- الشهيد طالب الصالح تقاعد لواء في الجيش وكان مواظباً على الصلاة والصيام والحج والعمرة
- أحد الشهداء تم تكريمه لدوره في اللحمة الوطنية وآخر
رسالة كتبها كانت لمطالبة المسؤولين بتدريب الشباب على حراسة المساجد من أي
هجوم إرهابي
- علي الشيخ: أبي الشهيد كان مثالاً للرجل الصالح وكان يمازح الجميع قبل الذهاب إلى المسجد
محمود الموسوي ـ عادل الشنان
يبدو أنه كتب على الكويت أن تواجه مرة بعد مرة حقد
الحاقدين وغدر الغادرين المعتدين ورعاة الشر الظالمين الإرهابيين. في العام
2005 استقبل جامع الامام الصادق في منطقة الصوابر المعزين باستشهاد ابناء
الكويت الذين ضحوا بأنفسهم دفاعا عن بلدهم، خلال مواجهتهم الارهابيين الذين
ارادوا السوء بهذا الوطن العزيز، واقاموا مجالس العزاء بهذه المناسبة
الأليمة على قلوب الكويتيين، واليوم وبعد مرور 10 سنوات يواجه هذا المسجد
الارهاب الآثم مجددا من خلال قيام احد المضللين بتفجير نفسه بالمصلين في
افضل الايام وهو يوم الجمعة وفي افضل الاماكن وهو بيت من بيوت الله، وفي
افضل الشهور وهو شهر رمضان المبارك، وفي افضل المواضع وهم في حالة سجود،
امنين ومسالمين، لا ذنب لهم سوى انهم مسلمين وموحدين لله الواحد الاحد.
فكان من بينهم الصغار، والشباب في عمر الورود، وشيبا بنوا بسواعدهم تاريخ
الكويت.
«الأنباء» قامت بتعزية اهالي الشهداء الذين سقطوا
ضحايا الارهاب في بيوتهم، وعند تسلمهم للجثامين الطاهرة من الادلة
الجنائية، حيث عبروا عن حزنهم الشديد على فقد ذويهم من خلال العمل الاجرامي
الذي يتنافى عن التعاليم السماوية والشريعة الاسلامية السمحاء، على الرغم
من سعادتهم باستشهادهم وهم في محراب صلاتهم.
في البداية، شكر مبارك الصالح شقيق الشهيد طالب
صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد،
وسمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وجميع الوزراء والنواب وعموم الشعب
الكويتي الذين قدموا التعازي باستشهاد كوكبة من ابناء الكويت، وقال انه
يؤمن بقضاء الله وقدره، ويدرك ان الموت حق على الجميع، ولكنه لم يتوقع ان
يستشهد شقيقه غدرا من خلال عمل اجرامي يتعارض مع كافة الشرائع السماوية،
مضيفا ان اخيه طالب كان ضابطا في الجيش الكويتي حتى تقاعد مؤخرا برتبة
لواء، لم يتأخر يوما في الدفاع عن وطنه ، ومواجهة اعداء الكويت، مشيرا الى
انه واخيه الشهيد طالب وأحد اخوته كانوا اسرى طوال فترة الاحتلال الصدامي
في العام 1990، لدى النظام الغادر، وتحملوا اشد انواع التعذيب، وصبروا
لأنهم يعرفون مواجهتهم لعدو لا يرحم صغيرا ولا كبيرا، وخرجوا بحمد الله
سالمين من الاسر، ولكنهم لم يعلموا ان نجاتهم من النظام البعثي السابق في
العراق، سيقودهم الى المواجهة غير المباشرة مع ارهابي لا دين له ولا مذهب
سوى قتله للأبرياء تحت ذرائع وحجج واهية.
