‏ فبعد أن حقق الكثير من البطولات مع الأهلي‏,‏ رأي أن وجوده في المصري فرصة ليكون أحد أعضاء منتخب مصر‏,‏ برغم أنه سبق له الالتحاق به عندما كان في الأهلي‏,‏ مشيرا إلي أن الانضمام للمنتخب بعيدا عن الأهلي يستحق الوقوف أمامه والثناء عليه‏.‏

وأضاف أمير أن كل شيء تغير في خريطة كرة القدم‏,‏ فالإعلام كان مقصورا علي الأهلي والزمالك‏,‏ وعندما أصبحت السموات مفتوحة‏,‏ حظيت كل الأندية بالاهتمام نفسه‏,‏ ماديا وفنيا‏,‏ أو أقل قليلا‏,‏ فأصبحت المباريات مذاعة‏,‏ وأصبح الجمهور يعرف كل شيء عن كل لاعبي الأندية‏.‏

وأذاع عبدالحميد سرا بقوله إن هناك لاعبين أساسيين في الأهلي طلبوا الانضمام للمصري‏,‏ وهذا معناه أن اللاعبين لا تشغلهم حكاية الأهلي والزمالك والبقاء فيهما ماداموا لا يجدون أنفسهم فيهما‏.‏

أما أحمد شديد قناوي ـ مدافع المصري ـ فأشار إلي أنه لولا دعم الإعلام ما انضم لاعبو الأندية الأخري للمنتخب بخلاف الأهلي والزمالك‏,‏ مشيرا إلي أنه انضم للمنتخب وكان لاعبا في المصري‏,‏ ولم ينضم عندما كان في الأهلي‏,‏ وكان حسام وإبراهيم حسن يقودان الفريق‏,‏ وشارك في مباراة جيبوتي في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية بأنجولا‏.‏

وأضاف قناوي أنه يحتاج للدعم والتركيز عليه حتي يكون ضمن قائمة شحاتة في المعسكرات المقبلة‏,‏ بعد أن قدم أفضل عروضه هذا العام في وجود الجهاز الفني للمصري بقيادة مختار مختار‏.‏