وروى الصالح لـ «الأنباء» اللحظات الاخيرة قبل
التفجير وما جرى بعد ذلك، حيث كان يرافق اخاه الشهيد طالب وأحد اخوته الى
المسجد، ولكنه كان في الصفوف الامامية اثناء الصلاة، بينما الشهيد طالب كان
في الصفوف الخلفية، متابعا: «بعد ان انتهينا من صلاة الظهر وخطبة امام
المسجد الشيخ عبدالله المزيدي، قمنا لأداء صلاة العصر، وخلال السجدة
الاخيرة سمعنا صوتا ينادي «ان الله مع الصابرين»، ومع جلوسنا من السجدة
سمعنا احدهم هتف بكلمة «الله اكبر» مع تفجير نفسه، فشاهدت تساقط جزء من
ديكور المسجد والثريات وانقطاع الكهرباء عن جزء من المسجد مع غبار كثيف،
فعدت الى السجود مرة اخرى ووضعت يدي على رأسي تفاديا من سقوط شيء على رأسي،
وبعد لحظات رأيت حالة الذهول التي اصابت المصلين وهم يرون ما حدث، وما هي
الا دقائق معدودة حتى بدأت اصواتهم تعلو بالأنين من جراحهم، فقمت على الفور
ابحث عن اخوتي، فرأيت احدهم جالسا عند رأس الشهيد طالب، حيث كان في وعيه،
فذهبت اليهم مسرعا، وعند وصولي ابلغته انه سيكون على ما يرام، وما هي الا
لحظات حتى لفظ انفاسه الاخيره منتقلا الى جوار ربه شهيدا وشاهدا على ما جرى
من اناس يدعون الاسلام وهم ليسوا بمسلمين بل خوارج هذا العصر.
وحول علاقة الشهيد مع اسرته واصدقائه، يقول مبارك
الصالح انه كان رجلا عسكريا صلبا في عمله، ولكنه كان يحمل قلبا عطوفا في
تعامله مع اسرته واصدقائه وجيرانه، كان مواظبا على اداء صلاته وصيامه والحج
والعمرة، وقيامه بالزيارات الدينية الى المشاهد الشريفة، ولم يترك مناسبة
دينية الا وكان حاضرا بين الجموع.
وفي ختام كلمته، دعا الصالح الحكومة الى مواجهة هذا
الفكر التكفيري ومن يقف خلفهم بكل الطرق، لان تراب الكويت وحماية ابنائها
اغلى بكثير من التجاهل ولامبالاة او مجاملة اشخاص على حساب الوطن، داعيا
المولى عز وجل ان يتغمد الشهداء بواسع رحمته ومغفرته، ويلهم ذويهم الصبر
والسلوان، ويشافي الجرحى، ويحفظ الكويت اميرا وشعبا من كل سوء ومكروه.
من جانبه، اكد علي ابن الشهيد حسين الشيخ ان والده
كان مثالا للرجل الصالح مع اهله واسرته واصدقائه، وكان ابا رحيما وعطوفا
على ابنائه، زرع فينا حب الله والوطن، حتى في الساعات الاخيرة من حياته
ونحن في شهر الصيام والعبادة، كان يوجه اخوتي واحفاده الى ذكر الله
والابتعاد عن البرامج التلفزيونية التي تلهيهم عن الاذكار والصلوات، مضيفا
ان والده الشهيد لم يترك في حياته يوما اداء الصلاة في المسجد، او ترك
الزيارات الدينية، وكان يحثنا دائما على صلة الرحم، واغاثة الملهوف،
ومساعدة الفقراء والمساكين، مبينا لنا ان هذه الدنيا كما ورد في كتاب الله،
وعلى لسان الانبياء والمرسلين هي دار مرور الى الاخرة.
وزاد: «لقد ودعنا الشهيد وهو ذاهب الى المسجد ولم
نعلم انه الوداع الاخير، حيث كان في لحظاته الاخيرة وهو في المسجد قبل
الصلاة يمازح الصغير والكبير، ويناقشهم بالمسابقات الرمضانية، معتبرا ان
شهادة والده هي هدية ربانية قدمها الباري عز وجل لعبد من عباده الصالحين
والمؤمنين ايمانا حقيقيا بشرائع دينهم الحنيف».
وتابع: «نحزن لاننا فقدنا انسانا عزيزا على قلوبنا
لا تفارقه الابتسامة، ولا نحزن على موته لانه استشهد في سبيل الله مظلوما
وهو في محراب صلاته، صائما في شهر الله الاعظم، وهم احياء عند ربهم يرزقون،
مشيرا الى ان والده الشهيد كان في الصفوف الاخيرة من الصلاة، وكان
الارهابي الذي فجر بنفسه بالقرب منه، مما كان الاثر الاكبر على والده
والمصلين الذين بقربه، حيث ادى الى استشهاده فورا في المسجد».
في الأدلة الجنائية
وفي موازاة ذلك، شاركت «الأنباء» اهالي الشهداء
خلال وجودهم في الادلة الجنائية «الطب الشرعي» صباح امس لتسلم جثث ذويهم من
اجل نقلها الى المقبرة الجعفرية في الصليبخات، وخلالها التقت عددا من ذوي
الشهداء، حيث اكد علي جعفر الصفار ابن الشهيد جعفر الصفار، انه حضر من
منطقة (القطيف) في المملكة العربية السعودية بعد منتصف الليل للقيام بنقل
ودفن جثمان الشهيد، مضيفا ان والده دائما يأتي إلى الكويت في شهر رمضان
المبارك ليشارك في حضور مراسم الصلاة وقراءة الأدعية والمناجاة بهذه
الليالي المباركة في مسجد الصادق، مشيرا الى انه فور سماعه خبر الفعل
الإرهابي الشنيع، بادر بالاتصال للسؤال عن والده الا ان جهازه النقال كان
مغلقا وبالاتصال على احد أصدقاء والده اخبره ان والده قد يكون في المكتبة
او يزور احدا، الا انه قام بمتابعة الاخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي
وفوجئ بوجود اسم والده مع قافلة الشهداء التي اختارها الله سبحانه وتعالى
لتنتقل الى جواره وهم صيام ساجدون.
وتابع الصفار: «بعدها قمت بالاتصال وقلت لصديق
والدي انني قرأت اسم والدي مع الشهداء فقال لي نعم والدك استشهد في
المستشفى الاميري، فانطلقت مباشرة إلى الكويت وأتممت اليوم أوراق والدي حيث
سنقوم بدفنه في النجف الأشرف».
من جهته، قال محمد ابن الشهيد د.جاسم الخواجة وعمه
الشهيد علي الخواجة وابن عمه الشهيد محمد حسن الخواجة انه فوجئ بالرسائل
على هاتفه الخاص مفادها انفجار في مسجد الامام الصادق عليه السلام من قبل
احد أنجاس داعش، بالإضافة إلى اتصالات من أفراد أسرته تستفسر عن والده د.
جاسم الخواجة، حيث تبين لنا لاحقا انه استشهد مباشرة لحظة الانفجار الخسيس
وتم نقله إلى مبنى الأدلة الجنائية (الطب الشرعي) في حين أننا كنا نبحث عنه
بالمستشفيات، اما بالنسبة لعمه علي الخواجة فكان مصابا إصابات بالغة وتم
ادخاله إلى غرفة العمليات في مستشفى مبارك مباشرة واستشهد داخل غرفة
العمليات، اما ابن عمه فكان ايضا مصابا إصابات بالغة الا انه كان بوعي تام
لكن وافته المنية مع موعد اذان المغرب تقريبا من يوم الجمعة.
وزاد الخواجة: «ان والده د.جاسم الخواجة تم تكريمه
من فترة بسيطة لدوره في اللحمة الانسانية والوطنية، وان آخر رسالة كتبها
والتي لاتزال على مكتبه في المنزل هي خطاب رسمي كان يود توجيهه الى جهات
الدولة المسؤولة لعمل تدريبات للشباب الكويتي في كيفية التعامل في حراسة
المساجد والحسينيات لو حدث عمل ارهابي لا قدر الله بالاضافة الى تعزيزات في
كيفية التفتيش.
بدوره، رفض المصاب محمد المويل الحديث للصحافة بسبب
تأثره باستشهاد عمه الحاج علي الفيلي (بو هشام) والذي يعتبر من رواد
المسجد والمواظبين على ارتياده في جميع الصلوات يوميا الا انه احضر معه
قطعة من الشظية التي اصابته في رأسه ورجله وطلب تصويرها.
سيارات الأمن ترافق مواكب الشهداء
بعد ابلاغ الادلة الجنائية في وزارة الداخلية ذوي
الشهداء الذين قضوا نحبهم في التفجير الارهابي بمسجد الصادق بموعد تسلم
الجثث، توافدوا منذ الساعة الثامنة صباح امس، حيث خيمت حالة من الحزن
عليهم، فمنهم من كان ينتظر الجثة بتلاوة القرآن، والآخر يتلقى التعازي، حتى
جاء موعد الاستلام، فقام العميد مناحي العنزي بتنظيم عملية نقل جثث
الشهداء الى السيارات التابعة للبلدية، حيث وضع في كل سيارة جثتين، وتنطلق
بحماية من سيارات الامن التابعة لوزارة الداخلية حتى وصولها الى المقبرة
الجعفرية في الصليبخات.
أصغر الشهداء محمد الجعفر
قال احمد الجعفر والد اصغر شهداء مسجد
الصادق عليه السلام محمد الجعفر: احمد الله ربي واشكره على نعمة الشهادة
التي حبا بها ابني الصغير في ايام شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة
وانتقل الى جوار الكريم رب العالمين صائما ساجدا، مؤكدا أن هذا العمل
الإرهابي لن يثني المؤمنين عن إقامة الصلاة في المساجد وإقامة الشعائر
الدينية في الحسينيات كما اعتادوا ولن يزيدهم الا صلابة في مواجهة الارهاب
الخسيس.
من جهته، قال عم الشهيد الحاج جاسم
الجعفر انه في صباح يوم الجمعة ايقظ اخي ابنه الصغير محمد ليغتسل غسل
الجمعة ويذهب معه الى المسجد لأداء فرض الجمعة الا انه عاد من غيره، ونحمد
الله اولا وآخرا على هذا المصاب الجلل الذي آلم الكويت بأسرها.
أسماء الشهداء
&<645; د.جاسم محمد الخواجه
&<645; طاهر سلمان بوحمد
&<645; عبدالعزيز علي الحرز
&<645; يوسف عبدالرزاق العطار
&<645; مكي تركي متروك القلاف
&<645; محمد سلمان البحراني
&<645; علي ربيع الناصر
&<645; عبدالحميد عودة الرفاعي ـ بدون
&<645; قيس حبيب المطوع
&<645; ابن عباس ابن علي ـ هندي
&<645; محمد سعيد المطرودي ـ إيراني
&<645; سبتي جاسم حسن السعيد
&<645; غلام حسن محمد تقي ـ باكستاني
&<645; محمد رضا محمد علي ـ إيراني
&<645; عبدالحميد سعيد محمود ـ إيراني
&<645; رضوان حسين ـ هندي
&<645; محمد حسين علي الحاضر
&<645; طالب محمد الصالح
&<645; عبدالله حسن الصايغ
&<645; جعفر محمد رضا الصفار ـ سعودي
&<645; حسين إسماعيل إبراهيم
&<645; صادق جعفر حسن الناصر
&<645; علي محمد علي الخواجة
&<645; علي جعفر الفيلي
&<645; محمد أحمد الجعفر
&<645; محمد حسن الخواجة
|
&O5279;مجموعة من جثامين الشهداء في الأدلة الجنائية &O5279;
|
|
&O5279;ذوو احد الشهداء يتسلمون جثمانه&O5279;
|
|
&O5279;جانب من نقل جثامين الشهداء (محمد هاشم)&O5279;
|
|
&O5279;جموع غفيرة مع شهيدين متلحفين بعلم الكويت&O5279;
|
|
&O5279;علي الشيخ متوسطا والده الشهيد حسين وأخيه في إحدى المناسبات&O5279;
|
|
&O5279;رجال الأمن خارج الأدلة الجنائية &O5279;
|
|
&O5279;علي ومصطفى الصفار&O5279;
|
|
&O5279;المصاب محمد المويل&O5279;
|
|
&O5279;احد الشهداء محمولا على الاعناق&O5279;
|
|
&O5279;الشهيد محمد الجعفر&O5279;
|
|
&O5279;محمد جاسم الخواجة متحدثا إلى الزميل عادل الشنان&O5279;
|
|
&O5279;سيارات البلدية تنقل الجثامين في حراسة «الداخلية»&O5279;
|
|
&O5279;عدد من شهداء الكويت الأبرار&O5279;
|
|
&O5279;الشهيد طالب الصالح&O5279;
|
|
&O5279;أحمد الجعفر&O5279;
|
|
&O5279;جاسم الجعفر&O5279;
|
|
&O5279;مبارك الصالح مع الزميل محمود الموسوي&O5279;
|